علوم

غزة ستصبح جزءا من إسرائيل ولن تكون هناك فلسطين

من نتائج عملية طوفان الأقصى “المباركة” هي احتلال إسرائيل مجددا لقطاع غزة الذي انسحبت منه منذ 20 عاما، والأسوأ من ذلك أن هذه الحرب هي الفرصة الثمينة لقتل حلم الدولة الفلسطينية.

هذا ما يؤكده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يرفض فكرة سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع بعد الحرب ويقدم منظورا مختلفا.

وبرر موقفه بالقول: “الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية أن حماس تريد تدميرنا الآن، والسلطة الفلسطينية تريد أن تفعل ذلك على مراحل”.

من المؤكد أن هجوم 7 أكتوبر قد دمر فرص السلام بين إسرائيل وفلسطين، وكانت تل أبيب تشتري الهدوء من حلال الحفاظ على حكم حماس للقطاع والسماح للأموال القطرية بالتدفق وتوظيف أكثر من 20 ألف فلسطيني من سكان القطاع في إسرائيل.

وترفض الدولة العبرية العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، إذ أن هذه الحرب هي الفرصة للقضاء على حماس والحركات المسلحة في القطاع والتي تتخذ من الأنفاق مركزا لها وتهاجم إسرائيل، لكن أيضا هي فرصة لسيطرة الدولة العبرية على بقية الأراضي الفلسطينية.

إذا نجحت إسرائيل في هذه الحرب فقد تكون هذه هي نهاية الصراع بفوز الطرف القوي والقضاء تماما على أي مقاومة وتحقيق الرؤية التي يدافع عنها اليمين المتطرف الإسرائيلي.

هذه الرؤية تقوم على أن تصبح هذه الأرض المتنازع عليها كلها تحث سيادة إسرائيل وتقسم إلى مقاطعات بعضها بأغلبية يهودية وأخرى بغالبية مسلمة، ويكون الفلسطيني والإسرائيلي معا تحث سيادة دولة واحدة كما هو الحال للإسرائيليين وعرب 48.

إقرأ أيضا:قائمة الدول العربية التي تعاني من الفقر المائي

الفكرة في الأصل كانت تستهدف الضفة الغربية ولا تتضمن قطاع غزة الذي لم تكن تخطط إسرائيل لاحتلاله بل انسحبت منه منذ عقدين وتركته، لكن بسبب حماقة حركة حماس أصبح الوضع مختلفا ويمكن للمتطرفين في إسرائيل ضم القطاع.

بالطبع رأي نتنياهو لا يعبر عن رأي غالبية الشعب الإسرائيلي بل فقط حزبه وأنصاره، لكن إذا كانت هذه الخطة ستضمن الهدوء والسلام وتحمي من أي هجمات مستقبلية لن تكون هناك مقاومة.

نحن نعلم كيف يرغب الطرفان في إنهاء الحرب، في سياق ما هو ممكن: بالنسبة لإسرائيل هو تدمير حماس، وهذا يعني عدم قدرتها على شن حرب أخرى، إلى جانب قتل أكبر عدد ممكن من أعضائها وقادتها.

ونعلم أيضاً كيف تريد حماس أن تنتهي هذه الحرب، وهي قتال الإسرائيليين وإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، ووقف الأعمال العدائية معهم في نهاية المطاف مع استمرار سيطرتهم على كل القطاع أو جزء منه، وهذا من شأنه أن يمثل اعترافًا بحماس بين الفلسطينيين باعتبارها المحاور المركزي، إن لم يكن الوحيد لمستقبل فلسطين.

ومع تباعد المواقف، ستستمر الأعمال العدائية بنوبات وكثافة متفاوتة، وستكون هناك هدنة ثانية وحتى ثالثة وفي كل مرحلة سيتم اطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

لكن الهدف في هذه الحرب ليس بناء قواعد توازن جديدة بين الطرفين، بل اقصاء الاخر والقضاء عليه تماما، ونتحدث هنا عن الجيش الإسرائيلي ضد حماس.

إقرأ أيضا:ما هو جدري القرود monkeypox وكيف ينتشر وما هو لقاحه؟

بالنسبة لإسرائيل لديها خطة طويلة المدى عكس حماس التي شنت هجوما مباغتا وليس لديها الخطة لليوم التالي، وهو ما يتضح من خلال عدم توقعها أن عمليتها النوعية ستؤدي إلى أسوأ حرب يتعرض له القطاع في التاريخ الحديث، وهجوم إسرائيلي بغطاء أمريكي.

إقرأ أيضا:أفضل وأسوأ دول العالم في مؤشر أداء تغير المناخ 2022

وكان محمد دحلان وهو شخصية فلسطينية سياسية مقيم حاليا في الإمارات قد أكد قبل أشهر أن حل الدولتين أنهته إسرائيل بتعنتها، وهذه فرصة لها من أجل التأكيد على هذه الحقيقة المؤلمة دعاة حل الدولتين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

إذا نجحت إسرائيل في هذه الحرب ستدخل حركة حماس مزبلة التاريخ وسيكتب المؤرخون أنها السبب في احتلال غزة وانهاء حلم انشاء دولة فلسطين.

إقرأ أيضا:

لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟

منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين وضم الضفة الغربية ثم غزة

ثمن طوفان الأقصى هي سيناء الفلسطينية وغزة الإسرائيلية

أسرار طوفان الأقصى ولماذا ساعد نتنياهو حماس على تنفيذها؟

من طوفان الأقصى إلى السلام بين إسرائيل وفلسطين

دور عبد الملك بن مروان في أكذوبة المسجد الأقصى في القدس

السابق
ما وراء انسحاب باي بال من مشروع عملة فيس بوك ليبرا
التالي
القوانين المعدلة في نظام الأحوال الشخصية الجديد 2024