إنترنت

ربح المال من شراء وبيع خصوصية وبيانات المستخدمين

جلب تسليع الإنترنت في أوائل التسعينيات المجتمعات الغربية إلى العصر الرقمي وغيّر الطريقة التي يتفاعل بها المستهلكون مع المؤسسات التجارية.

تشترك شركات الصناعة الرقمية في شيء واحد: استخدام البيانات الشخصية للمستخدم من خلال التكنولوجيا لاكتساب ميزة تنافسية.

وصلت كل من فيس بوك وجوجل وايباي وآبل وسبوتيفاي ونتفليكس وتويتر، إلى مستوى من تخصيص المنتجات والخدمات لم يسبق له مثيل من قبل.

تقدم لك خوارزمية Spotify، على سبيل المثال، فنانين وقوائم تشغيل بناءً على عمرك وجنسك وموقعك وسجل الاستماع.

يهتم باحثو الإدارة بهذه الأشكال الجديدة من التجارة لسببين رئيسيين: فهم يمثلون قطيعة مع نماذج الأعمال التقليدية ويميلون إلى الأداء بشكل أفضل أثناء الأزمات.

نماذج أعمال جديدة:

تشير الأبحاث الحديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أنه في يونيو 2020، في ذروة الموجة الأولى من جائحة COVID-19، كان لدى الشركات الرقمية متوسط ​​عائد على الإستثمار بنسبة 10 في المائة، بينما كانت الشركات التقليدية لا تزال سالبة عند -14 أي أنها تخسر.

استنتاج لا لبس فيه: يجب أن تتبنى مؤسسات القرن الحادي والعشرين نماذج الأعمال الجديدة كي لا تتعرض لخطر الموت.

ومع ذلك، فإن نموذج العمل هذا لا يخلو من المخاطر بالنسبة للمستهلك، حيث يمس الخصوصية الخاصة به ومعلوماته التي لا يشاركها عادة مع عامة الناس.

إقرأ أيضا:ميتافيرس مايكروسوفت وتغيير العمل عن بعد

تقترح نماذج الأعمال الجديدة قطيعة أساسية مع تلك التي يتم تدريسها عادة في كليات إدارة الأعمال، في حين وضع العصر الصناعي رأس المال (والمال بشكل أساسي) في مركز جميع المعاملات، فإن العصر الرقمي يفضل المعلومات كمصدر للسيولة.

لقد تفوقت شركات الخدمات على شركات الصناعة في الأرباح والعائدات، ولأن الولايات المتحدة متقدمة على هذا المستوى فهي لا تزال متفوقة على الصين بسنوات طويلة، الأخيرة متفوقة في التصنيع الإستهلاكي الرخيص والذي لا يقدم هامش ربح جيد ويعتمد أيضا على الكثير من اليد العاملة.

تجربة مستخدم شخصية:

تلك الإقتراحات والمنشورات والمعلومات التي تظهر لك هي خاصة بك في الأساس وهي تظهر بترتيب وحسب المواضيع والمحتويات التي أنت مهتم بها.

تستخدم بعض الشركات تسييل مزدوج في منتجاتها أو خدماتها، هذا صحيح بشكل خاص في صناعة الألعاب المحمولة، على سبيل المثال، تستخدم بعض الألعاب نهجًا مجانيًا يعتمد على تحقيق الدخل من بيانات المستخدم ثم إدراج العناصر المدفوعة.

هذا النوع من النماذج ليس سيئًا في حد ذاته بل له مزايا للمستهلك، بما في ذلك إضفاء الطابع الشخصي على تجربته والوصول إلى العروض والتجارب المجانية.

على سبيل المثال، عندما تبحث عن مطعم على خرائط جوجل، فإنك تأمل في الحصول على نتائج بناءً على موقعك، وعندما تتسوق عبر الإنترنت يتم اقتراح المنتجات بناءً على سجل البحث والشراء، وهنا تحقق جوجل عن طريقك أموالا بعد أن قدمت لك خدمة خرائط مجانية.

إقرأ أيضا:فضيحة تجسس السعودية على تويتر لقمع المعارضين

المستهلك هو المنتج:

يمكن أن تأتي هذه الفوائد للمستهلك بنتائج عكسية أيضًا، لاحظ العديد من الباحثين زيادة في تعقيد العلاقة مع العملاء، أظهرت الدراسات أن الحمولة الزائدة من المعلومات المتاحة في صناعة الاتصالات الكندية يمكن أن يستخدمها البائع كرافعة استراتيجية.

