سقوط أخلاقي آخر لإدارة نادي برشلونة الإسباني، بعد سلسلة من الفضائح والأخطاء الإدارية التي أثرت سلبا على علاقتهم بأندية كرة القدم مثل باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد.
هذه المرة نتحدث عن فضيحة توظيف الذباب الإلكتروني وصناعة الأخبار المزيفة التي ضربت من خلالها إدارة النادي العملاق المنافسين وحتى الخصوم داخل القلعة الكتالونية.
-
شركة I3 Ventures في قلب العاصفة
تعاقدت برشلونة مع شركة I3 Ventures وهذا بخصوص التسويق على الشبكات الاجتماعية، وهذا حسب زعم رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو.
لكن وسائل إعلام فرنسية واسبانية مختلفة بما فيها الصحافة الكتالونية نشرت وثائق تثبت أن تلك الشركة تدير العديد من الحسابات والصفحات الإجتماعية التي استخدمت لمهاجمة بعض أساطير النادي نفسه وبعض المرشحين لرئاسته.
ذهبت تلك الحسابات لمهاجمة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي دخل في خلاف حاد مع الإدارة خلال الأسابيع الأخيرة وقد يرحل في الصيف المقبل.
-
توظيف الذباب الإلكتروني والأخبار المزيفة
وتعتمد ممارسات شركة I3 Ventures المخالفة للأخلاق والمواثيق القانونية على سلاحين، أولا الذباب الإلكتروني المتجلي في الحسابات والصفحات التابعة لهم والتي يستخدمونها لنشر المنشورات والروابط والمقالات التي تهاجم رموز النادي أو الأشخاص الذين ينافسون الرئيس او حتى ينتقدونه.
إقرأ أيضا:المحتوى المنقول و المسروق: الأول شرعي و الثاني ممنوعوثانيا تستخدم الشركة أيضا الأخبار المزيفة والتي تتجلى في روابط المقالات التي تحتوي على معلومات غير صحيحة.
وعادة ما كانت هذه الممارسات مصدرا لأخبار غير صحيحة تجد عادة طريقها إلى الصحافة الإسبانية والعالمية في مجال كرة القدم.
وحسب وسائل الإعلام فإن تلك الشركة تدير صفحات وحسابات تستخدم لتلك الأغراض المشبوهة منها: صفحة «Més que un club» والتي يتابعها 66000 متابع، صفحة «Respeto y Deporte» ويتواجد عليها 56000 متابع، صفحة «Alter Sports» وعليها 27000 متابع ومشترك، وصفحة «Sport Leaks» وعليها 21000 متابع، صحفة «Justicia y Diálogo en el Deporte» وعليها 8500 متابع وصفحة «Jaume, un film de terror» ويتابعها 5000 شخصا.
إذاعة «كادينا سير» تحققت من صحة هذه المعلومات وحصلت على ملف من 36 صفحة يتضمن صور شاشة ملتقطة من لوحات تحكم تلك الحسابات من نفس الأشخاص الذين يديرون حسابات وصفحات نادي برشلونة.
-
ربما الفضيحة أكبر بكثير من المعلن عنها
أعلن برشلونة انهاء التعاون مع تلك الشركة ونفى أنه طلب منها القيام بإنشاء تلك الحسابات والصفحات لمهاجمة أساطيره أو خصومه.
لكن عدم متابعتها قضائيا يعني أن النادي الكتالوني وظفها لتلك الأغراض وإنهاء العقد هي مجرد خطة لتهدئة الوضع.
تفتح هذه الفضيحة الباب لطرح تساؤلات أكثر أهمية، وأولها هل تستخدم أندية كرة القدم الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي كفضاء آخر لتصفية الحسابات مع أندية أخرى أو التأثير على لاعبين من أجل الرحيل عن أندية معينة؟
إقرأ أيضا:فيس بوك في أزمة كبيرة وعليها أن تتعلم من شركة جونسون آند جونسونهل يمكن استخدام هذه المواقع من أجل التلاعب بالرأي العام في كرة القدم كما يحدث في السياسة؟
المنافسة بين الأندية في الواقع تفتح الباب خصوصا للأندية الخصوم فيما بينها استخدام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كفضاء للحرب الكلامية.
لكن هذه ليست المشكلة هنا، ما نخشاه هو استخدام تلك المنصات لإنشاء حسابات مزيفة وصفحات لشن حملات التزييف ونشر الأخبار المزيفة.
إقرأ أيضا:الأخبار المزيفة تنتصر وتتمدد على فيس بوك من بوابة واتساب و ماسنجريمكن في هذه الحالة تدمير لاعبين ووضع ضغوط على آخرين وخلق الفتنة بداخل صفوف نفس الفريق، والكثير من الأخطار المدمرة الأخرى.
قيام برشلونة بتوظيف شركة I3 Ventures التي وظفت الذباب الإلكتروني والأخبار المزيفة ضد الخصوم، قد يكون مجرد نقطة صغيرة ضمن فضائح أكبر وممارسات أسوأ تمارسها أندية أخرى على هذه المنصات.
-
الجانب المظلم كرة القدم
كمتابع لكرة القدم الأوروبية تحديدا أرفض عادة تصديق ما يتداوله عشاق مختلف الأندية من ادعاءات بأن هناك غش وسرقة للمباريات وحكام فاسدون وربما ما نراه هي أكبر تمثيلية في التاريخ.
يوما بعد يوم يتضح بالفعل أن هناك فضائح تحكيمية وهناك تأثير من جهات راعية وكبيرة وهذا لمنع بعض الفرق الصاعدة من الفوز بالبطولات.