كالينينغراد هي مقاطعة روسية تقع في شمال شرق أوروبا على الساحل الجنوبي لبحر البلطيق، وتحدها بولندا من الغرب وليتوانيا من الجنوب والشرق، تبلغ مساحتها حوالي 15100 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 1 مليون نسمة.
تأسست المقاطعة في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تم ضم منطقة بروسيا الشرقية إلى الإتحاد السوفياتي، وفي عام 1946، تم إعادة تسمية المنطقة باسم الزعيم السوفيتي الراحل ميخائيل كالينين.
تشتهر كالينينغراد بتاريخها الثري والمعماري الفريد، حيث تضم العديد من المعالم السياحية الشهيرة مثل قلعة كونيجسبرغ، وكاتدرائية كونيجسبرغ، وجسر الشباب، ومتحف العامل الشاق، وتعتبر المقاطعة مركزًا للصناعات الثقيلة والزراعة في روسيا، وهي ميناء هام على البحر البلطيق.
مثل العديد من المناطق في شرق أوروبا، هناك بعض النزاعات والخلافات المتعلقة بمقاطعة كالينينغراد، على سبيل المثال، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، طالبت بولندا بإعادة السيطرة على منطقة كالينينغراد، معتبرة أنها كانت جزءًا من بولندا قبل الحرب العالمية الثانية، ولكن روسيا ترفض هذا الطلب وتصر على أن كالينينغراد هي جزء لا يتجزأ من أراضيها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الخلافات المتعلقة بالقضايا البيئية والاقتصادية في المنطقة، فقد تسببت الأنشطة الصناعية والعسكرية السابقة في تلوث بعض المناطق في كالينينغراد، وهو ما يشكل تحديًا بيئيًا كبيرًا، وتعاني المنطقة أيضًا من مشاكل اقتصادية واجتماعية، حيث يعاني السكان من مستويات عالية من البطالة والفقر.
إقرأ أيضا:هل يزداد الإحترار العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟وفي الوقت الراهن تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري في هذه المقاطعة التي لا تربطها حدودا برية مع الدولة الروسية، ومن جهة أخرى يحشد الناتو وجوده العسكري حولها خصوصا وأن بولندا وليتوانيا من دول حلف شمال الأطلسي.
وتخشى الدولتين من الأطماع العسكرية لموسكو بعد محاولتها احتلال أوكرانيا عسكريا وفشلها هناك، ومع ارسال فاغنر إلى بيلاروسيا وإمكانية حدوث صراع حدودي مع بولندا، قد تكون هذه فرصة الناتو من أجل طرد الروس من كالينينغراد.
خلال الساعات الماضية رجح النائب الروسي أندريه كارتابولوف وجود تحضيرات روسية لشن هجوم على بولندا تقوم به مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة وقد أكدت كل من بولندا وأوكرانيا تأكيدات على وصول قوات المرتزقة الروس إلى المنطقة.
ومن غير المستبعد أن تستغل قوات فاغنر ممر سوالكي الموجود على الحدود بين بولندا وليتوانيا وتحتله تلك القوات في سبيل الرباط البري بين كالينينغراد وبيلاروسيا التي تعد حليفة روسيا الأبرز في المنطقة، هذا إضافة إلى عزر دول البلطيق عن بولندا وبالتالي اضعاف الناتو في هذا الجزء من أوروبا.
غير أن تلك القوات ستجد نفسها في الواقع بين قوات بولندا من الجنوب وقوات ليتوانيا من الشمال، ومن الممكن السيطرة عليه بسهولة من قوات الناتو خصوصا وأن عرض ممر سوالكي لا يتعدى أربعين ميلا في خط مباشر وستجد قوات المرتزقة نفسها في كماشة ومحاصرة من الجانبين.
إقرأ أيضا:إيلون ماسك يدافع عن الإنجاب من أجل استعمار المريخلكن خطورة هذا النزاع تتصاعد في حال تدخلت القوات الروسية الموجودة في كالينينغراد بهذا النزاع، حيث ستفتح موسكو جبهات للقتال ضد دول الناتو بشكل مباشر وسيكون على الحلف كله أن يتصرف بشكل عسكري موحود ضد روسيا، وحينها لن يكون الهدف فحسب التصدي لأطماع روسيا بهذه المنطقة بل اخراج الاحتلال الروسي وطرده من كالينينغراد.
تم تعزيز الحضور العسكري الروسي في المنطقة في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الأزمة الأوكرانية عام 2014، ويتمركز في كالينينغراد أيضًا نظام صواريخ إسكندر-M المضاد للسفن والذي يثير قلق الدول المجاورة.
يجب الإشارة إلى أن روسيا تعتبر مقاطعة كالينينغراد منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لها، حيث تعتبر بوابة لها إلى البحر البلطيق والدول الأوروبية المجاورة، وفي حال خسرتها ستكون قد خسرت بوابتها إلى بحر البلطيق ومنطقة استراتيجية في غاية الأهمية.
إقرأ أيضا:لماذا سينهزم محور الشر الجديد كما انهزمت دول المحور؟تحتفظ روسيا بالسيطرة على مقاطعة كالينينغراد، وتعتبر أي محاولة للتدخل الخارجي في المنطقة تهديدًا للسيادة الروسية وسلامة الأمن القومي، لكن في حال استغلت هذه المقاطعة لبدء هجوم على دول الناتو ستكون حرب الحلف واضحة الهدف وهي أن تخسر روسيا هذه المنطقة وتطرد منها قواتها.
إقرأ أيضا:
عواقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
حقائق حول ممر سوالكي بين بولندا وليتوانيا وتهديدات روسيا
من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكة
هل روسيا ظالمة أم مظلومة؟ هذا رأي صديق بوتين
روسيا ليست قوة عظمى بل جمهورية الموز
انقلاب بلغاريا على روسيا لصالح الناتو بعد تمرد فاغنر
رسميا انقلاب فاغنر على روسيا الأخطر منذ انقلاب أغسطس 1991
ليلة انقلاب فاغنر على روسيا وانقلاب عسكري وشيك