العديد من الدول الإسلامية والعربية التي تعاني من مستويات عالية من رهاب المثلية الجنسية، تمتلك تاريخاً استعمارياً طويلاً مع الدول الغربية، وقد قام الإستعمار الغربي في بعض الأحيان بفرض قيمه وعاداته الجنسية والثقافية على الشعوب المستعمرة.
والحقيقة أن بعض الدول التي تتمتع بنفوذ غربي واسع النطاق قد اعتمدت قوانين وسياسات تمييزية ضد المثليين الذين يعانون من تمييز واضطهاد، ويعتبر ذلك تدخلاً خطيرًا في الحريات الشخصية وحقوق الإنسان.
ويعود ذلك إلى أن عدد من القوى الإستعمارية كانت تنشر المسيحية، وفي تلك القرون كانت الديانة الأكبر في العالم تعتبر العلاقات المثلية ممنوعة ومحرمة.
اليوم هناك تيار إسلامي ناشط في جنوب أفريقيا يدعم المثلية الجنسية ويدعو إلى إعادة النظر في الأحكام الدينية المسيطرة في المجتمعات المسلمة وتخليصها من آثار الإستعمار الغربي.
وبالعودة إلى ما قبل الإستعمار الغربي للعالم الإسلامي، كانت المثلية الجنسية أمرا معروفا وموجودا في الشعر والتراث والأدب العربي والإسلامي، وحتى التفسيرات القرآنية لم تربط قوم لوط بالمثلية الجنسية بل بالإغتصاب الجنسي.
لاحظنا أن المفسرين الأوائل، مثل الطبري والبغوي، لم يربطوا بين قصة قوم لوط والميول المثلية الجنسية، وقد شرح البغوي أن فعلهم كان اغتصابًا للغرباء، ومع ذلك، فقد اتجه المفسرون المتأخرون، مثل القرطبي وابن كثير إلى هذه الفكرة.
ووصلت هذه الفكرة إلى ذروتها في العصر الحديث مع المفسرين مثل السعدي وطنطاوي الذين بدأوا باستخدام وصف “انتكاس الفطرة”.
إقرأ أيضا:هل الماسونية منظمة شريرة وما هي ممارساتهم التي تثير الشكوك؟هناك تفسيرات أخرى لقصة قوم لوط في القرآن الكريم والتي لا ترتبط بالميول المثلية الجنسية، بعض المفسرين يرون أن قوم لوط كانوا يرتكبون الجرائم الاجتماعية والجنائية العديدة، مثل السرقة والنهب والاعتداء الجنسي على الضيوف والفساد الأخلاقي والديني.
ويرى بعض المفسرين أن قصة قوم لوط تحذير للناس من الإنحراف والفساد والاعتداء على حقوق الآخرين، وليس بالضرورة تنبؤًا بالميول المثلية الجنسية.
وبما أن القرآن الكريم لم يشر إلى الميول المثلية الجنسية في قصة قوم لوط، فإن هذا الموضوع لا يزال مثار جدل بين المفسرين والعلماء في العالم الإسلامي.
عندما انتقل الاستعمار الأوروبي إلى العالم الإسلامي، جلب معه رهابًا كبيرًا من المثلية الجنسية ونشرها، على الرغم من أن المثلية كانت ظاهرة طبيعية في أفضل عصور الخلافة الإسلامية، المعروفة باسم العصر الذهبي، خلال هذه الفترة، كانت الحضارة الإسلامية تعيش ذروتها الثقافية والحضارية، وكان الشعر والأدب والفنون والعلوم مجالات تنمو بشكل تلقائي ويتداول الحديث عنها بين الناس.
كان أبو نواس، على سبيل المثال، شخصية تاريخية ذات تأثير كبير، وكان يعتبر واحدًا من أهم رواد الشعر المثلي، وما زال يدرس طلاب آداب اللغة العربية حتى اليوم باعتباره واحدًا من أهم أيقونات الشعر في عصره، واليوم يهاجمه الناس رغم أن عدد من القصص حوله تؤكد أنه اعتزل الجنس والخمور في آخر حياته.
إقرأ أيضا:كيف تهدد حرب غزة رؤية السعودية لشرق أوسط أفضل؟كما أن هناك قصص للكثير من المثليين وحتى السحاقيات المسلمات اللواتي اشتهرن يفعلهن مع بعضهن البعض والحب الذي يربطهن والهدايا الثمينة التي يتبادلنها.
تحكي بعض الروايات الإسلامية عن قصص السحاقيات والمثليين وانتشار المثلية حتى لدى عدد من الخلفاء مثل الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك والخليفة يزيد بن معاوية (الأمويين)، والخليفة الأمين والمتوكل وآخرين (العباسيين).
كانت الفترة الاستعمارية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين تتميز بانتشار رهاب المثلية الجنسية في العالم العربي والإسلامي، وكان الغرب يلعب دوراً كبيراً في هذا الانتشار، وتشمل بعض مظاهر نشر الاستعمار الغربي لرهاب المثلية ما يلي:
القوانين المستوردة: خلال فترة الاستعمار، قامت الحكومات الاستعمارية بفرض قوانين وأنظمة غربية تجاه المثلية الجنسية، والتي كانت تعتبر جريمة في المجتمعات العربية والإسلامية، وقد تم فرض هذه القوانين بالقوة على المجتمعات المحلية، وأدت إلى زيادة الرهاب والتمييز ضد المثليين.
الدور الديني: تم استخدام الدين كوسيلة لنشر رهاب المثلية الجنسية في العالم العربي والإسلامي خلال فترة الاستعمار، وقد تم تصوير المثلية الجنسية على أنها خطيئة وفجور، وتم استخدام هذا الرهاب للمساهمة في تثبيت النظام الاستعماري.
التعليم: كان للتعليم دور هام في نشر رهاب المثلية الجنسية في العالم العربي والإسلامي خلال فترة الاستعمار، وقد تم تدريس الأفكار الغربية حول المثلية الجنسية في المدارس والجامعات، وتم تحريض الطلاب ضد المثليين وتحريم هذا النمط الجنسي.
إقرأ أيضا:الزراعة في الفضاء ومطر الأرز لمنع المجاعة القادمةواليوم تغير الأمر، تحارب الدول الغربية رهاب المثلية الذي استمر لقرون طويلة وتمنح الحقوق لتلك الفئات وتشجيعها على الزواج والإنجاب (نعم المثليون ينجبون ولديهم طرق لذلك) وهذا لزيادة معدلات الإنجاب.
إقرأ أيضا:
معنى الرقم 106 في مجتمع المثلية الجنسية بدولة الجزائر
هل دعم المثلية الجنسية مؤامرة لخفض عدد السكان؟
أبحث عن سالب أو موجب.. سوق المثليين العرب
هل بلاك بينك يدعمون المثلية الجنسية؟
ما الغاية من تدريس المثلية الجنسية للأطفال في المدارس؟
تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد
روسيا المنافقة رائدة في تأجير الرحم لصالح المثليين