ستكون ايران دولة غبية إذا عولت على تدخل روسيا المنهزمة في أوكرانيا أو الصين المريضة اقتصاديا وماليا منذ 2020 للدفاع عنها ضد إسرائيل في أي حرب.
تلك حقيقة مفزعة تدركها طهران التي ترسل الأسلحة إلى روسيا هذه الأيام، واتفاقياتها مع الصين مجرد حبر على ورق، ولن تخسر بكين مصالحها مع الخليج لعيون طهران.
يروج فئة من المحللين العرب المحسوبين على التيارين لفكرة مضحكة، ستتحول الحرب الإقليمية بين ايران وإسرائيل إلى حرب عالمية تشارك فيها الصين وروسيا.
روسيا المهزومة لن تتدخل في حرب ايران وإسرائيل
في محادثة هاتفية مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني يوم الخميس، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “جميع الأطراف دون استثناء التي يمكن أن تؤثر على الوضع في قطاع غزة وفي الشرق الأوسط بشكل عام إلى تجنب الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع ووقوع خسائر جديدة في صفوف المدنيين”.
تختصر هذه الدعوة موقف موسكو التي تحتاج إلى الأسلحة والعتاد في الحرب الأوكرانية التي تحقق فيها كييف تقدما وبداخل الأراضي الروسية.
نفذت القوات الأوكرانية توغلاً سريعاً في منطقة كورسك الروسية، وقد شكل الهجوم صدمة للكرملين والرأي العام في روسيا، مع استمرار هجمات الطائرات بدون طيار على الداخل الروسي.
إقرأ أيضا:التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيميةوتعمل القوات الروسية على سحب عدد من الدفاعات الجوية الروسية في من سوريا ومناطق أخرى في العالم لاستخدامها في الحدود الروسية الأوكرانية حيث الحرب مشتعلة بين البلدين.
ورحبت المعارضة السورية مؤخرا بخطط موسكو سحب قواتها العسكرية من سوريا وتقليل التواجد هناك ما يعد تطورا لافتا للإنتباه.
للأسف ستكون ايران غبية إذا كانت تعتقد أن الدب الروسي سيأتي للشرق الأوسط من أجل الدفاع عن طهران ضد إسرائيل التي يتمتع معها بعلاقات جيدة وقائمة.
ومن المهم أن نذكر بأن هناك اتفاقا إسرائيليا روسيا حول سوريا وايران، وهو أن لا تدعم روسيا الطرفين ضدها مقابل أن لا تشارك في تسليح الجيش الأوكراني.
لهذا السبب تحلق الطائرات الإسرائيلية بحرية في أجواء سوريا وتقصف القوات الإيرانية وامدادات السلاح لحزب الله، فيما تراجع بشار الأسد إلى الوراء.
الصين المريضة لن تشارك في حرب ايران وإسرائيل
إذا كانت الصين ستدخل إلى مغامرة عسكرية قاسية ستكون هذا ضد تايوان أو ضد الهند او ضد اليابان، التهديدات العسكرية تحيط ببكين من الشرق والجنوب.
وكان من الممكن أن يحدث هذا في أغسطس 2022، عندما استفزت الولايات المتحدة الصين في تايوان من خلال زيارة تاريخية بمبادرة شخصية نانسي بيلوسي، التي كانت حينذاك رئيسة لمجلس النواب الأميركي.
ومنذ عام 2020 تعاني الصين ماليا واقتصاديا، حيث تبطأ النمو الاقتصادي وهناك تقارير تفيد بتلاعبات رقمية تقوم بها لإخفاء حجم الكارثة.
إقرأ أيضا:ماذا يعني اصطفاف الكواكب واقتران المريخ مع المشتري؟وتعرضت شركات ضخمة في القطاع العقاري والصناعة للإفلاس وأيضا افلاس اندية كرة القدم وانفجار الفقاعة وخسر سوق الأسهم الصيني 6 تريليون دولار في 3 سنوات.
من جهة أخرى تعاني الشركات الصينية في الوصول إلى سوق الأسهم الأمريكي والغربي مع تشديد الحرب التجارية والتدقيق في أعمال الشركات الصينية.
وتخشى بكين من السقوط في نفس الفخ الذي سقطت فيه روسيا بشنها حربا على أوكرانيا، لهذا ترى أنه من الأفضل لها أن تتفادى الحروب العسكرية.
كل هذا يحدث في ظل تراجع رضا الشعب الصيني على القيادة، مع ارتفاع البطالة وتراجع الأجور واغلاق مئات المصانع بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.
لن تخاطر روسيا والصين بمصالحها مع الخليج العربي
دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات لا تزال تحاول حل مشكلة سيطرة ايران على 4 عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
رغم التقارب الذي تحقق في عام 2023 إلا أن هجوم 7 أكتوبر يعني أن ايران وأدواتها لا تريد أن تتراجع للخلف وتراهن على الحروب وليس على السلام.
تشكل الحرب في غزة ضربة للاتفاقيات الإبراهيمية ومشاريع التنمية الضخمة التي يريد منها الأمير محمد بن سلمان تحويل الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة.
ومن خلال تدخل الصين وروسيا لمساعدة ايران ضد إسرائيل فهي بذلك تدعم صراحة خصم السعودية ودول الخليج وتقف معها في طموحاتها النووية.
إقرأ أيضا:ماذا يفعل الجيش المصري في الصومال ولصالح من سيقاتل؟ستخسر الصين مصدرا مهما للطاقة فيما ستخسر روسيا دولا لم تنحاز إلى أوكرانيا وبقيت في الحياد، كما أن السعودية شريك روسيا في أوبك بلس.
لهذا إذا أقدمت ايران على شن أي حرب عسكرية ضد إسرائيل، ستجد نفسها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وتحالفا دوليا سيستغل الفرصة لإسقاط ايران.
إقرأ أيضا:
الناتو العربي الإسرائيلي ضروري لمواجهة الإمبريالية الإيرانية
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله
أطماع ايران: البحرين محافظة إيرانية وجزء من فارس
الدول التي ستشارك في صد هجوم ايران على إسرائيل
من اغتال إسماعيل هنية؟ إسرائيل أم ايران؟
اغتيال إسماعيل هنية: نهاية حماس وشيكة؟ كيف يستفيد نتنياهو؟
فرنسا تعترف بمغربية الصحراء والجزائر تسحب سفيرها من باريس
افتتاح أولمبياد باريس صفعة ماسونية تنويرية لليمين المسيحي