إنترنت

فيروس كورونا عقاب من الله وصناعة أمريكية ومؤامرة دولية!

عند تصفح قنوات يوتيوب والصفحات التي تركز على بث نظريات المؤامرة والحديث عن شر الولايات المتحدة الأمريكية وأنها السبب الرئيسي فيما يحدث بعالمنا ستجد أن هناك تناقض فيما يروجون له.

يقول هؤلاء أن فيروس كورونا عقاب من الله على تقصيرنا في أداء الواجبات الدينية وانتشار الفساد الأخلاقي والمالي وحتى الديني، وفي ذات الوقت على نفس لسان هؤلاء يتم اتهام أمريكا بأنها هي التي صنعت الفيروس وضربت به الصين.

وبالطبع يشعر هؤلاء بأنهم يفهمون أكثر منا، خصوصا وأن بعض المسؤولين الصينيين اتهموا الولايات المتحدة بأنها هي التي طورت الفيروس وضربت به ووهان الصينية.

لا يزال الجدل مستمرا ولم تكشف الصين عن ما يؤكد صحة اتهاماتها لواشنطن، بينما وصفت الأخيرة الفيروس بأنه صيني لأنه بدأ من هناك.

يتناقض هؤلاء مع أنفسهم ومتابعيهم عندما يصفون الفيروس بأنه عقاب إلهي للعالم أجمع، وفي ذات الوقت صناعة أمريكية بامتياز ومؤامرة ماسونية لقتل الملايين من الناس حول العالم.

إذا تمعنا في ما يروجون له فقد نخلص إلى نتيجة مفادها أنهم يعتقدون أن أمريكا هي التي تتحكم في العالم وربما هي بمثابة يد الله في أرضه، وهو الذي أوحى للأمريكيين صناعة الفيروس لضرب الصين ومن ثم قدر أن ينتشر على نطاق واسع ويضر في النهاية أكبر قوة في العالم.

إقرأ أيضا:نظرية المؤامرة: قتل قنوات يوتيوب من خلال مراقبة المحتوى

لا يوجد منطق في هذه الرواية التي يؤمن بها هؤلاء، وهم القائلون بأن الصهاينة والماسونيين أذكاء للغاية ويستخدمون ذكاءهم على نحو سيء، من قبيل التخطيط لقتل الناس وتدمير الأرض والقضاء على الديانات السماوية.

وإذا افترضنا أن المخطط لهذه الكارثة ذكي بالفعل ولديه أدوات التخطيط والمراقبة وجهاز استخبارات قوي ووسائل إعلام تعمل لحسابه، ألم يكن يعلم أن ضرب الصين بهذا الفيروس سينتج عنه انتشارا له على نطاق واسع وسينتشر نحو أوروبا ويقتل الآلاف وربما الملايين هناك وأن الكارثة ستحدث في إسرائيل والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا؟

لماذا تجاهل البعد الإقتصادي لهذه الجريمة؟ فالضرر لم يتوقف عند الإقتصاد الصيني الذي يعد ثاني أكبر محرك للإقتصاد العالمي وتراجعه أو تضرره سيكون مؤلما للولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

لقد شمل الضرر الاقتصادي الجميع، وتضررت مصالح شركات كبرى مثل آبل وفيس بوك ومايكروسوفت وكوكاكولا، ما بين هبوط أسهمها وتراجع ثروات مالكيها والمستثمرين بها، وإلغاء المؤتمرات وأحداث الكشف عن جديدها.

تضرر القطاع الرياضي الذي توقف بشكل كامل في كافة دول العالم، ومعها تم إلغاء المهرجانات والأحداث الترفيهية وتضررت صناعة السينما وضرب الفيروس الكثير من الموظفين وبعض المشاهير، ويمكن أن يصيب أي شخص في العالم.

من الواجب أن يحترم هؤلاء الناشرين عقول متابعيهم، والكف عن نشر فكرة أن الماسونية هي التي تحكم العالم وكل الأحداث هي تخطيط جماعات وأشخاص يعملون في الظلام.

إقرأ أيضا:خطأ فادح يسبب اغلاق حساب البائع على فايفر Fiverr

هؤلاء يجعلون تلك الجماعات والأطراف عظيمة في أذهان المتابعين والمشاهدين، وينشرون ثقافة التواكل والإيمان بأننا خاضعين لأشخاص وأحزاب وجماعات شريرة تحلم بالسيطرة على العالم.

كما أنهم يساعدون على جعل الغالبية من الناس يتهمون أطرافا أخرى بأنهم وراء مشاكلهم وأزماتهم، عوض البحث عن الأسباب الحقيقية للكارثة ومواجهتها.

ثقافة الفشل المنتشرة في عالمنا العربي والإسلامي تنتشر عادة عندما تتعرض الأمم للفشل والسقوط، وهو ما رأيناه من قبل مع النازية في ألمانيا والإتحاد السوفياتي.

إقرأ أيضا:5 خطوات لنجاح الحملات الإعلانية خلال الربع الرابع من كل عام

هذه الثقافة تقوم على تفسير كل ما يحدث في العالم بطريقة تظهر أن هناك أشخاص أو أطراف بشرية أخرى هي التي تقف وراء الأزمات والمشاكل التي نتعرض لها بينما الحقيقة مختلفة تماما عن ذلك.

الأزمات والمشاكل تحدث بسببنا نحن، وحتى في وجود مؤامرة لا يمكن أن تنجح إذا لم تكن هناك مشاكل ونقاط ضعف لدينا هي التي تسمح بتمريرها.

الأحق إذن أن نقول بأن أزمة فيروس كورونا هي أزمة عالمية تهدد الجميع بمن فيهم عائلة روتشيلد اليهودية والتي تتضرر ثروتها مع تعرض البنوك والشركات التي يستثمرون بها أو يملكونها هي الأخرى لركود في المبيعات والعائدات وتراجع للأسهم.

 

حقيقة المؤامرة الأمريكية: سلاح فيروس كورونا لتدمير اقتصاد الصين

نظرية فيروس كورونا سلاح الصين لتدمير اقتصاد أمريكا وشركاتها

السابق
رابط مشاهدة مباراة منتخب قطر ضد الإكوادور كأس العالم على يوتيوب
التالي
تنبؤات الحرب العالمية الثالثة 2025 حسب المخابرات الألمانية