إنترنت

رواتب الموظفين العرب لدى فيس بوك ومهامهم ومدة التدريب على الرقابة

كأي شركة أخرى هناك عرب يعملون بشركة فيس بوك

كشفت الغارديان البريطانية في تقرير جديد أن هناك 1000 موظفا لدى فيس بوك في 22 إدارة بالشركة يستخدمون أدوات الإشراف على المحتوى قد تم كشف هوياتهم عن طريق خطأ أمني تقني.

هؤلاء هم ضمن عدد كبير من الموظفين لدى الشركة يعملون على حذف المحتويات المخالفة ومنها منشورات خطاب الكراهية والإرهاب والمحتوى الجنسي، وفق معايير الشركة التي تشجع تعذيب الحيوانات والأطفال والقتل والإرهاب والتمييز العنصري وخطاب الكراهية، وقد تطرقنا إلى ذلك بالأدلة في الفيديو التالي:

التقرير الجديد والذي نشرته الصحيفة البريطانية التي تواصل سياسة فضح ممارسات فيس بوك، يكشف أنها عرضت 1000 موظف لها للخطر من المجموعات الإرهابية مثل داعش، والذين تعرفوا على هويات العاملين لديهم ويريدون القضاء عليهم.

هؤلاء الموظفين موزعين على جنسيات مختلفة منها الأوروبيين والأمريكيين والأفريقيين والأسيويين والعرب، ضمنهم 6 موظفين حياتهم على المحك يعملون في وحدة مكافحة الإرهاب بالشركة.

وأكدت فيس بوك صحة التقرير وأنها عملت على إدخال تعديلات أمنية كي لا يتكرر الأمر، وأضافت أنها فتحت التحقيق في هذه القضية لمعرفة ملابسات هذه الحادثة!

لكن ما يهمنا ضمن هذه القضية بهذا المقال هي رواتب الموظفين العرب لدى فيس بوك ومهامهم ومدة التدريب على وظيفة الرقابة في الشركة، ورغم ذلك سنتطرق في سطوره إلى حيثيات هذه المسألة.

إقرأ أيضا:جوجل ستعود إلى الصين وهي مطيعة وبزي الشيوعية

 

  • نعم يعمل موظفين عرب مع فيس بوك في قسم الرقابة

تواصلت الغارديان مع العديد من موظفي الشركة الأمريكية، ومنهم عراقي يقيم في ايرلندا حيث ترعرع هناك، ويبدو أن عائلته هاجرت إلى البلد الأوروبي منذ سنوات طويلة.

ويعمل هذا الموظف الذي لا نعرف اسمه لأسباب أمنية، عن معاناته منذ أن تسربت أسماء وهويات العاملين في قسم الرقابة وكانت تسميته حاضرة وهو واحد من الستة المهددين جدا من الجماعات الإرهابية.

وعمل على حذف مجموعة ارهابية على الموقع لاحظ فيما بعد أن عددا من القائمين عليها قاموا بزيارة لملفه الشخصي على الموقع، وهؤلاء الأفراد هم من مصر ويشجعون داعش، كما جاء في المصدر.

وظهر لأصحاب تلك المجموعة المحذوفة في الإشعارات اسمه كموظف قام بذلك الإجراء، وهو ما دفعهم لزيارة ملفه الشخصي على الشبكة مرات ومرات.

 

  • عمل غير سهل ويتطلب العمل في مكاتب الشركة

كي تعمل مع فيس بوك في قسم الرقابة سيكون عليك السفر إلى ايرلندا أو الدول التي تتواجد فيها مكاتب رقابة فيس بوك وفيها طلب على موظفين.

العمل عن بعد والعمل الحر مفاهيم لا تؤمن بها الشركة الأمريكية التي ترى أنه من الأفضل للموظف أن يكون حاضرا في مكتب الشركة للعمل والقيام بالمطلوب منه.

إقرأ أيضا:لعبة spin a dreidel أو بلبل الحانوكا اليهودي

 

  • يستخدمون حساباتهم الشخصية للولوج إلى أدوات الرقابة

حسب الغارديان فإن الموظفين في قسم الرقابة يسجلون الدخول إلى لوحة التحكم الخاصة بهم من خلال حسابهم الشخصي، ومع حدوث التسريب وكشف فيس بوك لأصحاب المحتويات الإرهابية عن الموظفين الذين قاموا بالإجراء أصبحت حياة العاملين لديها في خطر.

