حسب صحيفة وول ستريت جورنال تبدو جهود السعودية والإمارات لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية والتطبيع الدبلوماسي مع نظام بشار الأسد صعبة خصوصا وأن هناك دول عربية ترفض التطبيع بدون أن تحصل على مكاسب من ذلك، وفي مقدمتها المغرب وقطر.
لا تريد الرباط أن تعود سوريا إلى الجامعة العربية مجانا بدون مقابل حقيقي من ذلك، وعلى رأسه بالطبع تقليل النفوذ الإيراني في المنطقة والإنفتاح السوري إلى الدول العربية التي ستعمل في المقابل على مساعدتها بملف العقوبات الأمريكية والأوروبية وإعادة الإعمار.
الرغبة في دولة سورية عربية مستقلة مستقرة
بالنسبة للمملكة المغربية هذه واحدة من الغايات التي يجب تحقيقها من الإعتراف بسوريا الأسد وعودتها إلى الجامعة العربية، والمطالبة بانسحاب القوات الأجنبية على الأراضي السورية وهذا يشمل الإيرانيين والروس وقوات حزب الله والحشد الشعبي والأتراك والأمريكيين.
من خلال إنهاء هذه الصراعات العسكرية على الأراضي السورية وعودة اللاجئين والمهاجرين السوريين إلى بلدهم مع ضمان أن لا يتعرضوا للإعتقال أو الإساءات هو أمر مهم ويمهد لبلد أفضل تتخطى الحرب الأهلية التاريخية بسلام وإلى الأبد.
سيكون على النظام السوري أن يتعايش مع المعارضة ويبني نظاما عادلا للجميع لا يميز بين السوريين على أساس ديني أو طائفي.
يجب أن تكون مقاربة النظام عادلة للتعامل بشكل جيد مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتا لتقرير مستقبلهم.
إقرأ أيضا:أسباب اختفاء النحل وتراجع أعداده في كل دول العالممن خلال إصلاح المشاكل الداخلية لا يمكننا أن نخشى على سوريا من حرب أهلية جديدة أو اضطرابات داخلية، ولا يمكن للقوى الخارجية اصلاح مشكلة داخلية تتطلب استحضار العقلانية وروح المواطنة ومصلحة المواطنين وتفضيلها على المصالح الشخصية.
التراجع عن دعم البوليساريو ودعم الوحدة الترابية المغربية
تعد البوليساريو جماعة إرهابية وهي تتخذ من الأراضي الجزائرية مقرا لها من اجل الدعوة إلى فصل المغرب عن صحرائه، مثل عدد من الجماعات الإنفصالية حول العالم تؤمن بإقامة دولة جديدة.
تدرك دمشق جيدا أن الجماعات الإنفصالية تشكل خطرا عليها هي بنفسها، إذ لديها الأكراد في الشمال السوري وهم يحلمون كل يوم بإقامة دولة لهم.
وبما أنه من الأفضل ان تمنحهم دمشق الحكم الذاتي واقليما شبه مستقل وتحث السيادة السورية، فإن المقاربة نفسها هي التي اقترحها المغرب منذ سنوات طويلة من خلال الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية.
ولدى سوريا علاقات عميقة مع البوليساريو، وكانت قد أغلقت مكاتب الجبهة الإنفصالية عام 2001، عندما قام بشار الأسد بزيارة ناجحة إلى المغرب وأطلعه الملك المغرب على تفاصيل هذا الملف.
لكن عادت سوريا إلى دعم هذه الجبهة منذ انهيار العلاقات العربية السورية على إثر الحرب الأهلية والثورة السورية التي اضطرت فيها الدول العربي بطرد سوريا من الجامعة واعتبار سفراء سوريا غير مرغوبين فيهم.
إقرأ أيضا:كيف يمكنك أن تشارك في حل مشكلة تغير المناختطبيع العلاقات مع سوريا الأسد
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مؤتمر صحفي الشهر الماضي: “لا يوجد إجماع عربي في الوقت الحالي بشأن مسألة احتمال عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.
لا تزال عدد من الدول العربية تعترض على العودة منها قطر والكويت وحتى اليمن، وهناك تحفظات مصرية وحتى سعودية وشروط قد لا يوافق عليها النظام السوري في نهاية المطاف منها ارسال قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين ومحاربة تهريب المخدرات، والنشاط الأخير أضر كثيرا بدول الخليج خصوصا السعودية التي يتم إغراقها بالمخدرات عن طريق التجارة مع لبنان.
إقرأ أيضا:فرنسا تعترف بمغربية الصحراء والجزائر تسحب سفيرها من باريسلن يكون صعبا على دمشق التراجع عن دعم البوليساريو، لكن هذا الموقف المتغير قد لا يعجب الجزائر التي تسعى إلى اقناع الدول العربية بظهور دويلة جديدة في شمال أفريقيا.
إقرأ ايضا:
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية
التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية
تحالف الإمارات والهند وإسرائيل برعاية أمريكية
قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