منذ الأيام الأولى لحرب غزة أبلغت سوريا جارتها إسرائيل عبر الإمارات أنها لن تتدخل في الحرب، وأن الدولة السورية لن تدافع عن حماس الإخوانية التي شاركت في الحرب الأهلية السورية.
وهذا موقف متوقع من دمشق التي عانت من الدور الفلسطيني في اضطرابات دمشق خصوصا في مخيم اليرموك الفلسطيني، الذي تحول إلى مركز لتهديد قبضة الدولة على دمشق.
ما دور حركة حماس في الحرب الأهلية السورية؟
قبل اندلاع الحرب الأهلية، كانت حماس تتمتع بعلاقات قوية مع النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، كانت سوريا تستضيف قيادة حماس في دمشق وتقدم الدعم السياسي والمادي للحركة.
مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد وتحولها إلى صراع مسلح، وجدت حماس نفسها في موقف حرج، الحركة، التي تنتمي إلى تيار الإخوان المسلمين، واجهت ضغوطًا من قواعدها الشعبية التي كانت تؤيد الثورة ضد نظام الأسد، الذي كان يقمع الاحتجاجات بوحشية.
في عام 2012، قررت قيادة حماس مغادرة دمشق والابتعاد عن النظام السوري، هذا القرار كان بمثابة نقطة تحول مهمة، حيث اعتبرته دمشق خيانة، وانتقلت قيادة الحركة إلى قطر والدول الأخرى التي دعمت الثورة السورية.
انسحاب حماس من سوريا أدى إلى فقدان الحركة لأحد أهم حلفائها في المنطقة، كما واجهت الحركة ضغوطًا من إيران وحزب الله، اللذان كانا يدعمان النظام السوري بشكل كبير.
إقرأ أيضا:حذار من معاداة السامية وأنت مهاجر أو لاجئ في دول الغربمن جهة أخرى تورط الكثير من الفلسطينيين في مخيم اليرموك والمسلحين في الحرب الأهلية حيث شنوا هجوما على القوات السورية ما اضطر الجيش السوري إلى محاصرة المخيم لعدة أشهر وسقوط عشرات القتلى وقد عان اللاجئين من الجوع وتدهور خدمات الصحة والصرف الصحي.
صلح حماس مع دمشق دون العودة إلى ما قبل الخلاف
في السنوات الأخيرة وبعد أن تبين أن الإخوان المسلمون وبقية الإسلاميون قد فشلوا في الإطاحة بالنظام السوري، راجعت حركة حماس حساباتها وطلبت الصلح من النظام السوري.
وبالطبع قبلت دمشق بالصلح وهي العملية التي شارك في وساطتها كل من ايران وحزب الله اللبناني، وبناء عليه ارادت الحركة الفلسطينية العودة إلى محور المقاومة أو الممانعة كما يسميه أنصاره.
إلا أن العلاقات بين الطرفين ظلت باردة، ولم يستجب النظام السوري لخطاب الود الذي حاولت بعض القيادات في حماس أن تسوقه في خرجات إعلامية عديدة.
في أغسطس 2023، تحدث الرئيس بشار الأسد لقناة سكاي نيوز عن غدر حماس ومشاركتها السلبية في الحرب الأهلية السورية، وأكد أن العلاقات مع حماس لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق.
دور سوريا في حرب غزة 2023-2024
منذ أن بدأت حرب غزة التي أشعلتها حركة حماس التي شنت هجوما مباغتا على إسرائيل، اتجهت الأنظار إلى سوريا، حيث كان من المفترض أن تكون جبهة مشتعلة وداعمة للفلسطينيين.
إقرأ أيضا:حرائق الغابات المتزايدة عالميا ونظرية المؤامرةإلا أن سوريا ظلت صامتة مكتفية بموقف مشابه لكل من مصر والأردن والدول العربية، مع تصريحات متشددة ضد إسرائيل التي تقصف من وقت لآخر الميليشيات الإيرانية في سوريا.
وكانت إسرائيل قد أرسلت رسالة إلى الرئيس السوري عبر الإمارات، هددت فيه رأس النظام السوري بالموت في حال تدخل في هذه الحرب أو تعاون لضرب الدولة العبرية.
ضغط آخر جاء من روسيا التي تفضل أن لا يتدخل النظام السوري في هذه الحرب ويترك إسرائيل تصفي القيادات الإيرانية على أراضيها.
إقرأ أيضا:فرنسا تعترف بمغربية الصحراء والجزائر تسحب سفيرها من باريسويعد الموقف السوري من الحرب في غزة مخيبا للحاضنة الشعبية وكذلك أيضا لما يسمى محور المقاومة والممانعة في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى هناك محادثات أمريكية سورية سرية حول ما بعد الحرب الأهلية وعودة سوريا إلى المجتمع الدولي ورفع العقوبات الأمريكية والأممية عليه وربما مقابل الإبتعاد عن ايران والتقارب مع الخليج في صفقة لا تزال تطبخ على نار هادئة.
إقرأ أيضا:
لماذا انقلب ياسر الحزيمي على الإخوان وحركة حماس؟
روسيا تؤيد الضربات الإسرائيلية على سوريا لطرد ايران
بعد مجزرة النصيرات تأكدت أكثر أن حركة حماس خبيثة
جورج سوروس: عدو إسرائيل وداعم فلسطين المعترف بحماس
دور حماس والحوثيين في انهيار الجنيه المصري بالسوق السوداء
حماس تعطل الممر الإقتصادي الهندي لصالح ايران وروسيا
لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