تسببت حركة حماس في حرب غزة هذه المرة واندفاع إسرائيل للقضاء عليها بشكل نهائي، ما رفع من مستوى خطاب الكراهية وأعادت التشدد الديني إلى الواجهة.
وتسعى المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة إلى القضاء على التشدد الديني الذي كانت منبعه في العقود الماضية، وتسعى من خلال رؤية 2030 إلى احداث تنمية اقتصادية ليست فقط للمملكة ولكن أيضا لدول الشرق الأوسط.
مثل الإمارات العربية المتحدة، لدى الرياض رؤية واضحة ومشروع قوي يصب في صالح الشعوب بالمنطقة من خلال انهاء الخطاب الديني الذي ساهم في الحروب الطائفية والإستقطاب والفوضى، وأيضا التحرر من الخطاب الشعبوي اليساري الثوري الموجود على الساحة.
ويعد السلام العربي الإسرائيلي وكذلك السلام العربي الإيراني حجرين مهمين في المشروع السعودي، لكن حرب غزة تهدد السلام في الشرق الأوسط برمته.
لم توجه السعودية انتقادات لحركة حماس بشكل صريح وذلك لمجاراة الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي المتعاطف مع قطاع غزة والحركة الفلسطينية، لكن في الواقع الرياض مثل أبوظبي وعدد من العواصم العربية الأخرى ضد هجوم 7 أكتوبر وما تبعه من تداعيات.
منذ تداول صور ومقاطع الهجوم الذي شنته حماس ارتفع الخطاب الديني المتشدد الذي يبث العداوة بين المسلمين واليهود، ومع قيام إسرائيل باجتياح القطاع وارتكاب المجازر وجد الخطاب الديني المتشدد أرضا خصبة للإنتشار مجددا.
إقرأ أيضا:لا أحد يعلم ماذا يحدث بعد الموتبالنسبة لإيران هذه فرصتها لنشر المذهب الشيعي والتسويق لنفسها على أنها الدولة الإسلامية الحقيقية المقاومة لإسرائيل والغرب واستقطاب المزيد من الشباب، وهي تستثمر هجمات اليمن ضد إسرائيل وكذلك المواجهات العسكرية المحدودة بين حزب الله والدولة العبرية لصالح مشروعها المذهبي.
من جهة أخرى عادت جماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة حيث تعد حماس الذراع العسكري لها في فلسطين، وهو تيار يسوق للحرب على أنها أكبر دليل بأن الإخوان على حق والحكومات العربية مرتدة وكافرة وخائنة.
اليساريين الذين يواجهون الحكومات ويريدون الثورات وجدوا في حرب غزة فرصة لهم للمتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الحزبية والضرب في شرعبة الأنظمة السائدة حاليا في دول الشرق الأوسط.
كلما استمرت الحرب في غزة تزايد التشدد الديني في ارتفاع وكذلك الخطابات التي تجيش الشعوب ضد حكوماتهم، وهو ما قد يمهد للفوضى والثورات في عدد من الدول العربية.
لقد انطلقت الحرب التي خططت لها حماس لفترة طويلة من الزمن، مع أعمال وحشية ضد المدنيين الإسرائيليين تهدف إلى إثارة قتال حتى الموت بين إسرائيل وغزة التي تسيطر عليها حماس، وقد نجح الهجوم في اشعال حرب وحشية دمرت القطاع وشردت شعبه.
وبالعودة إلى ميثاق حماس لعام 1988 نجد بعض البنود المثيرة للجدل والتي تكشف رؤية هذه الحركة الفلسطينية التي ترفض السلام ومنها «يوم يغتصب الأعداء جزءًا من أرض المسلمين، يصبح الجهاد فريضة عينية على كل مسلم. “وأمام اغتصاب اليهود لا بد من رفع راية الجهاد.” (المادة 15)
إقرأ أيضا:ولادتنا سبب المعاناة لذا من الأفضل لو لم نولد أبداولعل أبرزها رفض التسوية السلمية عن طريق التفاوض: “إن المبادرات وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية تتعارض مع مبادئ حركة المقاومة الإسلامية… تلك المؤتمرات ليست أكثر من وسيلة لتعيين الكفار محكمين في الأرض… إن المبادرات والمقترحات والمؤتمرات الدولية ما هي إلا مضيعة للوقت وعبث لا طائل منه.” (المادة 13)
ومن المعلوم أن هذا الخطاب عفى عنه الزمان ويريد دعاة السلام في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، اللجوء إلى المفاوضات وتبني حل الدولتين، لكن على مر التاريخ ضيع الطرفين فرص تحقيق السلام وظل هذا الصراع مستمرا.
إقرأ أيضا:فرصة بولندا لتحرير كالينينغراد من الاحتلال الروسيلكن الخطاب الذي تروج له حماس وتنشره قطر عبر وسائل اعلامها هو السائد على المستوى الشعبي، ويردده رجال الدين في الدول التي تتمتع بحرية تعبير أفضل مثل المغرب والأردن ولهذا يخشى كثيرون أن يعود التشدد الديني بقوة كما حدث بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
إقرأ أيضا:
الرابحون والخاسرون من هجمات البحر الأحمر
ارتفاع أسهم شركة الشحن الإسرائيلية ZIM بفضل هجمات الحوثيين
كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الإصطناعي في حرب غزة؟
لا يمكن القضاء على اليهود واسأل الفراعنة والبابليين والروم والنازية
غزة ستصبح جزءا من إسرائيل ولن تكون هناك فلسطين
لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