علوم

علاج الخوف من الموت هو التحرر من خرافات الدين

رغم الإيمان بالله ورغم الثقة بأن دينه هو الصحيح يعيش المؤمن اضطراب الخوف من الموت، ويفكر في أول ليلة له في القبر، العذاب والظلام وأهوال يوم القيامة.

ويعد الفكر السلفي والوهابي من أكثر المدارس الإسلامية التي ركزت كثيرا على الجانب المظلم من الموت، وألف رموزها مئات الكتب والمجلدات في عذاب القبر وأهوال القيامة وعذاب النار.

ويمكن من خلال هذه الكتابات التي تربينا عليها جميعا، أن نرى الله طوال الوقت شديد العقاب، وربما وحشا يتلذذ بتعذيبنا وقد خلقنا كي نعاني دنيا وآخرة.

التحرر من خرافة عذاب القبر

لم يذكر في القرآن عذاب القبر لفظا لكن المدارس الفقهية التقليدية متفقة على أنه حقيقة بشهادة السنة النبوية، وأن القرآن أشار إلى هذا العذاب بالمعنى، لهذا السبب يرفض القرآنيين والعقلانيين هذا العذاب.

عقلانيا كيف يمكن لله أن يعاقبنا في القبر قبل أن يحاكمنا؟ أليس هذا ظلما أو اعتداء على حرمة النفس والروح قبل أن تواجه الحقيقة؟

إذا كان صحيحا أن عذاب القبر حقيقة فهذا ظلم وهذا الإله الذي يدافع عنه الإسلام ظالم ومتعطش للعقاب وليس لديه الصبر كي نلتقي ومن ثم يعاقبنا.

بهذا المنطق العقلاني الخالص يمكنك التحرر من خرافة عذاب القبر وهكذا تسقط احدى أعظم الخرافات حول ما بعد الموت.

إقرأ أيضا:افتتاح أولمبياد باريس صفعة ماسونية تنويرية لليمين المسيحي

التحرر من مادية الجنة والنار

في التراث الإسلامي والمسيحي، الجحيم هو عالم تقابله الجنة، في كليهما سنكون أجساد، في الجنة بقدرات هائلة وجمال وحسن، وفي النار سنكون مشوهين وسنحترق ويتم إزالة جلودنا ونحترق وهكذا بدون كلل ولا ملل خالدين فيها.

لن يدخل فقط النار أتباع الديانات الأخرى والملحدين ولكن أيضا أتباع المذاهب والفرق المخالفة، وفي هذا الصدد يحضرني حديث مشهور للنبي محمد يقول فيه (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة)، ومعنى الحديث أن الفرق الإسلامية المختلفة كلها في النار إلا في فرقة واحدة ليس معلوما من هي.

ومثل هذه النصوص تؤكد لنا أن النار أقرب إلينا من الجنة، وأن حظوظنا في الفوز ضئيلة للغاية، إن لم يكن السبب هي الخطايا فهي بلا شك اتباع مذهب غير المذهب الصحيح.

ماذا لو كانت كل تلك النصوص في القرآن والسنة تجسيدية ومادية، وأن الجنة والنار الحقيقية مختلفة وقد تكون هنا في الأرض، فالسعيد منا في الجنة والشقي يعيش في الجحيم هنا.

ماذا لو كانت تلك النصوص هي لتشجيع المؤمنين لنشر الرسالة، وأن الجنة الحقيقية مختلفة عن التخيلات الشهوانية التي تفترض خلود الجسد مثل خلود الروح، ألم يأتي في الحديث القدسي وهو كلام الله (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)؟ ألا يدل ذلك على أن الحور العين والولدان المخلدون والأنهار والخيام والقصور وكل ما خطر على قلوب المسلمين لن يكون له وجود؟ وأن الحقيقة مختلفة عن النصوص التي خاطب الله فيها المسلمين بما يعرفونه ويأملونه.

إقرأ أيضا:عدد الزلازل سنويا وعدد القتلى كل عام وحقائق مهمة

التناسخ أكثر منطقية من المفهوم الإسلامي المسيحي التقليدي

مع اكتشاف جمجمة إنسان قديم عاش قبل نحو 4 ملايين سنة يتضح أن تاريخ الإنسان في هذا الكوكب طويل للغاية، وقد تكون القصة الحقيقية هي أننا عشنا هنا مرات كثيرة في أجساد مختلفة وأجناس متعددة.

واليوم كوننا بشرا يعني أننا نجحنا في الحيوات السابقة من الإنتقال من الحيوان إلى الإنسان وهذا يعني أن هناك فرصة لنا لنتحرر ونصل إلى الحقيقة كي لا نعود في جسد جديد.

يبدو التناسخ أكثر منطقية وهو المفهوم الذي تبنته الهندوسية ثم البوذية ثم الديانة المانوية وتتفق عليها الكثير من الفلسفات الشرقية وحتى الغربية الحديثة.

بعد الموت تتحرر أرواحنا من أجسادنا البالية وتأتي في أجساد جديدة لتستمر قصة قد تنتهي بالإنقراض أو وصولنا إلى الحقيقة والخالق الحقيقي.

باستخدام التناسخ يمكن أن نفهم حقيقة أصل المعاناة بل ويتضح لنا أن الله بريء من هذه الفوضى، نحن من اخترنا القدوم ويجب أن نكتشف الحقيقة كي نتحرر.

يعاني الملايين اليوم من الفقر والمجاعة والمرض والحروب، وأكثرهم أطفال وأبرياء، هل خلقهم الله كي يعذبهم ثم يجازيهم بالجنة؟ هذا ليس عدلا لبقية الخلق، حيث يدخل للجنة من عانى فقط ساعة من حياته وقد لا ينالها شخص عانى لسنوات طويلة.

الموت راحة وبداية رحلة جديدة

في الفكر العدمي الموت راحة وهو أفضل بكثير من الوجود، لو لم نولد لكان أفضل بكثير من ولادتنا وقدومنا إلى هذه الحياة، وهي واحدة من أفكار اللاإنجابية أيضا.

إقرأ أيضا:الفردانية والحرية: ركائز حيوية للمجتمعات الحقيقية

بما أن القطيع وغالبية الناس يخشون الموت فهذه إشارة إيجابية بالنسبة لنا، هذا يعني أن الموت في حقيقته أفضل من هذا الوجود.

قد يكون الموت هي النهاية الأبدية ولا حياة بعده، على عكس النوم لن تستيقظ أبدا بعده ولن تشعر به، وقد يكون بداية لحياة جديدة أو رحلة روحية نلتقي فيها بالخالق الحقيقي.

هذه الأفكار قد تساعدك في علاج الخوف من الموت وتخطي هذه المشاعر السلبية التي يمكن أن تكون عائقا كبيرا لك في الحياة.

إقرأ أيضا:

العلاقة بين مصر القديمة والماسونية وتشابه رموزهما

الربوبية التقليدية والمعاصرة وحججها العقلانية

سينتولوجيا: كل شيء عن ديانة المشاهير أمثال توم كروز

ما لا يخبرونك به في درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة

تجربة مسلم بوذي جمع بين الإسلام والفلسفة البوذية

عندما حارب المسيحيين اليوغا لأنها عبادة شيطانية وثنية!

السابق
من 8 مليون إلى 21 مليون قتيل بسبب فيروس كورونا في الصين؟
التالي
المواعدة والبحث عن الحب أونلاين في زمن فيروس كورونا