دور المؤثرين ومهمتهم في أوقات الحروب العسكرية

بدأت الإنترنت كأداة مفيدة توفر المعلومات وتواصل الأشخاص في غضون ثوانٍ، ثم سريعا ما تطورت من مجرد مدونات ومواقع إخبارية ومجلات إلى منتديات وشبكات اجتماعية تتيح للجميع التعبير عن آرائه.

أصبح الإنترنت نموذجًا تجاريًا حيث الأرباح المادية هي التي تقود مهمة إنتاج المحتوى، سواء على فيسبوك أو يوتيوب او تيك توك أو حتى مواقع المحتوى الإخباري.

قوة الشبكات الإجتماعية

وسائل التواصل الاجتماعي هي منصات تعزز التواصل الإلكتروني والشبكات، مما يسمح للمستخدمين بمشاركة المحتوى ومتابعة الأفراد الآخرين وإنشاء مجتمع عبر الإنترنت.

هذا سوق ضخم، يوجد حاليًا أكثر من 2.4 مليار مستخدم نشط على فيسبوك وأكثر من 300 مليون مستخدم نشط على تويتر ومليار مستخدم على تيك توك، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للمستخدمين مشاركة المحتوى الخاص بهم وإنشاء مجتمعاتهم ذات الاهتمامات المشتركة، وهذه القدرة خلقت المؤثرين.

سهلت هذه المنصة الوصول إلى المعلومة إضافة إلى الحصول عليها وحولت العالم أكثر إلى قرية صغيرة حيث يمكنك متابعة القضايا التي تشغل الرأي في مجتمعك وأي مجتمع في العالم.

امكانيات المؤثرين وقوتهم

المؤثرون هم أشخاص عاديون يرتقون إلى النجومية من خلال الترويج لأسلوب حياة يريد الآخرون تقليده، ليس كل المؤثرين متماثلين، لديهم مناهج واهتمامات وأساليب مختلفة.

من خلال التصفح لمدة دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ستتمكن من رؤية مؤثري اللياقة البدنية ومؤثري الموضة وغيرهم الكثير.

إقرأ أيضا:4 مميزات ضرورية يجب أن يتميز بها قالب موقع ناجح

سيعرض المؤثر حياته الشخصية اليومية من منظور الشخص الأول الذي يوضح كيف يمكن تحقيق أسلوب حياته إذا كان أتباعه يتصرفون مثلهم ويشترون المنتجات التي يشيرون إليها.

يتمتع المؤثرون بميزة مقارنة بـ “المشاهير الكلاسيكيين” حيث يُنظر إليهم على أنهم أشخاص حقيقيون “وصلوا إلى القمة”، يختلفون عن المشاهير التقليديين الذين يُنظر إليهم غالبًا على أنهم أفراد لا يمكن الوصول إليهم.

يعد هذا التقارب الذي يمكن للمؤثرين بناءه مع أتباعهم أمرًا ضروريًا لإنشاء علامتهم التجارية، وبناءً على ذلك، سيكونون قادرين على التأثير في المتابعين.

لا يمكن تجاهل القيمة السوقية للمؤثر، في عام 2022 كان من المتوقع أن يصل إنفاق المؤثرين على التسويق في الولايات المتحدة إلى 3.7 مليار دولار، يوضح هذا كيف يمكنهم تحقيق الدخل من خلال كونهم أو التظاهر شخصًا يريدهم الآخرون أن يكونوا عليه.

لا عجب أن تقوم الشركات بالإعلان عن قطعة ملابس ذات تأثير أكثر من إعلانها في إحدى المجلات، يتمتع المؤثرون بجمهور أكبر ويمكنهم توجيه متابعيهم إلى المتاجر وجعلهم يعتقدون أن العنصر يجب أن ينتمي إليهم أيضًا.

الحروب العسكرية في وسائل التواصل الإجتماعي

في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، والذي يمكن اعتباره من أوائل الحروب التي تغطيها وسائل الإعلام الحية في تاريخنا.

نتذكر مشاهدة التفجيرات على شاشة التلفزيون بينما كان الصحفيون يروون التفجيرات كما حدثت في الجانب الآخر من العالم.

إقرأ أيضا:خطة فيس بوك لمنافسة شوبيفاي باستخدام انستقرام

منذ ذلك الحين، تطورت وسائل الإعلام والتكنولوجيا كثيرًا، الآن بعد ما يقرب من 20 عامًا، نواجه وضعًا غير مسبوق: حرب أثناء ازدهار ثقافة المؤثرين وسياسات ما بعد الحقيقة.

في فبراير 2022، غزت روسيا أوكرانيا في عمل عدواني لا يختلف كثيرا عن ما تعرض له العراق، في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيش فيه، يمكننا رؤية تحديثات الحرب على منصات التواصل الاجتماعي فور حدوثها.

ظهرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في البداية كمنصات للترفيه، ومع ذلك فقد تغيرت ببطء إلى أغراض أخرى، وفقًا لمركز بيو للأبحاث، في عام 2020 حصل 71٪ من الأمريكيين على جزء على الأقل من مدخلاتهم الإخبارية من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك من الممكن التأكيد على أن هذه المنصات تلعب دورًا رئيسيًا في نشر المعلومات في سياق الحرب.

يصبح هذا الموقف أكثر تعقيدًا عندما نضيف الخوارزميات إلى هذه المعادلة، اعتمدت منصات التواصل الاجتماعي الخوارزميات كوسيلة لتكييف المنصة مع كل مستخدم، يرصدون تفضيلات المستخدمين للمحتوى ويشكلون الإعلانات والتوصيات التي يرغب كل مستخدم في رؤيتها.

