وفاة حلم مارك زوكربيرغ بالسيطرة على الأخبار
نواصل تحليل معاني وتداعيات خوارزمية فيس بوك 2018 المعلن عنها مؤخرا والتي أثارت حالة من الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في وول ستريت.
أعلنت الشركة عن السياسة الجديدة التي ستحكم صفحة خلاصة الأخبار والتي ستركز فيها على التواصل بين الأشخاص وتعزيز الرسالة الأصلية للمؤسسة وهي ربط الأصدقاء والعائلة ببعضهم البعض وقمع المنشورات من الصفحات العامة.
ومن المعلوم أن فيس بوك قد فرض على المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام استثمار المال والوقت لصناعة المزيد من المحتوى الذي ينشر على صفحاتها، ما بين الروابط الإخبارية والتي تنشرها لجلب الزيارات إلى مواقعها، إلى نشر الفيديو والمنشورات النصية والمرئية لتغطية الأخبار وهذا لترضية الخوارزمية التي لا تفضل كثيرا الروابط الخارجية.
السياسة التي تعمل بها الصفحات الإخبارية طيلة الفترة الماضية هي التنويع ما بين الروابط والمنشورات النصية والصور ونقل الأخبار العاجلة بالفيديو أو النص.
وبالطبع هذا ما غير من دور فيس بوك، من منصة للتعارف وبناء العلاقات وإنشاء الصداقات وتبادل وجهات النظر إلى منصة إخبارية تعرض للمستخدمين الأخبار بأشكال مختلفة ما بين روابط خارجية ومنشورات نصية وصور وفيديو.
لكن بعد القرار الأخير الذي همش الصفحات التابعة لوسائل الإعلام والمواقع الإخبارية والمدونات، ستتغير المعادلة والواقع بشكل عام.
إقرأ أيضا:صفقة استحواذ بوهو على متاجر التجزئة Debenhams
-
حلم فيس بوك وخلافاته مع وسائل الإعلام والناشرين
إلى الأمس القريب كان مارك زوكربيرغ يحلم بأن يجعل فيس بوك مكانا مثاليا لكل شيء، من التعارف إلى المحادثات نحو متابعة الأخبار إلى التجارة الإلكترونية بكل تفاصيلها ونحو التوظيف والمنافسة على الفيديو.
لكن هذا الحلم اصطدم مع مشكلة كبيرة وهي الأخبار المزيفة التي سلطت وسائل الإعلام عليها الضوء وفي مقدمتها صحيفة الجارديان التي فضحت ضعف المنصة في فرض الرقابة وتحولها إلى مصدر مهم للتزييف والأكاذيب.
الانتخابات الأمريكية لسنة 2016 كانت محطة حاسمة واختبار كبير لمصداقية الشبكات الإجتماعية، وقد تأكد أنها منصات تستخدم في التلاعب بالرأي العام وبث مواد اخبارية مزيفة تخدم جهة ضد جهة أخرى بشكل ظالم.
وقد شهدت العلاقة بين وسائل الإعلام والناشرين من جهة وفيس بوك في الطرف المقابل مشاحنات كبيرة واضحة للمراقبين لهذا الصراع، وفيما تهاجم وسائل الإعلام هذه المنصة لإضرارها بصناعة الأخبار، تحاول فيس بوك السيطرة على الأخبار وفرض الأمر الواقع.
انسحب عدد من وسائل الإعلام الكبيرة من مبادرة فيس بك للمقالات الفورية خلال الأشهر الماضية، ضمنهم نيويورك تايمز والجارديان و فوربس وهو ما تطرقت إليه في مقالة بعنوان “قصة انسحاب الناشرين نيويورك تايمز والجارديان و فوربس من المقالات الفورية فيس بوك” وكان ذلك بمثابة دليل على اتساع رقعة الخلافات بين كبار الناشرين والمنصة الاجتماعية الأكبر في العالم.
إقرأ أيضا:أفضل 5 أدوات قياس سرعة النت بدقة عالية وصحيحةتحول فيس بوك إلى منافس كبير لوسائل الإعلام عوض أن يكون داعما لها كما يدعي، وأصبحت الأخبار التي يتم تداولها عليه من الهواة وصناع التزييف تحظى بشهرة ومتابعة أكبر ليتم اهانة قطاع صناعة الأخبار وتعلن وسائل الإعلام بشكل خفي حربا ضروسا على هذه المنصة.
-
إعلان وفاة حلم مارك زوكربيرغ بالسيطرة على الأخبار
خوارزمية فيس بوك 2018 هي بمثابة إعلان وفاة حلم مارك زوكربيرغ بالسيطرة على الأخبار، حيث أكد بالحرف الواحد أنه على الصفحة الرئيسية للموقع والتطبيق ستظهر منشورات الأصدقاء وهو سيركز على عرض المنشورات التي تزيد من حالة الوئام بين الأصدقاء والعائلة.
وأضاف أن منشورات الصفحات العامة من الشركات ووسائل الإعلام ستقل ولن تظهر كثيرا، وهو ما يعني أن الصفحات العامة المتخصصة في نشر الأخبار بمختلف الأشكال ستتراجع أهمية ما تقوم به، وقد تلاحظ تراجعا في التفاعل والنتائج بشكل عام.
وبغض النظر عن التأثير السلبي لذلك خصوصا على المواقع الإخبارية التي حققت نجاحا كبيرا في المنصة وكسب المتابعين والمعجبين الكثر والتحول إلى مصدر اخباري لهم، فإن فيس بوك قد أعلنت بطريقة أو اخرى انسحابها من صناعة الأخبار.
إقرأ أيضا:طفل يقتل أمه بسبب فري فاير … ماذا بعد؟وأصبح قطاع الأخبار يشكل تهديدا كبيرا لفيس بوك حيث جلب لها تهمة التلاعب بالرأي العام في الانتخابات الأمريكية ومناسبات أخرى، لذا من الواضح أن تتخلص منه الشركة قبل أن يجلب لها المزيد من المتاعب.
نهاية المقال:
لطالما أراد مارك زوكربيرغ أن يكون فيس بوك منصة لكل شيء بالنسبة للمستخدمين بما فيها متابعة الأخبار، وقد حرض بسياساته صناع الأخبار على التواجد في موقعه والاستثمار بنشر أنواعا مختلفة من المحتوى الإخباري، ويأتي الإعلان عن خوارزمية فيس بوك 2018 كنتيجة لصراع طويل بين الشركة وكبار وسائل الإعلام كشفنا سره اليوم بهذا المقال.
مارك زوكربيرغ يخسر 3.3 مليار دولار ولقبا مهما بسبب خوارزمية فيس بوك 2018
خوارزمية فيس بوك 2018: قمع منشورات وسائل الإعلام والشركات والناشرين