بدون مقدمات عسكرية، شنت فصائل المقاومة الفلسطينية هجوما واسعا على إسرائيل بقيادة كتائب القسام، تحث اسم طوفان الأقصى، وهو ما يربك جهود حل الصراع التاريخي ويزيد الطين بلة.
من المؤكد أن إسرائيل بقيادة الحكومة المتطرفة حاليا التي تشن حربا على القوانين العلمانية المدنية وتدافع عن دينية الدولة، ليست حكومة سلام، بل حكومة من المؤكد أنها تدفع الصراع نحو الأسوأ
لكن ما حدث اليوم، كان مفاجئا للغاية، فهو يأتي بالتوازي مع صدور التقارير التي تؤكد أن التطبيع السعودي الإسرائيلي وشيك، وأن الرياض حريصة فيه على مكاسب للفلسطينيين ولشعوب المنطقة.
مواقف الحكومات العربية حتى الآن أغلبها موحد، وهي ادانة العنف والصراع العسكري بين الطرفين والدعوة إلى حل الدولتين وإلى الهدوء والحوار.
فيما هناك أطراف مثل ايران وسوريا ومحور ما يسمى المقاومة والممانعة، يشجعون على استمرار الطوفان ضد إسرائيل ومواجهة الإحتلال.
يدافع المسؤولون الفلسطينيون عن هجوم السبت ضد إسرائيل بعد أن هاجمت القوات المسلحة البلاد في اتجاهات متعددة في مناورة مفاجئة خلفت ما لا يقل عن 300 قتيلاً إسرائيليًا.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها “حذرت مرارا وتكرارا من مغبة انسداد الأفق السياسي وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير وإقامة دولته طويلا”.
وقال المسؤولون في بيان: “لقد حذرنا أيضا من مغبة الاستفزازات والاعتداءات اليومية بما في ذلك استمرار إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال، فضلا عن اقتحامات المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية”.
إقرأ أيضا:قصة الحزب المناهض للماسونية الأمريكي اليميني المتطرفوفاجأ هجوم يوم السبت إسرائيل تماما وأدى إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب على الجماعات المسلحة الفلسطينية وشن عملية عسكرية واسعة النطاق على الفور في غزة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 232 شخصا على الأقل قتلوا في غزة وأصيب أكثر من ألف شخص، ويتزايد القتلى مع شن الغارات على غزة.
في وقت مبكر من صباح يوم السبت، أطلقت حركة حماس، وهي الجماعة المسلحة والسياسية التي تحكم قطاع غزة، أكثر من 2000 صاروخ على إسرائيل وقصفت البلاد في اتجاهات متعددة، مع استمرار القتال في جميع أنحاء إسرائيل.
والآن تقوم إسرائيل بعملية واسعة النطاق ضد القطاع ردا على هذا الهجوم ما يربك تماما حسابات السلام والصلح بين البلدين.
وحسب مراقبون فإن ايران قد تكون وراء هذا الهجوم النوعي حيث حرضت الفصائل الفلسطينية التي تتعاون معها عسكريا مثل حماس على هذا الهجوم من اجل افشال اتفاقيات إبراهيم ومنع حدوث التطبيع الإسرائيلي السعودي أو تأجيله للمزيد من الأشهر.
في الساعات الماضية أكدت إيران دعمها لعملية طوفان الأقصى، مؤكدة على أن حماس يجب أن تستمر في هذا النهج، فيما هتف العشرات من النواب الإيرانيون في البرلمان بشعار “الموت لإسرائيل”.
وتشعر فعلا طهران بالقلق من اتفاقية التطبيع المزمع توقيعها قريبا بين الرياض وتل أبيب، وأيضا المكاسب التي ستحصل عليها الرياض بما فيها التعاون العسكري الشامل مع الولايات المتحدة والحصول أيضا على النووي السلمي.
إقرأ أيضا:مشروع علماني لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيلوتضع ايران نصب عينيها عادة اخراج الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط ونشر نفوذها في الدول العربية وهي بالفعل قوية في سوريا ولبنان واليمن ولها أطماع في البحرين والكويت وبالتالي دول الخليج العربي.
ورغم التقارب السعودي الإيراني في الأشهر الماضية إلا أن العلاقات بين البلدين لم تذهب حتى الآن أبعد من عودة السفراء والإتصالات الدبلوماسية بين البلدين.
ويأتي التقارب أيضا في ظل إدارة جو بايدن التي لا تعطي الأولوية لملف الشرق الأوسط، وخشية دول الخليج على نفسها من الأطماع الإيرانية في ظل الإنسحاب الأمريكي من المنطقة.
لكن من شأن هذا الهجوم النوعي أن يعيد قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الواجهة واهتمامات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والبحث ربما عن حلول أخرى غير تقليدية لهذه القضية المعقدة.
إقرأ أيضا:حقيقة اغلاق حسابات نايجل فاراج البنكيةوترغب السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان في أن تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، بحيث تتجاوز الدول المتصارعة كل خلافاتها ويكون هناك تعاون، غير أن ايران التي تستفيد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى جهات أخرى ليس من مصلحتها نهاية هذا الصراع لأنه سينهي المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
إقرأ أيضا:
خرافة عودة المسيح وقدوم عيسى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
ما هي فلسطين الروسية التي باعها الإتحاد السوفياتي لإسرائيل؟
حظر المتاجرة بالدين وفلسطين ومأزق العدالة والتنمية المغربي
أكاذيب منشورات نصرة الإسلام وفلسطين في مونديال قطر 2022
هل ينجح الممر الإقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؟