أعلنت كارفور إغلاق فروعها في الأردن وسط انخفاض كبير في المبيعات، وهذا انسحاب للعلامة التجارية الفرنسية الموجودة في الأردن منذ 2006.
بعض وسائل الإعلام خصوصا العربي والمحسوبة أيضا على اليسار العالمي احتفت بذلك واعتبرته انتصارا لحملات المقاطعة النشيطة في السوق الأردنية.
عدد فروع كارفور في الأردن
افتتحت سلسلة “كارفور” أول فروعها في الأردن عام 2006، إلى أن وصلت 51 فرعا في مختلف المحافظات، ولدى شركة الفطيم الإماراتية الترخيص لإدارة العلامة التجارية الفرنسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
العقد بين الشركة الإماراتية والعلامة التجارية باستغلال الاسم التجاري بالشرق الاوسط بدأ تنفيذه 2013 وينتهي عام 2025.
ويحق للشركة الإماراتية أو حتى نظيرتها الفرنسية أن لا تجددا الاتفاق وتحصل شركة أخرى على الحق لإدارة المتاجر في هذه الدول.
ومن المقرر إعادة تسمية المتاجر باسم “هايبر ماكس” كجزء من التحول الاستراتيجي كما أعلنت الشركة الإماراتية التي تؤكد انه لا علاقة لها بكارفور.
عدد موظفي كارفور في الأردن
يقدر عدد الموظفين الذين يعملون في المتاجر التي تحمل اسم العلامة التجارية الفرنسية كارفور، بأكثر من 2500 موظفا، وكانت الشركة توظف 2100 موظفا عندما كان لديها 40 فرعا.
توسعت المتاجر بشكل متسارع في السنوات الماضية وخلال سبتمبر 2023 افتتحت 4 متاجر لها في المملكة الأردنية وكان هناك تفاؤل بمستقبلها.
إقرأ أيضا:نوايا صندوق النقد الدولي الحقيقية وهل هو يدمر اقتصادات الدول؟بعض التقارير غير الموثوقة تؤكد أن كارفور توظف حوالي 5000 موظف في عملياتها في الأردن لكن هذا الرقم مبالغ فيه بالنسبة لنا.
اغلاق متاجر كارفور وتسريح الموظفين يعني أن 2500 عائلة على الأقل ستتضرر خصوصا وأن الأردن من الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة واقتصادها يعاني بسبب حرب غزة.
لماذا اغلاق متاجر كارفور عادة؟
هذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها العلامات التجارية الكبرى عشرات وحتى مئات المتاجر الخاصة بها، إذ في النهاية تبحث عن تحقيق الأرباح وتقليل التكاليف.
مثلا واجهت كارفور تحديات كبيرة في الصين، مما أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر، اعتبارًا من عام 2023، سيبقى 41 متجرًا فقط عاملاً بعد أن أغلقت الشركة 106 متجرًا خلال ستة أشهر بسبب تراجع الأداء والصعوبات التشغيلية وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
بعد دخول قصير إلى السوق الروسية في عام 2009، انسحبت كارفور بعد شهر واحد فقط بسبب ضعف الأداء وظروف السوق.
انسحبت العلامة التجارية الفرنسية من أسواق عديدة أخرى مثل المكسيك حيث باعت فيها متاجرها إلى Chedraui، والبرتغال حيث باعت فيها متاجرها للعلامة Sonae.
فشل متاجر كارفور في الأردن
تعاني متاجر كارفور في الأردن منذ بداية الحرب على غزة من تراجع المبيعات والإقبال على المتاجر وذلك بسبب حملات المقاطعة.
إقرأ أيضا:ما هو تأثير سعر الفائدة الأمريكية على الذهب بالتفصيل؟تعد المملكة الأردنية مرتبطة أكثر بالقضية الفلسطينية وذلك لوجود 2.1 مليون فلسطيني مقيم أغلبهم يتمتعون بحق المواطنة الأردنية الكاملة.
الشعبوية اليسارية والإسلامية تزدهر في المملكة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والتي تسببت فيها حماس بسبب هجومها في السابع من أكتوبر 2023.
من جهة أخرى يعاني المواطن الأردني في العامين الأخيرين بسبب ارتفاع التضخم والأسعار وتراجع الدخل الحقيقي، وهناك غضب شعبي أدى مجددا إلى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكومة.
ويعاني الأردن من ديون تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، ووصلت نسبة البطالة فيه إلى 21 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي وقد تضرر القطاع السياحي بسبب الحرب في الشرق الأوسط.
هايبر ماكس العلامة التجارية الجديدة
قررت مجموعة ماجد الفطيم مشغل متاجر كارفور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اغلاق متاجر كارفور في الأردن بسبب انهيار مبيعاتها.
بدلا من ذلك ستطلق علامة تجارية جديدة سيتم افتتاحها يوم 5 نوفمبر 2024، ستأخذ مكان المتاجر القديمة مع تقليص عدد منها ببيعها لعلامات تجارية أخرى منافسة.
إعادة تسمية علامتها التجارية إلى “هايبر ماكس” بسبب انخفاض كبير في المبيعات المنسوب إلى حملات المقاطعة المستمرة والحساسية من المنتجات الفرنسية.
وبحسب ما ورد أدت هذه الحملات إلى انخفاض المبيعات بأكثر من 75٪ منذ أكتوبر 2023، مما دفع كارفور إلى إعادة النظر في وجودها في السوق.
إقرأ أيضا:نوايا صندوق النقد الدولي الحقيقية وهل هو يدمر اقتصادات الدول؟وفقًا لتقارير محلية، فإن مجموعة الفطيم اختارت هذا التغيير بعد قرار إنهاء عقد استخدام علامة كارفور في الأردن قبل موعده الرسمي بعام
من المرتقب بعد افتتاح المتاجر الجديدة أن تتضح الرؤية ونتأكد إن كانت هناك علاقة للعلامة التجارية الجديدة مع كارفور أم أنها شركة محلية بتمويل اماراتي.
كيف ينعكس اغلاق متاجر كارفور على صورة الأردن؟
توظف كارفور الأردن ما يقرب من 2100 موظف في فروعها المختلفة في البلاد، تدعم هذه القوة العاملة عمليات متاجرها، والتي تشمل المتاجر الكبرى والسوبر ماركت التي تديرها ماجد الفطيم، مشغل كارفور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بلا شك فإن انسحاب العلامة التجارية من السوق الأردنية يترك فراغا للعلامات التجارية المحلية المتنافسة، لكن من المعلوم أن قلة المنافسة في السوق لا تصب في صالح المستهلك.
العلامات التجارية الأجنبية ضرورية لتعزيز المنافسة وتقديم خيارات كثيرة للمستهلك النهائي وعروض أفضل، لكن في حال انسحاب كارفور ومن ثم شركات أخرى منافسة في مجالات أخرى لن يكون لهذا تأثر جيدا على السوق الأردنية.
من جهة أخرى قد تؤدي حملات المقاطعة أيضا إلى إبعاد الشركات الأجنبية التي تفكر في الإستثمار بالأردن والدول المشابهة التي تشهد مناخ أعمال غير مواتي.