يقول وكلاء إيران في الشرق الأوسط، أن إسرائيل الكبرى حلم حقيقي، ما أن تقضي الدولة العبرية على غزة ولبنان ستشن هجوما على سوريا والأردن ومصر، وهذا كلام مضحك يصدر عن عقل غارق في نظريات المؤامرة.
هذه الفزاعة تستخدم على نطاق واسع مؤخرا لدفع الشعوب إلى الثورة على الحكومات وتدمير بلدانها، وقد لاحظنا أن وسائل اعلام عربية محسوبة على التيار الإخواني والإسلامي هي التي تردده.
لماذا تهاجم إسرائيل غزة ولبنان؟
نعود إلى السابع من أكتوبر، استيقظ الشرق الأوسط على هجوم كبير ونوعي قامت به حركة حماس على المواطنين والسياح في إسرائيل بغلاف قطاع غزة.
تمكنت الحركة الإسلامية من قتل 1000 شخص على الأقل وأسر المئات، وكانت عملية حسب خطة الحركة خطوة أولى لتحرير الأقصى وتدمير اسرائيل كليا.
في اليوم الموالي انضم حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي إلى الهجوم، وبدأ كل واحد منهم يضرب إسرائيل من جهة، واتضح أن هذا هجوم إيراني ليس على إسرائيل ولكن على جهود التسوية الشاملة في الشرق الأوسط.
لذا بدأت إسرائيل الهجوم المضاد وقامت بغزو القطاع وأعلنت أن هدفها واضح وهو تدمير حماس التي بدأت بالغدر، ولطالما حذرت حزب الله لكنه لم يتوقف وبعد أشهر من القتال في غزة توسعت الحرب لتشمل لبنان.
استهدفت إسرائيل كل الأطراف التي تشن هجوما عليها سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا واليمن وحتى العراق، والقاسم المشترك بين كل تلك الجهات أنها ليست حكومة بل وكلاء إيران.
إقرأ أيضا:مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيميةإسرائيل بصدد القضاء على الميليشيات التي لا تعترف بها الحكومات
لا تمثل حماس فلسطين بالنسبة لدول الجامعة العربية، كما أنه تم تصنيف حزب الله حركة إرهابية حتى وقت قريب، وكذلك الحوثيين لا يمثلون اليمن برمته.
هذه الميليشيات هي تتبع إيران وتسلحها الدولة الفارسية لهدم الدول العربية من الداخل، وقد نجحت ايران في السيطرة على دول عربية عديدة أولها العراق ثم سوريا ثم لبنان ثم اليمن ولديها وجود في غزة.
بالنسبة للحكومات العربية من مصلحتها القضاء على تلك الميليشيات المسلحة، لأنها هي بنفسها لا تعترف بالحكومات العربية وتكفرها وتحرض الشعوب ضدها.
من الطبيعي ان تلاحق إسرائيل كل تلك التنظيمات وتقصفها في أي مكان تتواجد بها، لأنها هي التي تشن هجوما وتشارك فيما يسمى اسناد فطاع غزة.
لطالما حذرتهم تل أبيب لكن ظل كل تنظيم يقوم بعمليات إطلاق صواريخ وضرب لمصالح إسرائيل، وبعد أن تمكنت من القضاء تقريبا على حماس جاء دور حزب الله..
قد تذهب الدولة العبرية إلى رأس هذه التنظيمات وهي إيران نفسها، والصراع بين البلدين على أشده، وهذه ليست مسرحية كما يقول البعض.
مصر والأردن على سلام مع إسرائيل
هناك اتفاقيات سلام تربط بين مصر وإسرائيل وبين الأردن والدولة نفسها، وهي اتفاقيات صامدة وقوية وفرت أرضية للمصالح المشتركة.
إقرأ أيضا:دان بلزريان: مليونير بلاي بوي والبوكر الذي شتم إسرائيلبفضل اتفاقية السلام مع مصر انسحبت إسرائيل من سيناء، وبفضلها تم التطبيع في مجالات متعددة بما فيها الطاقة والزراعة.
لا تتضمن الدولتين العربيتين أي ميليشيات على أراضيها تهاجم إسرائيل، لذا لا يوجد مبرر لتقوم الدولة العبرية بقصف جيرانها من الأردن ومصر.
هذا عكس لبنان وسوريا اللذين يشكلان نقطتين مهمتين في الهجمات على إسرائيل، وهي تستهدف فيها الميليشيات الإيرانية.
تتجنب إسرائيل ضرب بشار الأسد وقواته لأنهم على حياد منذ أشهر، وليس من مصلحة إسرائيل ضربهم ما داموا لا يهاجمون عليها، وهذا ما لا يستطيع العرب فهمه.
وتواجه مصر والأردن تحديات كبرى حاليا تتمثل في الغضب الشعبي المتصاعد، وانتشار الجهل والتطرف الديني الذي يستغل الأوضاع الحالية لتكفير الحكومات.
أكاذيب الإخوان والمتأثرين بإيران
انتشر في الساعات الماضية فيديو مفبرك يشبه فيه نتنياهو مصر بالتفاحة، وقد رأينا فيديوهات أخرى سابقا تحاول بث العداوة بين مصر وإسرائيل.
يبحث الإعلام الموالي لإيران وجماعة الإخوان المسلمين عن أي تصريح معادي لمصر من المتطرفين الإسرائيليين ويعملون على تضخيمه ووضعه في غير سياقه.
ومن المعلوم أن تلك الجهات لم تتخلى عن مشروع الإسلام السياسي الذي يسعى إلى اسقاط الدول العربية من الداخل وبناء خلافة عاصمتها في تركيا.
إقرأ أيضا:توقعات روسية: زلازل كثيرة وأكبر بعد زلزال تركيا 2023في الشرق الأوسط يعد مشروع إسرائيل الكبرى مماثلا للخلافة الإسلامية، هذه مشاريع خطيرة تهدد سيادة الدول وأمنها وتجلب مزيدا من الحروب الطاحنة.
والحقيقة أن ايران هي التي تسيطر اليوم على اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغزة، وتريد الكويت وتتحرش بالدول الخليجية كما أنها وصلت إلى غرب أفريقيا وتعدد السيادة المغربية من الأراضي الجزائرية وتتواجد في السودان.
إقرأ أيضا:
ما هو دور الشيعي محمد علي الحسيني في الحرب الإيرانية السعودية؟
12 شهرا من الدعاء لأهل غزة ولا جواب من الله
خرافة زوال إسرائيل وحقيقة نهاية حماس وحزب الله
من الأفضل الإحتفال باتفاقية كامب ديفيد والسلام وليس بحرب أكتوبر
7 أكتوبر 2023: نكبة قطاع غزة بأيدي حركة حماس
حسن نصر الله حي يرزق وهو يقرئك السلام