يمكن لتطبيقات الدردشة أن تكسب المال بدون الإعتماد على الإعلانات
لا غبار على أن تطبيقات الدردشة و منصات التواصل عبر الإنترنت أصبحت وجهة مفضلة لكل المتصلين للبقاء على تواصل مع العائلة و الأصدقاء و المعارف و حتى زملاء العمل و المدير نفسه، و قد خرجت هذه التطبيقات عن المفهوم التقليدي للتواصل الإلكتروني و المحصور في المنتديات و المجموعات و غرف الدردشة لتصبح بديلا للخلوي و الجوال.
و نتحدث عن واتساب و فيس بوك مسنجر و تيليجرام مع فايبر و سكايب و WeChat و القائمة تطول لتشمل أسماء معروفة جدا و أخرى صاعدة و تنموا بسرعة.
و من المعلوم أن خلف هذه التطبيقات شركات تجارية، تبحث عن ايرادات لتشغيل خدماتها و تحسين مواردها و تحقيق الأرباح و من حقها بالطبع ذلك، لكن كيف؟
واتساب إختار منذ البداية فرض رسوم سنوية لا تتعدى دولار للمشترك و هي رمزية لكنها تعني الكثير للخدمة إذ هذا ما يمنعها من عرض الإعلانات للمستخدمين، و يؤكد فريق التطوير في إحدى التدوينات على مدونة الشركة أنهم اتفقوا منذ البداية أنه مهما حدث لن يقدموا على عرض الإعلانات للمستخدمين، و ذلك تجنبا لإزعاجهم و لأن المستخدم ليس سلعة بالنسبة لهم.
و حسب تقرير سابق فإن التطبيق يحقق حوالي 54 مليون دولار شهريا و مقارنة بمنافسه الصيني WeChat الذي يتمتع بحوالي 700 مليون مستخدم الآن فهو يجني سنويا 4 مليارات و 200 مليون دولار، و النتيجة تؤكد أن واتساب لا يبلي جيدا على مستوى الإيرادات و الأرباح و هو الذي كلف فيس بوك حوالي 21 مليار دولار للإستحواذ عليه.
إقرأ أيضا:لماذا مقالات الأخبار أفضل من المحتوى الإخباري بالفيديو للقراء؟الإعلانات تبدو الحل في نظر الكثير من المراقبين، لكن في ذات الوقت تتجنب الشركات التي تقف خلف هذه التطبيقات الإعتماد على هذا النموذج الربحي، خوفا من أن يكون لها أثر عكسي و تدمر من نموها.
في المقابل، نرى أن مايكروسوفت صاحبة سكايب تظهر الإعلانات على التطبيق و هي التي تملك نسخة موجهة لقطاع الأعمال تعود عليها بالمزيد من الإيرادات، كما أن WeChat الذي يقترب من تجاوز واتساب و يسير خلف فيس بوك مسنجر بفرق قليل هو الآخر يبيع الإعلانات و يعرضها للمستخدمين و هذا هو السر خلف الإيرادات العملاقة التي يحققها سنويا.
بدون الإعلانات يمكن فعلا لتطبيقات الدردشة و التواصل السريع تحقيق ايرادات أكبر، و هو ما يتجه إليه فيس بوك مسنجر و واتساب و يبدو أن مارك زوكربيرغ قد تعلم جيدا من WeChat و بالطبع التطبيقات المنافسة الأخرى ستسعى للسير على نفس النهج كي لا تضطر لبيع الإعلانات.
و من الواضح أن واتساب مصر على أن لا يبيع الإعلانات فيما مسنجر لا يعرضها للمستخدمين غير أنه من غير المستبعد أن تشق طريقها إليه مستقبلا.
و بعيدا عن تجارة الإعلانات التي تعد بمثابة أوكسجين خدمات الإنترنت بدءا من محرك بحث جوجل و منافسيه إلى المجلات و المدونات و المنتديات و الشبكات الإجتماعية و عدد من تطبيقات الدردشة، نؤكد أنه يمكن لكل من واتساب و فيس بوك مسنجر و حتى منافسيه الآخرين تجاهل هذه التجارة و الإعتماد على بدائل مربحة و هو ما بدأنا نراه مؤخرا.
