كانت القمة العربية المنعقدة في جدة بالمملكة العربية السعودية مناسبة من أجل فهم السياسة الخارجية السعودية وموقفها الحقيقي من الحرب الروسية الأوكرانية وقضية سوريا.
دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة أغضبت بالفعل المعارضة السورية وضحايا الحرب الأهلية القابعين في الخارج وحتى شريحة من السوريين في الداخل، ودفعت الكثير من الأقلام لتسيل في سبيل انتقاد خطوة الرياض.
ومن جهة أخرى دعوة الرياض من تلقاء نفسها وبدون التشاور مع الدول العربية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أغضبت الجزائر وحتى أنصار بشار الأسد واليساريين والقوميين العرب المواليين عادة لروسيا.
تعرضت المملكة اليوم على تويتر والمنصات الاجتماعية للإنتقادات سواء من معارضي بشار الأسد أو من أنصاره أيضا الذين يكرهون أوكرانيا ويفضلون انتصار روسيا، وهي انتقادات مدفوعة بالعواطف وقصر الرؤية والجهل بأدبيات السياسة.
يعكس تواجد الأسد وزيلينسكي في قاعة واحدة بدعوة من الرياض، توجه المملكة إلى حل الخلافات سواء في الشرق الأوسط أو العالم ورغبتها في عالم أفضل بدون حروب عسكرية.
تنتقل المملكة من دولة متورطة في حرب اليمن إلى راعية للمفاوضات في السودان وطرف أساسي في التسوية الإيرانية العربية وكذلك الملف الأوكراني الذي تلعب فيه على حبل الوساطة مع تقديم المساعدات لدولة أوكرانيا، حيث قدمت لها حوالي 800 مليون دولار.
تؤكد الرياض مرة أخرى على وحدة الأراضي الأوكرانية، ورغبتها في انتهاء الحرب التي لا تهدد أوروبا فحسب بل العالم كله.
إقرأ أيضا:دينا أنور: يجب محاكمة وسجن الآباء والأمهات المجرمينوتعد أوكرانيا مصدر أساسي للقمح والحبوب إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ويريد الرئيس الأوكراني من الدول العربي دعم بلاده عوض لعب دور المتفرج أو حتى المنحاز إلى روسيا حيث من الواضح أن سوريا والجزائر تدعمان موسكو.
ومرة أخرى يجب التذكير على أن السعودية تراهن على رؤية 2030، وهي لا تريد حروبا عالمية ولا حروبا إقليمية تهدد مشروعها الطموح للتحديث والإنتقال إلى مرحلة جديدة في تاريخها.
عملت الرياض أيضا على إصلاح العلاقات مع الحوثيين في اليمن وتركيا والنظام السوري وايران، كما أنها تتعامل مع روسيا في ملف النفط وإبقاء الأسعار في مستويات مقبولة ومنع أي انهيار من شأنه أن يضر بعائدات المملكة ودول النفط الأخرى التي تحتاج للمليارات من الدولارات من أجل تحديث اقتصاداتها.
ومن جهة أخرى تبدي السعودية والإمارات وقطر استعدادها للإستثمار في أوكرانيا بعد نهاية الحرب مع روسيا، حيث تبحث هذه الدول على الفرص المربحة لها ولتنويع اقتصاداتها وأيضا الإستثمار في بلد ناجح فلاحيا لتعزيز أمنها الغذائي.
قال الأمير محمد بن سلمان في قمة جدة: “نؤكد للدول الصديقة في الشرق والغرب أننا ماضون في السلام”، ومشدداً بالقول: “لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات”، وقال إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب المحورية.
وأضاف: “نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا”.
إقرأ أيضا:7 أكتوبر 2023: نكبة قطاع غزة بأيدي حركة حماسوأضاف الأمير محمد بن سلمان: “يكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة.. تكفينا الصراعات التي عانت منها شعوب المنطقة وتعثرت بسببها التنمية”.
لا يوجد حليف عربي معروف رسميًا لأوكرانيا في الصراع الحالي، كما أن تعامل الدول العربية مع روسيا هو من منطق براغماتي حتى الآن، ويستثنى من هذه القاعدة كل من الجزائر وسوريا باعتبارهما حليفين مهمين لموسكو.
وبينما تؤكد العديد من التقارير بما فيها الأمريكية أن السعودية تبتعد عن الولايات المتحدة حليفتها نتيجة سياسة الديمقراطيين تحديدا، فإن الواقع يؤكد أن العلاقات السعودية الأمريكية عميقة.
إقرأ أيضا:ماذا يعني اغتيال يحيى السنوار لحركة حماس؟إقرأ أيضا:
عودة سوريا إلى الجامعة العربية لكن ليس بعد إلى الحضن العربي
سوريا أكبر دولة انتاج مخدرات الكبتاجون في العالم
يجب أن تدعم الولايات المتحدة التطبيع العربي مع سوريا
شروط المغرب للموافقة على تطبيع العلاقات مع سوريا الأسد
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية
التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية
تحالف الإمارات والهند وإسرائيل برعاية أمريكية
قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