لقد أثارت الإنفجارات الأخيرة لأجهزة البيجر التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان مخاوف وتكهنات كبيرة بشأن طريقة التفجير.
ففي 17 سبتمبر قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب ما يقرب من 2750 آخرين عندما انفجرت هذه الأجهزة المحمولة في وقت واحد عبر مواقع مختلفة في لبنان وأجزاء من سوريا.
وقد نُسبت هذه الحادثة إلى هجوم متطور، من المرجح أن يكون من تدبير المخابرات الإسرائيلية، استهدف معدات الاتصالات التابعة لحزب الله.
ما نوع أجهزة البيجر؟
يُعتقد أن أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله هي أجهزة ثنائية الاتجاه، مما يسمح بإرسال واستقبال الرسائل.
هذه القدرة ضرورية للاتصالات العملياتية داخل المجموعة، وخاصة في المواقف الحساسة حيث يكون الاتصال الآمن أمرًا بالغ الأهمية.
تم تصميم أجهزة النداء لاستقبال الرسائل عبر الترددات الراديوية من محطة أساسية أو مركز إرسال مركزي.
ويمكنها عرض رسائل رقمية أو أبجدية رقمية، لتنبيه المستخدمين إلى الاتصالات الواردة من خلال النغمات أو الاهتزازات، مما يجعلها مفيدة في البيئات التي يكون فيها الصمت ضروريًا.
عادة أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله وغيره هي من شركات أمريكية مثل موتورولا الأمريكية التي تعد رائدة في مجال منتجات وخدمات الاتصالات.
آلية تفجير أجهزة البيجر عن بعد
يقترح الخبراء أن أجهزة البيجر ربما تم تفجيرها عن بعد، مما قد يؤدي إلى تضمين متفجرات داخل الأجهزة.
إقرأ أيضا:لماذا يرفض جون سينا إنجاب الأطفال؟وهذا من شأنه أن يسمح بالتفجير عن بعد عندما يتم إرسال إشارة محددة إلى جهاز البيجر، وتتطلب مثل هذه الطريقة تخطيطًا وتنسيقًا متقدمين، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التعقيد في العملية.
وفي حين تكهن البعض بأن الانفجارات قد تكون بسبب ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم الموجودة عادةً في أجهزة النداء، رفض خبراء الأمن السيبراني هذه النظرية إلى حد كبير، بحجة أن حجم وطبيعة الانفجارات لا يتوافقان مع أعطال البطاريات وحدها.
وبدلاً من ذلك، أشاروا إلى احتمال حدوث خرق أمني حيث تم دمج المتفجرات عمدًا في الأجهزة أثناء التصنيع أو التوزيع.
وصف مسؤولون في حزب الله الحادث بأنه أحد أهم الخروقات الأمنية التي واجهوها في الآونة الأخيرة.
وتعهدت المجموعة بالتحقيق في الظروف المحيطة بالانفجارات وأدانت ما تعتبره عملاً عدوانيًا من جانب إسرائيل.
ولم تتسبب الانفجارات في إصابات جسدية فحسب، بل أثارت أيضًا مخاوف بشأن الأمن التشغيلي لحزب الله واعتماده على التكنولوجيا التي يمكن المساس بها.
باختصار، في حين لا تزال الطريقة الدقيقة لكيفية تفجير أجهزة البيجر هذه قيد التحقيق، فإن النظرية السائدة تشير إلى عمل متعمد يتضمن تلاعبًا متعمدًا وليس مجرد عطل فني بسيط.
يقال أن المخابرات الإسرائيلية لديها أساليب متطورة يمكن أن تستهدف من خلالها هذه الأجهزة وتقتل أو تصيب أعدائها في المنطقة ويمكنها أن تستخدم الأقمار الصناعية الخاصة بها.
إقرأ أيضا:كيف يمكن منع الهجرة الى سبتة ومليلية؟شحنة مفخخة من أجهزة البيجر؟
حصل حزب الله على أجهزة البيجر التي انفجرت مؤخرا من خلال شحنة جديدة، يقال إنها تتألف من حوالي 1000 جهاز على الأقل.
وقد جلب حزب الله هذه الأجهزة في الأشهر الأخيرة وكان من المفترض أن يستخدمها عناصره كوسيلة اتصال آمنة، خاصة بعد أن نصحت المجموعة سابقًا بعدم استخدام الهواتف الذكية بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بالمراقبة الإسرائيلية.
ويعتقد أن أجهزة النداء قد تم اختراقها قبل توزيعها على أعضاء حزب الله، ويشير المحللون إلى أن المخابرات الإسرائيلية ربما تسللت إلى سلسلة التوريد، ودسّت متفجرات داخل الأجهزة أثناء التصنيع أو التوزيع.
وقد سمحت هذه العملية المعقدة بالتفجير عن بعد، مما أدى إلى الانفجارات المتزامنة التي وقعت في 17 سبتمبر 2024.
باختصار، في حين أن الطريقة الدقيقة لكيفية تفجير أجهزة النداء هذه لا تزال قيد التحقيق، فإن النظرية السائدة تشير إلى عمل متعمد ينطوي على تلاعب متعمد وليس مجرد عطل فني بسيط.
إقرأ أيضا:القرآن الكريم وخرافة تحريف التوراة والإنجيلويؤكد هذا الحادث على التوترات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، ويسلط الضوء على تعقيدات الحرب الحديثة حيث تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في كل من الاتصالات والاستراتيجيات القتالية.
إقرأ أيضا:
ما هو جهاز البيجر الذي انفجر في 3000 من مقاتلي حزب الله؟
المساعدات الامريكية لإسرائيل ومصر منذ الحرب العالمية الثانية
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله
مميزات الشعاع الحديدي الإسرائيلي ومقارنة مع القبة الحديدية
اغتيال إسماعيل هنية: نهاية حماس وشيكة؟ كيف يستفيد نتنياهو؟
مميزات قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 وأهميته لمخابرات المغرب
كل ما نعرفه عن انسحاب شركات التكنولوجيا من إسرائيل