علوم

فكرة بيع غزة للإمارات والسعودية التي ترفضها ايران

يعيش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أسوأ أوقاته، إنه يحاول منع اندلاع حرب في الشرق الأوسط ستجر الولايات المتحدة الأمريكية إليها وتنهي مسيرته إلى الأبد.

لا تريد واشنطن حربا جديدا في الشرق الأوسط وهي التي تركز على الصين وجنوب شرق آسيا وما يحدث في أوكرانيا، ولا تريد اشعال حرب جديدة ستزيد من التضخم العالمي وتضرب انجازات الرئيس جو بايدن.

في المقابل لا يريد نتنياهو انهاء حرب غزة ويريدها أن تستمر طويلا للقضاء على حماس وإعادة احتلال غزة بشكل كامل، وهي فرصته أيضا للهروب من المحاكمة أو تأجيل ذلك لأشهر إضافية.

وفي محاولته الأخيرة، يحاول أنتوني بلينكن بيع غزة للسعودية والإمارات العربية المتحدة، إنه يبيع لقادة الخليج دولة فلسطينية برئاسة محمود عباس، وهي فكرة يجدها كثيرون في غزة والمحور الإيراني مقززة وغير مقبولة.

إن هيكل هذه الدولة الفلسطينية الجديدة سيكون بقيادة محمود عباس، لكنه سيكون مسؤولاً أمام السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبعد الحرب سيكونان مسؤولين عن إعادة إعمار غزة والضفة الغربية.

باختصار ستكون الدولة الفلسطينية دولة تابعة لدول الخليج، هذه هي خطة بلينكن حاليا وما يراه كافيا لإحباط الحرب وانهائها فالأهم تحقق وهو القضاء على حكم حماس في القطاع الذي يشهد حربا طاحنة منذ أكثر من 100 يوما.

وبالطبع ترفض حماس وجزب الله ومحور ايران هذه الفكرة لأنهم لا يريدون نفوذاً خليجياً داخل فلسطين، وهم يعتبرون السعودية والإمارات خصوما.

إقرأ أيضا:أهمية تدريس الثقافة الجنسية وأهداف هذه التربية التعليمية

يريد نتنياهو توسيع الحرب التي تتعارض بشكل مباشر مع ما تريده الولايات المتحدة، وهو يعلم، على الأرجح أنها حربه الأخيرة، لذلك فهو يريد تمديد ذلك لأطول فترة ممكنة، نظرا لأنه يواجه ضغوطا وتهديدات داخلية حتى داخل الكنيست لإزاحته من السلطة.

ومن جهة أخرى تريد الولايات المتحدة الأمريكية انهاء الحرب بعض القضاء على حماس وتعجيل الإعمار وبناء دولة فلسطينية واحدة تحكم الضفة والقطاع.

ولهذا السبب تريد احضار لاعبين اقليميين موثوقين إلى الطاولة وهما الإمارات والسعودية، اللذين سيعملان على اعمار القطاع بعد نهاية الحرب وذلك مقابل شروطهما، وأهمها أن يكون الحكم لحركة فتح ولا مكان لحماس في الحكومة ما لم تغير سلوكها الرافض لوجود إسرائيل.

بالطبع هناك لاعبين مهمين آخرين وفي صدارتهم مصر التي تريد انهاء حرب غزة مقابل تخلي حماس عن الحكم في القطاع وتسليم السلطة لحركة فتح.

من جهة أخرى يبدو أن قطر التي تدافع إعلاميا عن حركة حماس مضطرة في النهاية للتخلي عن الحركة بعد الحرب من خلال انهاء الدعم المالي لها والإبتعاد عنها وكذلك نهج تركيا التي تم تخرج تحركاتها من نطاق التنديدات.

بيع غزة للإمارات والسعودية يعني ببساطة ان فلسطين دولة جديدة ستكون تابعة من حيث النفود للرياض وابوظبي، وقد تقدم الأخير محمد دحلان رئيسا وبديلا لمحمود عباس الذي لا يحظى بشعبية كبيرة بالداخل الفلسطيني.

إقرأ أيضا:ماذا يعني اجتياح أوكرانيا لروسيا؟

وستكون هذه ضربة لإيران التي تبحث عن نفوذ في فلسطين والتي تعتبر حماس والقسام وحركة الجهاد الإسلامي والحركات الأخرى تابعة لمحور المقاومة والممانعة الذي يضم الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني وسوريا وأنصار الله في اليمن.

إقرأ أيضا:رابط تنزيل بحث حول انقضاء الالتزام PDF ميديا فاير مجانا

ستكون غزة والضفة الغربية دولة فلسطينية لكنها ستتشاور في قراراتها وعلاقاتها الخارجية أكثر مع السعودية والإمارات وستبتعد عن ايران وهو ما من شأنه أن يساعد في المفاوضات وحل الدولتين حيث سيتم توحيد كلمة الفلسطينيين لأول مرة منذ عقدين من التشتت.

إقرأ أيضا:

أهمية الجسر البري السعودي الإسرائيلي في التجارة العالمية

لماذا قد تكون الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية؟

هل تستطيع ايران اغلاق مضيق جبل طارق؟

حماس تعطل الممر الإقتصادي الهندي لصالح ايران وروسيا

مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي بعد حرب غزة

كيف تهدد حرب غزة رؤية السعودية لشرق أوسط أفضل؟

ارتفاع أسهم شركة الشحن الإسرائيلية ZIM بفضل هجمات الحوثيين

السابق
مقاطعة هواوي: لماذا الأردنية علا الفارس وليس الإسرائيلية غال غادوت؟
التالي
مقاطعة هواوي في السعودية بسبب علا فارس مذيعة الجزيرة