أزمة سناب شات وإمكانية إفلاس منافس فيس بوك
سناب شات الذي يستخدمه أكثر من 9 مليون مستخدم نشيط في السعودية لوحدها، وحوالي 186 مليون مستخدم عالميا، يعد واحدا من أشهر التطبيقات الإجتماعية.
هذا التطبيق ليس أحد تطبيقات فيس بوك ولا تويتر ولا حتى جوجل، إنه تطبيق تملكه شركة سناب، التي طرحت أسهمها في البورصة الأمريكية خلال مارس 2017.
حاولت فيس بوك الإستحواذ عليها بقيمة 3 مليارات دولار عام 2013، ثم قدمت عرضا آخر لها خلال منتصف عام 2016 غير محدد القيمة، وفي كلتا الحالتين فشلت في أن تضيف هذا التطبيق إلى أسطولها من الخدمات والتطبيقات الناجحة.
عندما انضمت الشركة إلى البورصة الأمريكية تم تقييمها على أنها تتمتع بقيمة سوقية تتجاوز 25 مليار دولار، والآن مع انتهاء عام 2018 أصبحت الشركة بقيمة سوقية لا تتجاوز 6.5 مليار دولار، تراجعت قيمة سهم الشركة من 27 دولار إلى 5 دولارات لتفقد بذلك 80 في المئة من قيمتها السوقية.
-
مشاكل سناب شات التي تقف وراء الأزمة الحالية
هناك الكثير من المشاكل التي تقف وراء الأزمة الحالية التي تهدد بقاء هذه الشركة في المنافسة، وفي مقدمتها هو تباطؤ نمو المستخدمين بل تراجع العدد من 188 مليون مستخدم خلال الربع الثاني من 2018 إلى 186 مليون مستخدم خلال الربع الثالث من العام نفسه.
إقرأ أيضا:رابط تحميل تطبيق ليمون 8 وكيف يختلف Lemon8 عن منافسيهوبالمقارنة مع منافسه انستقرام من فيس بوك فأرقامه صغيرة جدا، إذ يتمتع انستقرام بحوالي 1 مليار مستخدم إضافة إلى 400 مليون مستخدم لميزة القصص.
المنافسة القوية اليوم في قطاع التواصل الإجتماعية والدردشة والمشاكل التنظيمية المتعلقة بالتدخل في الإنتخابات وخطاب الكراهية والأخبار المزيفة كلها تحديات خارجية تواجه سناب شات.
من جهة أخرى فقدت الشركة كل من المدير المالي، ونائب الرئيس للمنتجات، ونائب الرئيس للمبيعات، ونائب الرئيس للهندسة، بالإضافة إلى المستشار القانوني، ومؤخرًا الرئيس الأمني “عمران خان” والذي كان يعد الرجل الثاني بعد المؤسس والرئيس التنفيذي، وهذا يعني أنها خسرت أسماء قوية وشخصيات مهمة تتمتع بحكمة كبيرة.
ولا ننسى بالطبع التصميم الجديد للتطبيق والذي تم إطلاقه بداية عام 2018، حيث وقع أكثر من مليون مستخدم عريضة تطالب سناب شات بالتراجع عن ذلك التصميم، ولم تستجب الشركة للمطالب.
كل هذه المشاكل نتج عنها للأسف حالة مزرية على مستوى العائدات والنمو، هذا الأخير يعد عاملا مهما للغاية بالنسبة لشركات الشبكات الإجماعية التي تعول عليه للوصول إلى أرقام كبيرة تم تنتقل في وقت لاحق إلى الربحية.
-
الحلول محدودة جدا
في هذه الحالة الحلول محدودة جدا، تحتاج الشركة إلى طرح تصميم جديد لتطبيقاتها والتعلم في هذه الحالة من فيس بوك التي تستخدم لغة تصميم مبسطة لتطبيقاتها وخدماتها تزيد من تعلق المستخدمين بها.
إقرأ أيضا:بينج المستفيد الأكبر من إزالة جوجل ميزة عرض الصورمن الجيد أن سناب شات لا تتعرض كثيرا للإنتقادات بخصوص المحتويات التي يتبادلها المستخدمين على منصتها خصوصا وأنها لا تركز كثيرا على المواضيع السياسية وتعد الدردشة والترفيه والموضة من أهم المواضيع الشائعة على المنصة.
تحتاج الشركة إلى كسب المزيد من المستخدمين والرفع من النمو بالتركيز على تقديم مميزات جديدة والتسويق، وبالطبع يمكنها أن تستفيد من خبرات بعض العاملين سابقا لدى فيس بوك ومنافساتها الأخرى.
توسع الشركة إلى مجال صناعة الأجهزة قد يساعدها نظريا لكن صناعة الهاردوير أثبت أنه مجال من الصعب تحقيق الأرباح فيه هذه الأيام.
تحتاج الشركة إلى التركيز على الأسواق الناشئة او الفقيرة كما تسميها مثل الهند وجنوب أوروبا وأفريقيا، إذ أن وجودها في هذه الأسواق منعدم إلى قليل جدا، ولفعل ذلك يجب أن تجعل تطبيقها متوافقا مع الهواتف الضعيفة إضافة إلى إتصال الإنترنت المتواضع.
الخيارات قليلة ومحودة جدا ولن تأتي بنتائج فورية للأسف، لكن من الأفضل العمل عليها من الآن عوض تضييع المزيد من الوقت على انتظار حدوث تغييرات في المنافسة لصالحها.
-
إمكانية افلاس أو اختفاء سناب شات
انخفضت السيولة المالية لدى الشركة إلى 350 مليون دولار بنسبة 11 في المئة، ومع تراجع الأسهم تحتاج الشركة إلى سيولة نقذية لتمويل عملياتها.
إقرأ أيضا:دور يوتيوب و فيس بوك في نشر نظرية الأرض المسطحةمن الحلول المتاحة أمام الشركة هي اعادة طرح أسهمها في البورصة خلال الأشهر المقبلة لجمع التمويل، ويمكنها البحث أيضا عن شركات استثمارية واقناعها بالإستثمار بها.
سقوط سناب شات يفتح المجال أمام جوجل للإستحواذ عليها، عملاقة البحث الأمريكية عرضت عليها 30 مليار دولار خلال 2017 للإستحواذ عليها والآن السعر المرتقب سيكون أقل بكثير.
يمكن أن تستحوذ على الشركة احدى الشركات العملاقة، وقد يختفي التطبيق بشكله الحالي أو تستفيد من الصفقة إحدى الشركات التي ستحصل على تقنياتها وتستخدمها في خدماتها وليس بالضرورة في المنافسة بالتطبيق.
نهاية المقال:
وضحنا أسباب خسارة سناب شات 80 في المئة من قيمتها السوقية والخيارات المحدودة التي لديها ومشكلة السيولة وإمكانية الإفلاس أو الإستحواذ عليها من شركة أخرى مثل جوجل.