عند البحث عن عائلة روتشيلد في جوجل ستجد الكثير من نتائج البحث التي تدعي أنها العائلة التي تملك 80 في المئة من أموال العالم وهناك مقالات ومقاطع فيديو عربية وعالمية تؤكد هذه النسبة أو أقل بقليل.
والحقيقة أن العائلة اليهودية التي استفادت من الحروب الأوروبية وسيطرت على القطاع المصرفي في العديد من الدول هناك، تعد مادة دسمة لعشاق نظرية المؤامرة.
يتم ربط الكثير من الأحداث في العالم بهذه العائلة التي يظهر أفرادها في وسائل الإعلام، ولديهم وجود قوي لكن نشاطهم قليل وأصولهم ليست واضحة كثيرا وهو ما يزيد الطين بلة.
-
كذبة ثروة 500 تريليون دولار
وفقا لقاعدة 20/80، نجد أن 20٪ من الناس يمتلكون 80٪ من المال في العالم، ومع ذلك من خلال الكتاب الشهير عن عائلة روتشيلد “The Money Master”، فقد لفت انتباه الجمهور إلى أن القاعدة لا تنطبق عليهم لأنهم بدا أنهم يسيطرون على 80٪ من المال في العالم لمدة 200 عام.
يدعي الكتاب أن أصولهم البالغة 500 تريليون دولار في التأثير على الأسواق المالية والحكومات في العديد من الدول.
حصل ماير مؤسس عائلة روتشيلد على رصيده الأول المتراكم بسرعة خلال حروب نابليون، حصل على 3 ملايين جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية وأرسل أبنائه الخمسة إلى خمسة بلدان في أوروبا لبدء أعمالهم المصرفية.
إقرأ أيضا:كيف يتجسس فيس بوك على الدورة الشهرية للنساءتدريجيا، أصبحوا أصحاب النفوذ الأعلى في أوروبا لأنهم يشترون ويبيعون ديون الدولة أثناء الحرب وبعدها. في الواقع، لديهم ما يكفي من المال للتأثير في الحرب من خلال رعاية الأموال للجيوش والدول، والأهم من ذلك أنهم كسبوا معظم أموالهم عن طريق ممارسة الأعمال الحربية.
نظرًا لأن العائلة كانت تحت الأنظار بعد ظهور الكتاب الذي يكشف تاريخ العائلة، فقد تم بث الكثير من أساطير عائلة روتشيلد وترتبط بالمؤامرات التي تلت ذلك.
في أمريكا يقال أن “عائلة مورغان لديها الحزب الديمقراطي، وعائلة روكفلر لديها الحزب الجمهوري، وعائلة روتشيلد تحمل كل منهما”، أصبحت الأسرة أكثر وأكثر غموضًا وتسببت في تخيل أن روتشيلد دائمًا وراء أنواع المؤامرات.
والحقيقة أن مبلغ 500 تريليون دولار ليس من السهل إخفاءه عن العالم، بالإضافة إلى ذلك إذا كان لديهم 500 تريليون دولار في 200 عام، على أساس معدل التضخم 6٪ سيكون المبلغ كبيرا الآن وهذا غير ممكن لأن إجمالي ثروات العالم وصلت إلى 250 تريليون دولار فقط قبل أربع سنوات.
-
الكثير من الجهات تروج لنظرية المؤامرة المتعلقة بعائلة روتشيلد
كانت النازية والفاشية في أوروبا أهم الجهات التي تتهم هذه العائلة بالتآمر عليها خدمة للمصالح البريطانية وقد أصدرت ألمانيا فيلما يشوه تلك العائلة.
إقرأ أيضا:عبقرية جوجل في ميزة حجب الإعلانات على متصفح كروم وقتل Adblock Plusتمر السنوات وتنتشر نفس النظرية في الإتحاد السوفياتي حيث ربط الناس بين الأزمة الاقتصادية وتحركات هذه العائلة.
في الولايات المتحدة اليوم يؤمن اليمين المتطرف وأنصار دونالد ترامب بأن هذه العائلة شريرة خصوصا وان هناك صور تجمع هيلاري كلينتون وزوجها مع أفراد من العائلة.
حتى الكثير من الأوروبيين ينشرون صورا مزيفة على فيس بوك حول ثروة هذه العائلة ومخططاتها للسيطرة على العالم.
وبالنسبة للعرب والمسلمين فالأمر ليس مختلفا كثيرا، إذ يزخر الويب العربي بالكثير من مقاطع الفيديو والقصص الخرافية عن هذه العائلة.
يتفق كل هؤلاء أن الاقتصاد العالمي تتحكم به هذه العائلة، وتنفذ الدول أهدافها ومصالحها بقيادة البنوك المركزية والحكومات.
خلال الأشهر الماضية اعتذر أحد نواب واشنطن العاصمة بعد نشره شريط فيديو تبناه فيه نظرية مؤامرة يقول إن عائلة شهيرة من المليارديرات اليهود تتحكم في الطقس.
ونتحدث عن Trayon White الذي أصر ان العاصفة الثلجية التي تعرضت لها واشنطن هي بسبب عائلة روتشيلد التي تتحكم في المناخ العالمي.
إقرأ أيضا:حذف صفحة SpaceX و Tesla من فيس بوك وبداية انسحاب المعلنين-
عائلة تلاحقها الكثير من قصص نظرية المؤامرة
لقد تم ربطهم أيضًا بالطائرة الماليزية المفقودة وهجمات الحادي عشر من سبتمبر وإغراق سفينة تيتانيك والأحداث المهمة الأخرى التي تحدث في العالم.
وما يعزز من تلك القصص هي السرية والغموض التي تحيط بالعائلة والتي لا تكشف حقيقة عن ثروتها بشكل مباشر كما تفعل العديد من العائلات والأفراد.
أوضحت الفاينانشيال تايمز: “إن إمبراطورية الأسرة مقسمة بين شبكة من الأحفاد وعدد قليل من المساهمين الخارجيين، هيكل الملكية غير واضح، مما يجعل من الصعب تقدير ثروة العائلة، على الرغم من أنها واحدة من أغنى أغنياء العالم”.
وكشفت فوربس عن ثروة عائلة روتشيلد وهي التي لا تبتعد كثيرا عن 2 تريليون دولار أمريكي.
