مهما علت اسبانيا من السياج الحدودي مع مدينة سبتة ومليلية، لن تمنع من تدفق المهاجرين المغاربة والأفارقة على المدينتين التابعتين لها.
يختصر للأسف آلاف الشباب في المغرب وأفريقيا ودول العالم الثالث الحياة الأفضل في الهجرة إلى أوروبا ودول الغرب، التي توفر فرص عمل برواتب أعلى إضافة إلى التأمين الصحي والتقاعد والتعويض والسكن الجيد وخدمات صحية.
تلك أوروبا ودول الغرب التي اختارت العلمانية والليبرالية بتطبيقاتها الجيدة ومنها الحرية السياسية والفردية وحقوق الإنسان، وبالرغم من كل عيوبها تظل أفضل من الدول التي تخشى تلك القيم وترفضها.
وبينما يبذل المغرب جهودا ضخمة وحقق إنجازات كبرى وهائلة في عهد الملك محمد السادس، وتحولت المملكة إلى دولة صاعدة على المستوى الصناعي والفلاحي والسياحي، إلا أن هناك المزيد مما هو مطلوب ولم يتم تنفيذه حتى الآن.
من جهة أخرى هناك ثقافة سلبية منتشرة بين الشباب عززها الفكرين اليساري والإسلامي، وهي أن الدولة هي التي يجب أن توفر كل شيء للإنسان، وهو فكر يعزز التواكل والاستسلام والكسل.
وبينما من واجب المملكة شن حربا أكبر على الفساد المالي لحماية أموال دافعي الضرائب واستثمارها في المشاريع التنموية الضخمة، من الواجب على الشباب أيضا البحث عن طرق مختلفة لصناعة مستقبل أفضل بدون الحاجة إلى الهجرة.
معظم الشباب الذين حاولوا الهجرة يوم 15 سبتمبر 2024، كانوا من المراهقين والقاصرين، يفترض بهؤلاء أن يكونوا حاليا بفصول الدراسة فقد بدأ موسم دراسي جديد، أين الآباء والمعلمين والمؤسسة التربوية؟ أم لا يعرفون سوى الإنجاب والتكاثر؟
إقرأ أيضا:التنويريون نعمة العصر وسر النهضة الحديثةالجهل حاضر بقوة في مسألة الهجرة إلى سبتة، والدليل هو أن القاصر حتى إن تمكن من الهجرة سيعيش مشردا، لن يخاطر أحدا بتوظيفه لأنه في القانون الإسباني ممنوع تشغيل الأطفال، هل يعلم المهاجرين من القاصرين بذلك؟ هل أخبرهم والديهم بهذه المعلومة؟
من حق أي شخص الهجرة إلى أوروبا ودول أفضل للحصول على حياة أفضل لكن بطريقة قانونية، ترغب الدول الغربية في استقطاب العمال والموظفين خصوصا المتعلمين والذين يملكون المهارات المطلوبة.
هنا يأتي دور الدراسة سواء التعليم الرسمي أو التعلم الذاتي عبر الإنترنت واكتساب المهارات والخبرة من خلال العمل ولو مجانا واستغلال العطل ووقت الفراغ، وهكذا يبني المرء نفسه لترتفع قيمته في سوق العمل وحينها سيكون مطلوبا سواء محليا أو دوليا.
بالنسبة لإسبانيا ستعاني من خطر الهجرة إلى سبتة ومليلية وتدفق المهاجرين إلى أراضيها، ما دامت تتمسك بالسيادة الفعلية على المدينتين الموجودتين على الأراضي المغربية الأفريقية.
الأفضل لإسبانيا أن تتخلى عن سبتة ومليلية وتسلمهما للمغرب لتبعد خطر المهاجرين المغاربة والأفارقة عنها ويتوقف التدفق بالمئات.
لقد نجح المغرب في السنوات الأخيرة بمنع الهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط، وتراجعت المعدلات بفضل التمويل الأوروبي لتلك الجهود، لكن بقاء سبتة ومليلية تحث السيادة الإسبانية يجعلهما محطتين مهمتين لهذه الهجرة.
مهما حاولت المملكة منع المهاجرين من العبور ستكون دائما هناك محاولات وابتكارات جديدة كي يتسلل المهاجرين السريين إلى سبتة ومليلية.
إقرأ أيضا:روسيا ليست قوة عظمى بل جمهورية الموزومن جهة أخرى يعمل المغرب بالتعاون مع دول جنوب الصحراء اقتصاديا من خلال مشاريع التنمية الاقتصادية التي توفر فرص العمل للشباب في بلدانهم وتمنع من تدفق الآلاف منهم إلى المغرب الذي يعد المحطة الأخيرة والأهم قبل العبور إلى اسبانيا.
إقرأ أيضا:استثمارات السعودية والإمارات الضخمة في الطاقة المتجددةتتطلب مكافحة الهجرة السرية مقاربة اجتماعية اقتصادية وجهودا أكبر، والأهم انسحاب اسبانيا من الأراضي في شمال أفريقيا كي تحمي سيادتها من المتسللين إليها.
ما حدث يوم 15 سبتمبر كان سيئا للغاية، وقد استخدمه بعض أعداء المملكة لإظهار المغرب وكأنه يعاني ويحاول الجميع الهروب منه، لكن الجانب الإيجابي منه هو أنه سيدفع السلطات إلى تسريع الإصلاحات وتنفيذ الورش والخطط الاقتصادية والمالية.
إقرأ أيضا:
لهذه الأسباب المغرب والجزائر حلفاء في دعم الصوفية
الهجرة إلى تركيا فكرة جيدة إذا كنت تريد العيش في الخراب
مشكلة تنتظرك عند شراء منازل 1 يورو في إيطاليا وأوروبا
أفضل 10 دول تدفع لك مقابل العيش فيها
الوثائق المطلوبة لجواز السفر في المغرب
هل يمكن شراء الجنسية الأمريكية؟ كيف ذلك؟