 

  • رواتب منخفضة … أقل تكلفة بالنسبة للشركة

الموظف نفسه أكد للصحيفة البريطانية أنه تم توظيفه لكونه يتحدث باللغة العربية، والمحتوى العربي على فيس بوك يتربع في صدارة اللغات التي يتكلم بها الناشطين في المنظمات الإرهابية.

ومن المعلوم أن الكثير من الصفحات العربية تروج للأخبار المزيفة والكراهية والإرهاب وقتل الآخر، فيما يمكن وصفه بأنها الفوضى الأكبر في تاريخ الويب العربي.

الموظفين في الرقابة ممن يعملون على حذف المحتويات الإرهابية هم من “المستوى الثاني” وليسوا مثل الموظفين في أقسام الإبتكار والمهندسين في الشركة.

ويتقاضى هذا الموظف وزملائه في الشركة 13 يورو للساعة أو 15 دولار لنفس الفترة الزمنية، وتكون مهمتهم مراجعة الإبلاغات وحذف المحتويات واتخاذ قرارات صعبة سريعا.

 

  • وظيفة تعيسة للغاية … مأساة انسانية

الموظف نفسه أكد لصحيفة الغارديان أنه يأتي للعمل كل صباح ليتعايش مرغما مع منشورات دعوات القتل والذبح والرجم والإعدام وشتى أنواع الكراهية والمأساة.

إقرأ أيضا:كيف يتطور الذكاء الإصطناعي بفضل بياناتك وأنشطتك الرقمية؟

يحذف منشورا سيئا يظهر له في المقابل المئات من المنشورات الجديدة التي تحرض على الكراهية، هذا ينعكس عليه وعلى الموظفين في هذا القسم بشكل سلبي، إذ يشعره أننا نعيش في عالم همجي عدواني.

ولست بحاجة إلى العمل مع فيس بوك في هذا القسم لأكتشف قذارة المحتويات التي يتم الترويج لها على الموقع، سواء في الصفحات الشخصية للمستخدمين أو الصفحات العامة في مواضيع سياسية ودينية واجتماعية وكان هذا واحدا من أبرز الأسباب الذي دفعني إلى حذف حسابي الشخصي نهائيا.

 

  • مدة التدريب على هذه الوظيفة قصيرة

هناك معايير يضعها فيس بوك للتعامل مع المنشورات التي يتم الإبلاغ عنها، ويجب على الموظف احترامها ووضع “انسانيته جانبا” والعمل كرجل آلي.

في هذه الوظيفة لا مجال للإبداع والإبتكار، كل ما عليك لقيام به هو احترام تلك المعايير والسير عليها حرفيا والتعامل مع الإبلاغات والحالات سريعا وفي ظرف ثوان قليلة.

فمثلا إذا صادفت منشورا يتضمن صورة رسومية لإمرأة قتلت رجلا وعلقت جثته أو العكس، تدعوك انسانيتك إلى حذفها لأنها تحرض على الكراهية بين الجنسين، لكن حسب معايير فيس بوك “إنها مجرد تعبير عن رأي” وعليك رفض حذفها.

لا تحتاج إلى اكثر من أسبوعين حتى تحترف هذا العمل وتسير على نهج فيس بوك في التعامل مع المحتويات المخالفة والمبلغ عنها.

 

نهاية المقال:

مرة أخرى نشكر الغارديان والصحافة العالمية على متابعتها لواحدة من أعظم قضايا العصر، فوضى الإرهاب وخطاب الكراهية على فيس بوك، وهذه المرة أزالت الستار عن الموظفين العرب لدى فيس بوك ومهامهم ومدة التدريب على الرقابة، وكيف أن 1000 شخص منهم حاليا تحث تهديد المجموعات الإرهابية بعد أن كشف خطأ تقني عن هوياتهم.

يمكنني القول أنها واحدة من أسوأ الوظائف في العالم، أن تستيقظ كل صباح لتقرأ منشورات الحث على الإرهاب والكراهية والتكفير وتتعامل معها حسب قوانين الشركة وليس حسب انسانيتك التي تتألم هي مأساة عشتها شخصيا دون أن أعمل مع فيس بوك وذلك ما دفعني من حذف حسابي الشخصي للأبد.

السابق
البحر بالنسبة للسمكة
التالي
الجزائر مع الصين الواحدة ومع تقسيم المغرب في نفس الوقت