علوم

رحلة مايسة سلامة الناجي من الإسلام إلى الربوبية

يستمر انتقال الشباب من الإسلام والديانات الأخرى في الشرق الأوسط إلى الإلحاد والربوبية، خصوصا بعد فضائح تجار الدين وأزمة الإسلام السياسي وصعود النزعة العقلانية.

وتعد المغربية مايسة سلامة الناجي من الأسماء التي كانت محسوبة على التيار الإسلامي والتي صدمت جمهورها بانتقالها من الدين الإسلامي إلى الربوبية.

تأثير القنوات الفضائية الإسلامية على مايسة سلامة الناجي

قبل ما يسمى الربيع العربي، انتشرت في البيوت والمنازل في العالم العربي القنوات الفضائية، وقد تصاعد التدين في ذلك الوقت بفضل القنوات السلفية مثل اقرأ والناس وقنوات فضائية أخرى كثيرة.

كانت فترة ذهبية لرجال الدين الذين حصلوا على فرصة للظهور وايصال أصواتهم وأفكارهم للملايين من الشباب، وقد انتشرت مقاهي الإنترنت في ذلك الوقت.

المنتديات العربية أيضا لعبت دورا حيث تتناقل مقالات الإعجاز العلمي في القرآن والمواضيع التي تحاول ربط العلم بالدين مع التعريف بتلك البرامج التلفزيونية، وكانت عائلة مايسة سلامة الناجي من العائلات المحافظة التي تأثرت أكثر بالخطاب السلفي والإخواني، فتحجبت وكذلك أخواتها والتزمت دينيا خوفا من عذاب القبر وأهوال القيامة التي يخوف بها رجال الدين عادة أتباعهم.

ولأنها مدونة وكاتبة وناشطة، فقد تحولت مايسة سلامة الناجي إلى ناشطة إسلامية على الإنترنت، من خلال المقالات التي تكتبها على فيسبوك والمدونات.

مايسة سلامة الناجي مناصرة لأحزاب التيار الإسلامي

بعد عام 2011، تحولت مايسة سلامة الناجي إلى السياسة أكثر، ونصرة أحزاب التيار الإسلامي، خصوصا العدالة والتنمية ذات المرجعية الإخوانية، والذي وصل إلى الحكم وسط تأييد شعبي مرتفع للغاية.

إقرأ أيضا:من وراء قصف موسكو بأكثر من 30 طائرة مسيرة؟

كان الشعب المغربي مثل شعوب المنطقة متأثرا للغاية بالخطاب الإسلامي، وكانت الآمال عالية في تحقيق الوعود والعدالة والعيش الكريم ومحاربة الفساد بكافة أنواعه.

مع استمرار حزب العدالة والتنمية في الحكم وضعفه وتحوله إلى حزب آخر في الحكومة لم يغير الكثير، بل تم تمرير إصلاحات ضرورية في عهده ومنها تحرير أسعار المحروقات التي شكلت ضربة قاسية له.

وأيضا مع انتشار فضائح الحزب وتورط بعض أعضائه في الفساد المالي وحتى الجنسي، وهزيمة الإخوان المسلمين في الدول العربية الأخرى والحرب على داعش السلفية التي لجأت إلى العنف ضد الحكومات والمخالفين، نزعت مايسة سلامة الناجي الحجاب وبدأت تبتعد عن التيار الإسلامي.

مايسة سلامة الناجي أصبحت ربوبية

في الوقت الحالي تدافع المدونة والكاتبة المغربية عن الحقوق الفردية، وهي ترى أن الفرد يجب أن يكون حرا، من الممكن أن يعمل بالشرعية الإسلامية عن أراد ذلك، لكن لا ينبغي فرضها على غير المسلمين من الملاحدة والعقلانيين والعلمانيين.

ومؤخرا اعترفت أنها لم تعد مسلمة وأنها ربوبية، حيث تؤمن بوجود الخالق لكنها لا تؤمن بالديانات مثل الإسلام، شأنها مثل شأن الكثير من الشباب اليوم.

وليست هي أول اسم أو آخر اسم بارز يقرر الإبتعاد عن الدين الإسلامي، بعد أن تيقنت بالتفكير العقلاني وبعد خلوة طويلة مع نفسها كما تقول، أن هذا الدين يتضمن خرافات وأمور غير عقلانية، وأن رجال الدين يتلاعبون نفسيا بأتباعهم من خلال تخويفهم بعذاب القبر وأهوال يوم القيامة.

إقرأ أيضا:أعداء الديمقراطية والعلمانية في الهند وإسرائيل والعالم العربي والإسلامي

تسبب اعترافها في ردود أفعال مختلفة من جمهورها، وحسب مصادر مختلفة فإن جزء من جمهورها تأثر بها وترك الدين، فيما لا يزال غالبيتهم ضد خطوتها لترك الإسلام.

إقرأ أيضا:الدوري السعودي: هذا زمانك طال عمرك

ويعني انتقالها إلى الربوبية أنها لا تزال مؤمنة بوجود خالق لهذا الكون، لكنها لا تؤمن بالديانات المثيرة للجدل على مر التاريخ، والتي نجدها في صراع مع بعضها البعض رغم التشابهات، وفوضى في النصوص وتكفير من اتباعها لبعضهم البعض، ما حولها إلى محرك للصراعات السياسية ويعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم حاليا أشهرها.

إقرأ أيضا:

ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا

هل العلمانية ضد الدين ولماذا يربطها البعض مع الإلحاد؟

كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟

تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد

اضطراب المهدي المنتظر المتفشي في المجتمعات الإسلامية

اليمين القومي الشعبوي عدو العروبة وخصم الإسلام

السابق
فيس بوك تدفع المال لصحيفة ديلي تلغراف لتلميع صورتها القبيحة
التالي
متى كاس الخليج البصرة 2024 العد التنازلي