علوم

علامات اقتراب سقوط النظام الإيراني الإستبدادي

إن النظام الإيراني الإستبدادي في حالة من الذعر، كما يتضح من قراره بإعدام المتظاهرين علنًا بعد اتهامهم بارتكاب جرائم مختلفة، بما في ذلك “شن الحرب” على الله، وهي تهمة تؤدي على الفور إلى عقوبة الإعدام.

في الأسبوعين الماضيين أعدم النظام ما لا يقل عن ثلاثة إيرانيين علنًا، ولا تزال عمليات الإعدام مستمرة ومتجددة مع محاولات الحكومة الإيرانية قمع الإحتجاجات.

كان أحد الذين تم إعدامهم هو ماجدريزا رهنورد البالغ من العمر 23 عامًا، وأجرت السلطات محاكمة “سرية” واتهمته بقتل جنود من القوات شبه العسكرية، وأمرت بتعليقه من رافعة علانية.

وفقًا لصحيفة الغارديان لم يكن رهنورد حراً في اختيار محاميه، ولم يُسمح له بمحاكمة علنية أو حتى يُسمح له بالطعن في الأدلة ضده. أفاد بعض النشطاء بأنه أُجبر على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها قط وكل ذلك تحت التعذيب.

المحاكمة السرية استهزاء بالعدالة، لا يريد النظام الإيراني أن يشهد العالم نظامه القضائي الفاضح الذي تسيطر عليه سلطات المسلمين الشيعيين بشكل كامل.

الهدف الرئيسي من الإعدامات العلمية هو ترهيب المحتجين الإيرانيين وإجبارهم على التراجع عن الشوارع، بعد ثلاثة أشهر كاملة من الاحتجاجات المستمرة، تظهر هذه الخطوة قلق النظام وفقدان السيطرة.

ومع ذلك، فإن استخدام الإعدام العلني ليس جديدًا بالنسبة للحكومة الشيعية القاسية وهو مدعوم في الواقع من الشريعة الإسلامية.

إقرأ أيضا:قصة رحلة اماديوس ديناخ إلى عام 3906

في الثمانينيات كانت هناك عدة انتفاضات ضد المرشد الشيعي الأعلى، آية الله، وفي عام 2009 عارض العديد من الإيرانيين الانتخابات وخرجوا إلى الشوارع، في كلتا الحالتين لجأ النظام الإيراني إلى إعدامات علنية لتدمير الانتفاضة وإسكات المعارضين.

يلجأ الدكتاتوريون إلى العنف لإنقاذ أنظمتهم المتصارعة، والتاريخ الحديث يوضح هذه الحقيقة، شهدنا أعمال عنف مماثلة ضد المتظاهرين من قبل الطغاة في الانتفاضات الأخيرة الأخرى (على سبيل المثال، مصر وتونس في عام 2011).

في هذه الحالات لجأ النظام في محاولة لإنقاذ نفسه إلى العنف ضد شعبه، اليوم النظام الإيراني يتخبط فعلاً، فهذه الثورة لا مثيل لها في تاريخ إيران الحديث، ربما يستعد النظام لإعدام المزيد من المتظاهرين إذا استمرت الاحتجاجات.

لكن لماذا يسعى النظام “الإسلامي” المزعوم إلى إعدام المسلمين الإيرانيين؟ إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للديكتاتوريين، بالنسبة لهم لا يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو حرية التعبير، بل يتعلق تحديدًا ببقاء النظام.

البقاء يأخذ الأولوية على الحياة العامة، هذه القيمة التي يخفيها هؤلاء باسم الدين تختلف تمامًا عن القيم التي تعتز بها الديمقراطية الغربية، حيث توجد رؤية أعلى بكثير لحقوق الإنسان.

المراجع الشيعية يرون أنفسهم ممثلين لله ويعملون من أجله، إنهم ينشرون الادعاءات اللاهوتية والدينية لإخماد أي معارضة.

 قد يكون الأمر صادمًا جدًا للقراء الغربيين عندما يعرفون أنه وفقًا للأحكام الإسلامية الموثوقة، ليس من الحلال (المسموح به قانونيًا) التمرد على أي حاكم، حتى لو كان غير عادل.

إقرأ أيضا:موقف الإسلام والمسيحية واليهودية من الذكاء الإصطناعي

طاعة الحاكم، هي من الأمور الموجودة في الإسلام ومتفق عليها بين الشيعة والسنة، وهناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية، لهذا السبب فإن الأنظمة التي تستمد شرعيتها من الإسلام مستعدة للقيام بالكثير في سبيل البقاء بالحكم.

وهكذا، من أجل إخضاع الإيرانيين الأبرياء العاديين، يتمسك النظام بحكم ديني إسلامي أنشأته النصوص الدينية القديمة، لا تنظر السلطات الإيرانية إلى المتظاهرين على أنهم بشر لهم حقوق في الحرية والكرامة، ولكنهم يزعجون السلام والنظام ويجب إسكاتهم، تدعم النصوص والتقاليد الإسلامية ذلك.

لكن المؤثرين الإيرانيين الرئيسيين لم يعودوا صامتين، حتى مع قيام الحكومة بقمعهم أكثر فأكثر، إن العيش في ظل طغيان ثيوقراطي لمدة أربعة عقود هو كل ما يحتاجه الإيرانيون للسعي إلى مجتمع علماني.

المفارقة هي أن الحكومة “الإسلامية” تبدو الآن وكأنها تقود جموع الإيرانيين إلى رفض أي شيء إسلامي، أصبح النظام بغيضًا في نظر العديد من الإيرانيين.

انهيار النظام الاقتصادي للبلاد تحث العقوبات الأمريكية والدولية، وتدخل ايران في حرب أوكرانيا وتسليح الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط كلها عوامل تحول النظام الإيراني إلى نظام منبوذ داخليا قبل أن يكون كذلك إقليميا ودوليا.

إقرأ أيضا:العلاقات الجزائرية الأوكرانية المتدهورة

إقرأ أيضا:

ثورة ايران وتمرد الأبناء ضد الحجاب والحكم الديني

عبد الملك بن مروان: عندما انتصرت العلمانية على الدين في السياسة

الجزائر بوابة ايران في شمال أفريقيا

وهم نجاح القمة العربية في الجزائر

كيف تحمي أموالك من انهيار الدينار الجزائري؟

حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا

أين تذهب أموال الغاز والنفط الجزائري؟ الجواب في قانون المالية 2023

كيف ستدمر العقوبات الأمريكية الجزائر وما مصير الدينار؟

هل الجزائر دولة اشتراكية أم رأسمالية؟

ديون الجزائر 2022: مقارنة مع المغرب والدول العربية

السابق
روسيا المنافقة رائدة في تأجير الرحم لصالح المثليين
التالي
هل يخسر كريستيانو رونالدو شعبيته بسبب النصر السعودي؟