إقرأ أيضا:الإتصالات العربية عليها التعلم من Verizon لتجاوز خطورة تطبيقات الدردشة
- العمولة من حجز سيارات الكراء من Uber
عقد فيس بوك مؤخرا إتفاقا مع شركة Uber Technologies التي توفر خدمات كراء السيارات و لديها تطبيقات مشهورة و تتوسع بشكل سريع في العالم، حيث سيوفر مسنجر إمكانية حجز سيارة الأجرة من داخل التطبيق و مقابل كل حجز يأتي لخدمة Uber ستتقاضى عليه فيس بوك عمولة.
إنها فكرة ممتازة و هي ميزة ذات فعالية و يمكنها أن تفيد الملايين من الناس حول العالم، و بالطبع لا أستبعد مستقبلا أن نراها أيضا كميزة على واتساب و تزيد من مدخوله أيضا.
بالطبع هناك منافسين لخدمة Uber سيسعون هم أيضا للتعاقد مع تطبيقات دردشة منافسة، ستوفر لهذه الأخيرة ميزة الحجز و أيضا العمولة على كل عميل يقوم بالحجز.
- العمولة من حجز غرف الفنادق و رحلات الطيران
تطور فيس بوك مساعدها الشخصي M و الذي سيتم دمجه مع فيس بوك مسنجر بشكل كامل، و هذا لمساعدة المستخدمين على استخدامه في حجز غرف الفنادق و رحلات الطيران و العمليات الأخرى التي هم بحاجة إليها عند السفر.
و بالطبع الخدمات التي توفر الحجز و التي تظهر في نتائج بحث المساعد الشخصي ستمنح لفيس بوك عمولة على كل عملية حجز أو شراء تتم عن طريقه.
إقرأ أيضا:قناة PewDiePie تكتب أولى سطور ما بعد عصر يوتيوب
- الملصقات المدفوعة
منذ 6 سنوات و الملصقات متاحة على تطبيق فيس بوك مسنجر و قد قررت الشركة الأمريكية اضافة الملصقات المدفوعة و البدء في العمل على تعميمها على كل مستخدمي التطبيق الذين يصل عددهم إلى 800 مليون مستخدم الآن.
و في الحقيقة هذه النوعية من الملصقات التي تعبر عن مزاج و مشاعر المستخدمين و التي يتراوح سعرها ما بين 0.99 دولار و 1.99 دولار أمريكي هي رائجة على تطبيقات مثل KakaoTalk و BBM و Line و أيضا WeChat، و تشكل مصدرا مهما للدخل بالنسبة لها.
- الهدايا و المشتريات
لن تتوقف المعاملات التجارية على تطبيقات الدردشة عند حد حجز سيارة الأجرة أو فندق أو رحلة طيران و ما شابه ذلك، بل أيضا ستشمل بقية المعاملات التجارية بما فيها حجز طلبية في مطعم أو أكل سريع و أيضا المدفوعات الشهرية بما فيها فواتير الكهرباء و الماء و الانترنت.
و يمكنك شراء منتج على السريع و من داخل التطبيق لأحدهم كهدية و أيضا تحويل الأموال، و بالطبع كل هذه العمليات تأخد عليها تطبيقات الدردشة عمولة خاصة بها.
- مكالمات الجوال المدفوعة
لن تتوقف المنافسة مع شركات الإتصالات في تقديم خدمات المراسلة السريعة النصية و الصوتية VoIP و المرئية فقط بل أيضا تتجه لإطلاق ميزة مكالمات الجوال المدفوعة و التي يمكنك عقدها اعتمادا على رقم الجوال الخاص بك و باتجاه رقم الجوال الخاص بصديق لك.
و أول من أقدم على طرح هذه الميزة هو WeChat و تدعى WeChat Out و هي متوفرة في الصين و الهند و الولايات المتحدة الأمريكية و تقدم 100 دقيقة من المكالمات بسعر 0.99 سنت فقط.
و ستشكل مصدر دخل إضافي لهذا التطبيق الصيني الذي يعد مطوروه متفوقون على مستوى ابتكار المزايا التي تجعلهم يقدمون خدمات اضافية للمستخدمين و تحقق لهم المزيد من الربحية.
يمكن لتطبيقات الدردشة أن لا تعرض الإعلانات و بنفس الوقت أن تكسب المال جيدا، و رغم أن WeChat يعتمد عليها إلا أنه ابتكر العديد من الطرق و المزايا التي تجعله يكسب أضعاف ما يحققه واتساب و تطبيقات الدردشة الأخرى، لهذا قرر فيس بوك هذا العام أن يدخل تلك المزايا على مسنجر و ستشق طريقها أيضا في المستقبل إلى واتساب و بقية تطبيقات الدردشة.