نحن نعيش في عالم يعاني من الأخبار المزيفة والكذب في الصحافة والتغطية الإخبارية، وهي التي تضرب يوميا وكل ساعة وكل دقيقة مصداقية الصحافة الإلكترونية والشبكات الإجتماعية وشبكة الإنترنت برمتها.
كذبة أبريل التي يحتفل بها العالم كل 1 أبريل منذ عقود طويلة، هي مناسبة لتعميق جراح المصداقية والثقة بوسائل الإعلام وتعزز من الأخبار المزيفة.
لا شيء مضحك في ذلك، لأننا نعيش مأساة حقيقة، فمعظم الأخبار والمعلومات التي نستهلكها خصوصا على الشبكات الإجتماعية ومواقع الصحافة الصفراء لا أساس لها من الصحة.
-
الواقع غارق في وحل الأخبار المزيفة
كل يوم يصنع الناس الأكاذيب والشائعات ويرددونها، وأكثرها خطورة هي تلك التي تهدف إلى الإضرار بصورة بلد معين أو حكومته أو معارضته أو شخصية معينة أو دين أو توجه معين سياسي او ديني أو اقتصادي.
كل يوم هناك الكثير من هذه الأكاذيب التي تنتشر على شكل منشورات و تغريدات وأخبار ومقالات ومقاطع فيديو وصوتيات ومحتويات أخرى.
يحدث هذا في كل دول العالم بفضل الشبكات الإجتماعية التي سهلت على الناس التعبير عن آرائهم، لكنها سمحت للمؤثرين والمشاهير التافهين بإيصال أكاذيبهم لأكبر شريحة ممكنة، وللأسف حتى إن توصل الضحايا بأخبار تنفي ذلك يجد المتلقي صعوبة في تصديق الخبر الثاني.
إقرأ أيضا:ما وراء انهيار Priceline مالكة Booking.com ومنافستها TripAdvisor في البورصةفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كانت ولا تزال الأخبار المزيفة محور الصراعات السياسية والإقليمية والخلافات بداخل المجتمعات نفسها.
هناك أكاذيب منتشرة يؤمن بها قطاع عريض من الشعوب منها ما يشوه سمعة الحكومات أو يحملها مسؤولية بعض القضايا التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، وهناك أكاذيب أخرى منتشرة حول المعارضة أو أحزاب معينة أو حتى قوميات وفئات معينة.
هذه الأكاذيب لا تعمل على تقوية الأواصر في المجتمع الواحد وفتح النقاش بين الأطراف المختلفة، بل تزيد من الإحتقان والفرقة والعداوة، وتجعل الطرفين في مواجهة لا تنتهي.
أصبحنا في مجتمعات لا تتعايش مع الإختلاف وتختار تشويه سمعة الآخر عوض التحاور معه، كل طرف يصنع أخبارا مزيفة يحاول فيها تصوير الآخر على أنه وحش وشرير وسيء السمعة وشيطان حقيقي.
تستخدم الأخبار المزيفة أيضا للتلاعب بالرأي العام، من خلال التلاعب بالأرقام والإنجازات والمزايدة والمبالغة في التقدم الذي تم تحقيقه.
-
الشهرة المزيفة
بفضل الأخبار المزيفة تكسب مواقع الصحافة الصفراء زيارات متزايدة والتي تأتي أغلبها من الشبكات الإجتماعية خصوصا فيس بوك.
الآن مع تضيق الخناق على هذه المشكلة تعاني الكثير من المواقع التي اعتمدت الإثارة والعناوين المضللة سياسة لها في النشر.
أصبح لدينا صحفيين وشخصيات مشهورة على هذه المنصة معظم ما ينشرونه ليس سوى الكذب، وقد نجحوا في سرقة الأضواء من المحللين الحقيقيين والمحترفين والأشخاص الذين يقدمون القيمة الحقيقية.
إقرأ أيضا:فيس بوك يريد السيطرة على العالم وليس انقاذه كما يدعي مارك زوكربيرغلكننا لا نلوم فقط هذه المنصات، بل أيضا لوسائل الإعلام التي تعطي لهؤلاء أكثر من قيمتهم وأيضا الجمهور الذي يتابع أخبارهم ويصدق كلامهم.
لدينا الكثير من المشاهير الذين لا يقدمون أي قيمة حقيقية للمجتمع والجمهور، وليس لديهم تأثير أدبي او تقني أو فني أو ثقافي يذكر، هؤلاء هم نتائج صناعة الوهم والتزييف.
-
تعميق جراح الحقيقة
في زمن تعاني فيه الحقيقة والمصداقية، لا يمكن القول أن كذبة أبريل هي مناسبة طريفة وجميلة ويجب أن نتعايش معها.
إقرأ أيضا:4 غايات وراء استحواذ أمازون على الصيدلية الإلكترونية PillPackللأسف هذه المناسبة تجعل الكثير من الناس يصدقون الأخبار المزيفة التي تنشرها الصحافة والشركات والشخصيات العامة خصوصا إن لم يتعمد أيا من هؤلاء توضيح الحقيقة.
الصحفيين من جهة أخرى يصدقون أكاذيب الشركات والشخصيات العامة ويكتبون الأخبار ويحاولون التحليل بناء عليها، وفي النهاية يكتشفون أنهم يضيعون الوقت على نقل أخبار كاذبة.
خلال هذا اليوم يحاول القارئ أن يتجنب تصديق معظم الأخبار التي تنشر، لهذا يلجأ إلى التعليق بالإنكار والحكم على تلك المواد بأنها مزيفة.
نهاية المقال:
نحتفل بكذبة أبريل وكأنه لدينا نقص في الأخبار المزيفة وننسى أن أيامنا كلها كذب ووهم وطمس للحقيقة، آمل أن يتم منع هذه المناسبة ومعاقبة المشاركون فيها من الشخصيات والشركات.