تتفق الديانات الإبراهيمية على وجود الأرض المقدسة وهي المتنازع عليها بين فلسطين وإسرائيل، بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، وقد سفكت فيها الكثير من دماء الأبرياء إلى جانب المتقاتلين.
قصة الصراع بلا شك لها جذور دينية، من النبي إبراهيم الذي وعده الله بأنه سيكون له نسل كثير وشعوب وأمم تعيش بسلام في هذه الأرض، ثم تتفق الكتب الدينية على قصة بني إسرائيل في المنطقة.
وبينما انتهت الكثير من الصراعات العسكرية وتم تصفية الإستعمار الغربي لدول العالم الثالث، يظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي معقدا ومسلسلا لا ينتهي ويلعب فيه الدين دورا سلبيا وليس مساعدا على حله.
يرى الصهاينة المتطرفون أن دولة إسرائيل يجب أن تقوم في هذه الرقعة على حساب الفلسطينيين، فيما حماس والمسلمين الأكثر تشددا يؤمنون بفلسطين من النهر إلى البحر، وكلا الطرفين لديهما رغبة في إبادة الآخر، ولولا المجتمع الدولي وقوانين الأمم المتحدة والعقلانية الدولية لقضى أحدهما على الآخر.
وتعد حرب غزة الأخيرة التي افتعلتها حماس وكان لتطرف القيادة الإسرائيلية دورا فيها أيضا، حربا دموية أخرى في مسلسل الحروب الإسرائيلية الفلسطينية التي لا تنتهي.
بعد أن كنا متفائلين باتفاقيات التطبيع العربي الإسرائيلي والتسوية الشاملة في المنطقة التي يمكن أن تشمل انهاء الصراعات الدينية بما فيها الصراع السني الشيعي عدنا مجددا إلى المربع الأول.
إقرأ أيضا:نظرية اغتيال محمد بن سلمان ولي العهد السعوديالجانب المشرق من هذه الحرب هي أنها قد تكون نهاية حقيقية للمتطرفين من الطرفين، وتقنع بأضرارها ومجازرها وكوارثها الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي للجلوس وتسوية الصراع بشكل صادق.
لكن الجانب المظلم من القصة، هي أنه لا توجد ضمانات على تحقق هذه الأحلام الوردية وبالتالي يمكن أن تستمر قصة الأرض الملعونة وتدنيسها بدماء الأبرياء من الطرفين.
هذه الحروب وهذا الصراع الذي تحول إلى مادة للمتاجرة سواء محليا أو إقليميا او حتى عالميا، وأنهار الدماء التي تسيل والأرواح التي ازهقت تؤكد أن هذه ليست الأرض المقدسة بل أرض مدنسة ملعونة ومن الأفضل للعاقل الهروب منها.
كما أن هذا الصراع يضع الديانات مجددا في مأزق التطرف والحض على الكراهية واقصاء الآخر والترويج لخرافات يتصارع عليها الناس مثل الأرض المقدسة.
من المؤكد أن كل الأرض في العالم مقدسة وسفك الدماء فيها هو أمر لاإنساني ولاديني ومنطقي أن يتبرأ الله منه والأنبياء جميعا، كما تبرأ الله من مقتل هابيل على يد قابيل واعتبر فعل القتل جريمة خطيرة وغير مقبولة وهو أمر تذكرنا بها النصوص الدينية ثم نجد أخرى مناقضة لها من خلال التشجيع على قتل المخالفين والكافرين.
كانت المبادرة البريطانية المدعومة من الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي، تمنح فلسطين دولة خاصة بها وكذلك إسرائيل دولة خاصة بها وتصبح القدس مدينة دولية غير خاضعة لسيطرة أي من البلدين، وقد رفض العرب ذلك وقامت مصر والأردن وسوريا والعراق بمهاجمة إسرائيل.
إقرأ أيضا:لماذا المجاعة أسوأ من الحرب؟منذ ذلك الحين والصراع مشتعل، وقد جاءت فرص ولحظات كان من الممكن فيها حل الصراع لكن كل طرف يعرقل حل الخلاف ويستفيد من هذه القضية بطريقته.
تحصل فلسطين على المساعدات المالية من الدول الإسلامية والعربية والتي تذهب الكثير منها إلى جيوب القيادة المنقسمة على نفسها، وتستفيد إسرائيل من المعاملة التفضيلية الأميركية خصوصا في مجال التسلح والدعم العسكري، وكل طرف متمسك بهذا الوضع ولا يريد تغييره.
إقرأ أيضا:الدوري السعودي: هذا زمانك طال عمركلقد تحولت الأرض المقدسة إلى الأرض الملعونة بسبب الصراع الذي لا ينتهي، وقد تم تدنيسها بدماء الأبرياء من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وبمباركة دينية أيضا.
إقرأ أيضا:
أكبر مصدر النفط لإسرائيل هي دولة شيعية عن طريق تركيا
خطة بناء دولة فلسطينية مزدهرة بحلول 2038
11 سبتمبر وداعش و7 أكتوبر: هل الإسلام دين الإرهاب؟
ماذا يستفيد المغرب من التطبيع مع إسرائيل؟
لهذه الأسباب وقف حرب غزة غير ممكن الآن
كيف ستكون نهاية حماس ونتنياهو وقطر في حرب غزة؟
منصة Bybit وبينانس في قلب مشكلة تمويل حماس