على سبيل المثال، قد يُطلب من المستخدم إنشاء حساب Pinterest – تسجيل المعلومات الشخصية مثل الاسم وعنوان البريد الإلكتروني وتاريخ الميلاد – لعرض محتوى الموقع، ستمنع المواقع الأخرى الوصول إلى المحتوى إذا قام المستخدم بحظر ملفات تعريف الارتباط أو يحجب الإعلانات.

يحق للمستهلكين أيضًا التساؤل عما إذا كانوا قد أصبحوا المنتج، على سبيل المثال، تستخدم جوجل ادسنس لجمع البيانات الشخصية لمستخدميها من أجل تحقيق الدخل منها لأطراف ثالثة، بشكل عام لأغراض الدعاية.

وبالمثل، تستفيد جوجل من تقديم الخدمات بدون تكلفة، لأنه كلما زاد عدد المستهلكين الذين يستخدمون خدماتها، زادت المعلومات التي تجمعها عنهم.

من مصلحة أمازون أن تشجعنا على تصفح موقعها حتى لو لم نشتري أي شيء، يمكن تحقيق الدخل من سجل العناصر التي تم عرضها أو الكلمات الرئيسية المستخدمة أو الوقت المستغرق في الصفحة.

كذلك فيس بوك قد تستخدم كل من واتساب وماسنجر دون دفع أي تكاليف أو مشاهدة إعلانات، لكن بمجرد أن تدخل إلى فيس بوك أو انستقرام ستلاحظ إعلانات مناسبة لك وستتفاعل معها.

إقرأ أيضا:حراك الحسيمة بلغة خطاب الكراهية والأخبار المزيفة على فيس بوك

هذا هو سوق الإعلانات ببساطة، وهو سوق قوي ومربح للغاية رغم كل الهجوم الذي يتعرض له، وبدونه لم يكن ممكنا تصفح الشبكات الاجتماعية ومواقع الأخبار والمحتوى واللعب مجانا.

الخصوصية مهمة جدا ولكن يمكن المتاجرة بها

في المرحلة السابقة تورطت فيس بوك بشكل كبير أكثر من أي شركة في المتاجرة بخصوصية المستخدمين، لأنها ببساطة الشركة التي لديها واتساب وانستقرام وفيس بوك، وهي المنصات التي تستخدم في التواصل مع العائلة والأصدقاء والزملاء ومتابعة الأخبار والنقاش وتبادل الآراء ومتابعة المشاهير والعلامات التجارية واللعب وابداء الآراء السياسية والتجارية ما يجعلها الشركة التي تعرف جيدا المستخدمين.

كما استخدمت فيس بوك أدوات الإحصائيات والحلول التي تقدمها لأصحاب التطبيقات والمطورين وأصحاب المواقع لتجمع من خلالها البيانات.

لكن بعد قرار آبل إضافة ميزة خصوصية جديدة في نظام IOS تتيح للمستخدمين منح أو منع كل تطبيق من تبال البيانات مع تطبيقات أخرى، تعاني فيس بوك لأن معظم المستخدمين اختاروا المنع وقد أقرت الشركة بأنها ستخسر 10 مليارات دولار هذا العام لهذا السبب.

ومن البدائل المتاحة والتي يتم مناقشتها اليوم، هو أن تدفع الشركات المال للمستخدمين وتشارك معهم بعض الأرباح التي يحققونها من الإعلانات.

يمهد هذا لنموذج جديد، يمكن من خلاله المستخدم اتاحة حجم البيانات التي يود مشاركتها مع تلك الشركات وكسب المال بناء على حجم البيانات ونوعيتها وأهميته في التجارة الإلكترونية، فإذا كان شخص كثير التسوق ونشاطه يدر أموالا زادت أرباحه.

هذا قد يدفع نسبة مهمة من المستخدمين للتراجع عن منع فيس بوك وأمثاله عن منع تلك التطبيقات من متابعة أنشطتهم في تطبيقات أخرى.

حتى المسوقين والمتاجر الإلكترونية بدأوا يدفعون المال لتحفيز المهتمين على التسجيل في القائمة البريدية وتقديم معلومات أكثر عنهم، سواء يدفعون لمسوقين آخرين، أو من خلال تقديم عروض تخفيضات لمن يسجل بياناته أو تقديم رصيد مالي بسيط له يمكن التسوق به.

تجارة الحمض النووي تهدد الخصوصية الرقمية

3 اختراقات أكدت انهيار الخصوصية والحماية على فيس بوك

كيف سيتغير قطاع التكنولوجيا في عام 2022؟

لماذا يريد تجار التجزئة عناوين البريد الإلكتروني من العملاء؟

السابق
مقالات تويتر ونهاية فوضى ثريد وسلسلة التغريدات
التالي
رابط مشاهدة فيلم Extraction 2023 مترجم يوتيوب