إنترنت

عن اصرار الاتصالات الإماراتية في حجب VoIP وفشل المغاربة في رفع الحجب

حجب VoIP متواصل في الخليج والمغرب

يعيش قطاع الاتصالات في العالم تحولات كبيرة نتيجة الاقبال على الهواتف الذكية، خصوصا وأنه لم يعد بالسوق خيارات جيدة باهظة الثمن من آبل وسامسونج والشركات العالمية فقط، بل تنوعت الهواتف الذكية في مواصفاتها وإمكانياتها وأسعارها وأصبحنا نرى هواتف رائدة صينية بأسعار في متناول الجميع.

كل هذا الكم من الخيارات المتنوعة والموديلات والأسماء تتساوى في شيء واحد، وهو قدرتها على تشغيل تطبيقات الدردشة ومنها واتساب وماسنجر وفايبر وقائمة لا تنتهي من التطبيقات البديلة لمكالمات الجوال والرسائل النصية القصيرة sms.

بالنسبة لشركات الإتصالات في مختلف دول العالم فهذا أمر رائع من جهة وسيء من جهة أخرى، انتشار هذه الهواتف ومعها الإنترنت يعني المزيد من مبيعات الهواتف التي تتحقق عن طريقها وأعداد متزايدة من المشتركين في خدمات الإنترنت.

الشق الأول ليست مشكلة إنها مكسب لشركات الاتصالات ومن ورائها الشركات المصنعة وأيضا المستخدمين والعملاء الذين يحصلون على ما يريدونه بأسعار تنافسية مميزة.

لكن الرعب بالنسبة لهذه الشركات اليوم قادم من تطبيقات الدردشة، فهي بالفعل تضع أنشطة الشركات المحلية والعالمية في خطر وتجعلنا على أبواب مواجهة حتمية بين هذه الشركات وشركات تطبيقات الدردشة التي لا تقل أهمية وحجما بل أيضا عملاقة أمام عدد من الاتصالات الدولية، وعلى رأسها فيس بوك الذي يملك واتساب وماسنجر وانستقرام.

إقرأ أيضا:انهيار مشاهدات وأرباح قنوات الألعاب والأطفال على يوتيوب

عندما تعرف أنه مقابل 20 مليار رسالة sms يتبادلها العالم يوميا هناك 60 مليار رسالة نصية يتم تبادلها على ماسنجر وواتساب فقط واللذان ينعمان بأكثر من 900 مليون مستخدم و 1 مليار مستخدم على التوالي تدرك فعلا وتتفهم لماذا شركات الإتصالات مصرة كل هذا الإصرار على حجب VoIP وتقنين أنشطة هذه التطبيقات!

هذه الشركات قررت أن تتعايش مع المحادثات النصية التي يتبادلها الناس يوميا عبر هذه التطبيقات مجانا دون أن تربح منها أي شيء، لكن بالنسبة للمكالمات الصوتية والمرئية؟ هذا غير مقبول بتاتا، هذا هو موقف الإتصالات في الإمارات والسعودية ودول الخليج عامة والمغرب، والقائمة ستطول حتما، لذا إن كنت من احدى الدول العربية التي تعمل فيها ميزة المكالمات الصوتية ضع بعين الاعتبار أنها ميزة مؤقتة فقط!

 

  • رسميا حجب مكالمات سناب شات في الإمارات

الاتصالات في دول الخليج كانت السباقة إلى حجب المكالمات الصوتية العام الماضي في واتساب، لعل الإمارات الدولة التي تصدرت مشهد الحجب حيث كان لجهاز تنظيم الإتصالات الإماراتية موقف صريح بأن هذه التطبيقات تنتهك قواعد المنافسة وتضر بالشركات المحلية.

ولم يكن مفاجئا تبني المغرب هو أيضا لهذا النهج والفلسفة فجهاز تنظيم الإتصالات هو الآخر اتخذ نفس الموقف ووجدت الإتصالات الثلاثة نفسها ملزمة للدفاع عن مصالحها.

إقرأ أيضا:8 طرق إبداعية تجعل ربح المال من جروبات فيسبوك ممكنا

ومنذ أيام تأكد لنا أن الإتصالات الإماراتية حجبت المكالمات الصوتية والمرئية في تطبيق سناب شات والذي أضحى بديل واتساب بالنسبة لكثيرون من المستخدمين.

هذا يعني أن تطبيقات الدردشة الصاعدة وحتى الحديثة التي يمكن أن تحقق نموا عاليا في البلدان المعنية معرضة لحجب مزايا المكالمات الصوتية والمرئية فيها، ولا عزاء للمستخدمين الذين يبحثون عن سبل وطرق ملتوية للتحايل على القانون، وهذا هو موقف الاتصالات في الخليج كما هو الأمر في المغرب.

 

  • فشل المغاربة في رفع حجب VoIP إلى حد الساعة.

الاحتجاج كان قويا على حجب المكالمات في واتساب والتطبيقات الأخرى بالمغرب أكثر من الدول الأخرى التي شهدت احتجاجات بطرق مماثلة تدين هذا القرار “الظالم” لحقهم في الحصول على هذه الخدمات كجزء من الانترنت التي يستفيدون منها ويدفعون مقابل استخدامها.

وكانت مواقع التواصل الإجتماعي مسرحا لصراع فئة من المغاربة وليس جميعهم ضد شركات الاتصالات المحلية بما فيها انوي واتصالات المغرب وأيضا ميديتيل.

هذه الفئة المقدرة بالآلاف من الشباب لم تستطع إلى حد الآن تغيير الواقع لصالحها بعدما قالت الشركات كلمتها الأخيرة معلنة الحرب على تطبيقات الدردشة التي توفر هذه المميزات، فهي تهديد صريح لمصالحها.

ومن أشهر الحملات التي شنها الناشطون نجد #حيد_لايك والتي استهدفت بالأساس تخفيض عدد الإعجابات لصفحات هذه الشركات على فيس بوك الذي يعد الشبكة الاجتماعية الأكثر شهرة في المغرب مقارنة مع بقية المنصات.

إقرأ أيضا:فيس بوك متهم بدعم تجارة التبغ والتدخين وافساد الأطفال

النتيجة هي انخفاض ملحوظ في عدد الإعجابات لكن على أرض الواقع لم يتغير شيء ما أدى لفشلها، خصوصا وأن المشتركين في هذه الحملات مقارنة مع الملايين من المعجبين بصفحات هذه الشركة ومستخدمي خدماتهم قليل للغاية، نحن نقارن ما بين بضعة آلاف من الناشطين مع الملايين من العملاء والمستخدمين الغير المشاركين في هذه الحملات.

لذا ظلت خدمات الدردشة الصوتية والمرئية محجوبة في المملكة المغربية كغيرها من بلدان دول الخليج، فيما هناك ترقب وتوقع لتنضم بقية البلدان إلى هذه القائمة.

 

نهاية المقال:

صراع شركات الاتصالات ضد تطبيقات الدردشة ليست ظاهرة وطنية بل هي قضية دولية يعيشها العالم وتخص كل الدول بما فيها المتقدمة وحتى المتأخرة.

المعروف للداني والقاصي هو أن شركات الاتصالات لن تجلس وتتفرج على تطبيقات الدردشة وهي تسحب البساط من تحثها بهذه السهولة،  فيما من حق المستخدمين ادانة هذا القرار بالطريقة التي يريدونها ما دامت قانونية لكن الاحتجاج والمقاطعة ليست دائما الحل.

السابق
نماذج من الرؤية والرسالة الشخصية
التالي
من أي ماد ينسج العنكبوت خيوطه