بدأ مؤيدو انقلاب النيجر يحصدون نتائج الإطاحة بالحكومة الديمقراطية، بعد هجوم عسكري ضخم شنته جماعات إرهابية إسلامية متشددة حيث قتلت 17 جنديا.
الهجوم المفاجئ والأكبر منذ سنوات أدى أيضا إلى اصابة 20 جنديا أصيبوا، بعضهم يعاني من جروح بالغة، بينما أُجلي جميع الضحايا إلى العاصمة نيامي.
يعد هذا الهجوم السابع الذي يستهدف جنودا منذ إطاحة عسكريين بالحكومة في نيامي قبل ثلاثة أسابيع، وهو ما يؤكد أن البلد الأفريقي يغرق بالتدريج في الفوضى.
انقلاب النيجر قضية أفريقية دولية
من المؤكد أن انقلاب النيجر لن يمر مرور الكرام، وهو ما يرفضه الغرب وأيضا الإتحاد الأفريقي إضافة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” بقيادة نيجيريا التي تؤيد التدخل العسكري لاستعادة الشرعية في هذا البلد.
وبينما تشهد البلاد حاليا صراعا بين مؤيدي الديمقراطية وبين مؤيدي الجيش من جهة، إضافة إلى تحركات الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والحركات الإنفصالية الأخرى التي تراجع نفوذها في السنوات الأخيرة بفضل جهود فرنسا للقضاء على الإرهاب.
وتتحول النيجر إلى ساحة صراع دولي أيضا بين روسيا والغرب، حيث من المرتقب أن يكون هناك نشاط لمرتزقة فاغنر التي سيلجأ إليها الجيش النيجيري لمساعدته في القضاء على الإرهاب وفي المقابل ارسال الثروات مثل اليورانيوم لروسيا.
انقلاب النيجر يهدد الأمن الإقليمي
تقع النيجر في غرب أفريقيا، وذلك بجنوب الجزائر ويحدها من الغرب مالي ومن الشرق نشاد ولديها حدود مع ليبيا وفي الجنوب لديها حدود مع نيجيريا، إضافة إلى حدود مع بنين وبوركينا فاسو.
إقرأ أيضا:نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع اللهمن المؤكد أن حدوث انقلاب في النيجر إلى زعزعة الإستقرار الإقليمي في المنطقة، وقد يتأثر الدول المجاورة بتداعيات سلبية مثل زيادة التوترات الأمنية واللاجئين والتدفقات الهجرة غير الشرعية.
مع تزايد العنف في النيجر أو حتى حدوث تدخل عسكري دولي، فإن آلاف من سكان النيجر سيهربون إلى دول مجاورة مثل الجزائر ومالي ومنها إلى موريتانيا وبالتالي إلى المغرب.
كما أن عدد من اللاجئين يمكنهم الإنتقال إلى دول غرب أفريقيا الأخرى مثل بوركينا فاسو والدول الأخرى المجاورة بالتالي تهديد استقرار هذه الدول التي لدى المغرب فيها مصالح تجارية.
وجود العنف والتوترات الأمنية الناجمة عن الأعمال الإرهابية يدفع الناس إلى الفرار والبحث عن أماكن آمنة، وهذا من شأنه أن يزيد من عدد اللاجئين الأفارقة في شمال افريقيا.
سيؤدي الإرهاب إلى تدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل المدارس والمستشفيات والمرافق الحكومية، وهذا يضعف البنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المتأثرة ويدفع الناس إلى الهجرة.
تزايد اللاجئين الأفارقة في المغرب والجزائر وموريتانيا
توجد مجموعات من اللاجئين الأفارقة في المغرب والجزائر وموريتانيا، وتعتبر هذه الدول جزءًا من مسارات الهجرة واللجوء في شمال أفريقيا.
يتم تحريك هؤلاء اللاجئين بسبب عدة عوامل، بما في ذلك الصراعات المسلحة والحروب، والفقر، والاضطهاد السياسي والعرقي، وتغير المناخ.
ويعتبر المغرب نقطة تجمع للمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، ويوجد في المغرب عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، والذين يأملون في الحصول على فرصة للعيش والعمل في الدولة أو محاولة العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
إقرأ أيضا:اليمين المتطرف يريد إسرائيل قوية كي يطرد اليهود إليهاكما تستضيف الجزائر أيضًا عددًا من اللاجئين الأفارقة، وخاصةً النازحين الداخليين من دول الجوار مثل مالي والنيجر وليبيا، ومن المنتظر أن تكون المتضرر الأكبر من تزايد اللاجئين الأفارقة بسبب انقلاب النيجر.
كما تتعامل موريتانيا أيضًا مع تدفق اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، حيث يعيش العديد من اللاجئين في موريتانيا، ويشملون النازحين الداخليين من دول مثل مالي والسنغال وغيرها.
تهدف هذه الدول إلى إدارة تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يتوافق مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وتعاونها مع المنظمات الدولية وغير الحكومية لتوفير الحماية والمساعدة اللازمة لهؤلاء الأفراد الذين يحتاجون إلى الدعم.
الإرهاب يهدد المغرب والجزائر وموريتانيا
تواجه المغرب والجزائر وموريتانيا تهديدًا من الإرهاب، على الرغم من جهودها الحثيثة لمكافحته، تعتبر هذه الدول جزءًا من منطقة الساحل الإفريقي ومناطق تنشط فيها بعض الجماعات الإرهابية والمتشددة.
يعتبر المغرب هدفًا للتهديد الإرهابي، وخاصة فيما يتعلق بالجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، قد تشمل الأهداف المحتملة الهجمات الإرهابية الموجهة ضد المواقع الحكومية والأماكن العامة والمصالح الأجنبية.
تعاني الجزائر من تهديد إرهابي ناجم عن جماعات مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”جماعة الجهادية في شمال أفريقيا”، تشهد بعض المناطق الحدودية في الجزائر نشاطًا إرهابيًا، بما في ذلك عمليات تسلل وتهريب.
إقرأ أيضا:بردية تولي: هل شاهد الفراعنة الكائنات الفضائية؟تعاني موريتانيا من تهديد إرهابي يأتي من جماعات مثل “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وجماعات متشددة أخرى.، تركز الجماعات المتطرفة على عمليات الخطف والهجمات التي تستهدف القوات الأمنية والمصالح الغربية.
يتعاون كل من المغرب والجزائر مع النيجر في قضية مكافحة الإرهاب لكن الصراع على السلطة حاليا في هذا البلد الأفريقي يهدد تلك الجهود والمكتسبات السابقة.
إقرأ أيضا:
روسيا ستدمر أنابيب الغاز النيجيري الجزائري ونظيره المغربي
كيف يهدد انقلاب النيجر أمن أفريقيا ويعزز من نفوذ روسيا؟
ازدهار القاعدة وداعش بفضل انسحاب فرنسا من مالي وانقلاب النيجر
انقلاب النيجر: ما أسباب اضطرابات دول أفريقيا؟
يورانيوم النيجر أساسي لإنتاج كهرباء فرنسا لكنه رخيص
ما هي حركة تحرير جنوب الجزائر الإنفصالية؟