استفاد المؤثرون كثيرًا من الخوارزمية حيث قاموا بتشكيل المحتوى الخاص بهم إلى تنسيقات تحظى بمزيد من المشاركة، يمكنهم استهداف الأفراد والعثور على جماهيرهم بسهولة وزيادة الإيرادات.

الصراع الروسي الأوكراني على الشبكات الإجتماعية

في هذا المزيج من منصات التواصل الاجتماعي والمؤثرين والسياسة، من الضروري التحكم في سرد ​​الحدث، ويمكننا القول أن حرب المعلومات لا تقل أهمية عن الحرب نفسها.

إقرأ أيضا:كل شيء عن الإشراف على المحتوى بالذكاء الإصطناعي في تيك توك

هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل السياسيين في جميع أنحاء العالم يمتلكون حاليًا حسابات رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يخاطبون العالم بشكل مباشر، وهذا هو السبب الذي يجعل الدول الشمولية تحظر منصات وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام العامة عندما يريدون السيطرة على الرواية الرسمية في بلدانهم.

يُظهر التركيز على قنوات المعلومات هذه أن السرد المبني عليها ضروري لتشكيل استجابة العالم للصراع والاستجابة الداخلية لدعم الزعيم السياسي.

واجهت منصات وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل عنيفة بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت.

لقد تعرضوا مؤخرًا لضغوط لاتخاذ إجراءات ضد وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة للحد من انتشار المعلومات المضللة حول الصراع على الإنترنت.

رداً على ذلك، أوقفت تيك توك البث المباشر والتحميلات الجديدة من روسيا، وحظر يوتيوب القنوات الإعلامية الحكومية الروسية، وأجرى فيسبوك إجراءات مشددة مع المحتوى السياسي، على الجانب الآخر أعلنت روسيا حظر العديد من منصات التواصل الاجتماعي مثل انستقرام وتويتر وفيسبوك واعتبرت Meta “منظمة متطرفة”، مما يدل على أن الكرملين يعمل بشكل مكثف لتشكيل رواية الصراع داخليًا.

كما أقرت الدولة قانونًا جديدًا فرض عقوبة على نشر أخبار كاذبة عن القوات المسلحة الروسية و “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، مما أدى إلى مغادرة العديد من المنافذ الإخبارية الدولية لروسيا وإغلاق منافذ إخبارية روسية مستقلة.

حتى الآن، أحد تطبيقات الوسائط الاجتماعية الوحيدة التي لا تزال نشطة دون قيود داخلية في روسيا هي تيك توك، وهي شركة صينية تسيطر عليها شركة ByteDance التي تسيطر عليها الحكومة الصينية.

وبالتالي، من الواضح أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير أوسع في أوقات الحرب التي ربما كنا نعتقد بها ذات يوم.

ويتضح ذلك من خلال الاهتمام الذي توليه الحكومات لها، من تفضيل انتشار الأخبار حول الصراع من خلالها إلى حظر الوصول لهم كوسيلة للسيطرة على الاستجابة الداخلية للصراع.

توظيف المؤثرون في الحروب العسكرية

في الآونة الأخيرة، قامت حركة جماهيرية لمستخدمي TikTok الروس، ومعظمهم من مؤثري تيك توك، بنشر مقاطع فيديو تحت علامة التصنيف ” давайзамир (#letsgoforpeace)”.

شاركت مقاطع الفيديو سلسلة من العبارات الشائعة مثل “كلهم يلومون روسيا، لكن أغمض أعينهم أن دونباس تتعرض للنيران منذ ثماني سنوات” و “الرجاء التحقق من كل الأخبار نحن نقاتل من أجل السلام”.

كان من الممكن ملاحظة أن معظم مقاطع الفيديو كانت متشابهة ولديها نصوص متشابهة، مما يشير إلى حملة تنسيق على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤكد أنهم حصلوا على أموال من الحكومة الروسية.

يتم استخدام نفس الاستراتيجية من قبل البيت الأبيض، الذي أفيد أنه أطلع 30 أميركيًا رفيع المستوى من تيك توك على التفاصيل الرئيسية للصراع كمحاولة لتمييز المنطقة في تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي.

منذ ذلك الحين، أنتج المبدعون مقاطع فيديو عن الحرب، ليس من الواضح ما إذا كانوا قد حصلوا على أموال مقابل إنتاج هذا المحتوى.

توضح هذه الأمثلة كيف أن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا في تيك توك يحصلون على أموال لتمرير الرسائل السياسية ومخاطبة الفئة الشابة.

بينما نشاهد التاريخ وأساليب الصراع المستقبلية تتكشف أمام أعيننا، لا يمكن تجاهل دور وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين في الصراعات الحديثة.

نظرًا لأن وسائل التواصل الاجتماعي هي جزء أساسي من حياتنا، فإن الحروب يتم خوضها أيضًا من خلال الروايات والمعلومات المضللة لإيذاء الخصوم السياسيين.

نظرًا لأن الأفراد هم من يدفعون باتجاه التغييرات السياسية، فمن الأهمية بمكان فهم الدور الذي يلعبه المؤثرون في تشكيل المواقف السياسية لأتباعهم.

التسويق عبر المؤثرين وإخفاء عدد الإعجابات على انستقرام

لهذه الأسباب التسويق عبر المؤثرين هو الأفضل للشركات والمسوقين

14 خطوة من أجل زيادة لايكات تيك توك ورفع المشاهدات

التحول الرقمي وتحصيل ضرائب الإقتصاد الرقمي