فيس بوك في مصر
أكثر من عام وأنا أنشر مقالات حول قضية الأخبار المزيفة والفوضى التي يحدثها فيس بوك في العالم بالتوازي مع تزايد الوعي بخطورة هذه المنصة في أوروبا وأمريكا وتراجع تواجد الأمريكيين عليها مع قيام مليوني أمريكي وكندي بحذف حساباتهم كما فعلت 21 ماي 2017 ورغبة حوالي 35 في المئة القيام بنفس الشيء هذا العام.
وطيلة هذه الفترة تابعت هذه القضية وأعطيتها أهمية كبرى، وقد تبين لي بدون مبالغة أن هناك توجه دولي لإيجاد حل لفوضى الأخبار المزيفة والفوضى التي تحثها الشبكات الإجتماعية.
ويبدو أن هذا التوجه لن يبقى محصورا في القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية إضافة إلى الهند، بل سيشمل بقية دول العالم بما فيها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في مصر والبلدان العربية، لم يهتم الشباب والناشطين كثيرا بقضية الأخبار المزيفة التي سلطت الضوء عليها وكانت حديث وسائل الإعلام العالمية، رغم أن دول المنطقة متضررة من الاستقطاب الديني والطائفي وتقسيم المجتمعات المحلية والتشجيع على الفوضى وانتهاك خصوصيات الأفراد.
لكن الحكومات المحلية بدأت تدرك خطورة الصمت على هذه القضية، ويبدو أن مصر لديها خطة للقضاء على الأخبار المزيفة وتوفير بديل لهذه المنصة.
-
أرقام هاتفية في مصر للإبلاغ عن الأخبار المزيفة
سبق لي وأن تطرقت من قبل إلى قصة معلمة مصرية نشرت خبرا مزيفا على حسابها الشخصي بفيس بوك أثار الذعر في مدينتها وتم اعتقالها للتحقيق معها في الواقعة.
إقرأ أيضا:تعددت أسبابه لكن حظر تيك توك هدف متناميالنيابة العامة في مصر لطالما تحركت للتحقيق في مصادر الأخبار المزيفة التي تروج لأكاذيب تزيد من الإحتقان الشعبي وأيضا تحاول زرع المزيد من الخلافات بين أبناء البلد الواحد.
في هذا الصدد أعلنت النيابة عن توفير مجموعة من وسائل الإتصال بهم للتبليغ عن أي أخبار مزيفة صادفوها على فيس بوك و تويتر.
وقد تم تخصيص مجموعة من أرقام الهواتف الخاصة بمختلف المناطق المصرية، والتي يمكن الإتصال بها عن طريق واتساب.
ويمكن لأي شخص مصري في حالة صادف شائعة أو خبرا مزيفا تتحدث عن حادثة في منطقته هو متأكد من أنها لم تحد أن يبلغ عن الصفحة المصدر بالنسبة له والتي روجت لها أو الشخص الذي قام بتداولها على حسابه الشخصي.
هذا يعني أنه يجب على المستخدم في مصر أن يكون حذرا من كتابة قصص إخبارية غير مؤكدة وشائعات سمع بها، على الأقل ننصح القراء بالإشارة في بداية المنشور إلى أن ما سيكتبه هي شائعة كي لا يصدق المتابعون كلامه ويتصرفون بناء على ذلك.
-
البحث عن بديل فيس بوك يكون مصريا أو محليا
تحتاج منطقتنا العربية إلى مشاريع ويب في المستوى، وهذا يبدو الآن ضروريا في قطاع الشبكات الإجتماعية الذي تسيطر عليه الشركات الأجنبية.
إقرأ أيضا:تحالف فيس بوك جوجل آبل لإيقاف زحف دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكافيس بوك و تويتر لا يدفعان أي ضرائب للاقتصادات المحلية رغم أنهما يستفيدان الملايين من الدولارات من عائدات الإعلانات في المنطقة.
هناك 33 مليون مستخدم لفيس بوك في مصر، وهذا العدد ليس سهلا بينما هناك أكثر من 60 مليون مستخدم لتطبيق انستقرام في المنطقة حسب احصائيات أعلن عنها العام الماضي.
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السيد ياسر القاضي، أكد على حاجة بلده إلى بديل لفيس بوك يكون مصري الجنسية.
وأكد في ورشة عمل نظمتها وزارة العدل المصرية، بأن مصر تحتاج إلى حماية بيانات مستخدميها وأيضا تفعيل الرقابة لتجنب استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في التخريب.
وشدد على أنه لا يجب استخدام فيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي في نشر الفكر المتطرف والدعوة إلى زعزعة الاستقرار في البلد.
-
هذا لا يعني حظر فيس بوك في مصر بل ايجابي للمواقع المحلية
وحول رغبة الحكومة في مصر بالقيام بحظر فيس بوك مجددا، أكد على أن هذا لن يكون توجه حكومته ولا تتبنى الوزارة هذا الطرح.
وأكد السيد ياسر القاضي بأن الوزارة لا تخطط لإطلاق نسخة من فيس بوك أو تعمل على ذلك في الوقت الحالي.
إقرأ أيضا:رابط الغاء طلبات الصداقة المرسلة انستقرامودعا إلى تشجيع المبرمجين المصريين والشباب على البدء في إنشاء منصات إجتماعية بمميزات مختلفة ومبتكرة تستقطب الشباب والمستخدمين المحليين.
أطروحة الوزارة تشبه نفس التوجه الصيني مع بعض الاختلافات، فالصين تملك بديلا لفيس بوك وكذلك تويتر وخدماتها العالية الجودة وقد فعلت الرقابة فيما قامت بحظر الخدمات الأمريكية منذ سنوات طويلة.
وحاليا لا يوجد أي قرار لحظر فيس بوك في مصر أو حجبه أو حتى إطلاق نسخة بديلة منه، وهي الأنباء التي يتم تداولها بكثرة حاليا على تويتر و فيس بوك!
نهاية المقال:
في الوقت الحالي هناك أخبار مزيفة يتم تداولها حول إنشاء فيس بوك مصري من الحكومة المصرية وأيضا نية وزارة الإتصالات حجب الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم، بينما الواقع مختلف والخطة بدأت عند النيابة العامة في مصر وهي تتطلب مشاركة ايجابية من الشباب في هذه القضية.