فيس بوك يدور حول الوهم والتزييف دائما
تتواصل مشكلة الأخبار المزيفة على فيس بوك والتي تشن الصحافة العالمية عليها هجوما حادا وتتهم الشركة الأمريكية بالسعي وراء الأرباح والعائدات أكثر من الحفاظ على صناعة الأخبار وتناقل الأنباء بأمانة ومنع ترويج الأخبار المزيفة.
هذه المشكلة التي تواصل في ضرب ثقة الأفراد بالصحافة والتي تراجعت خلال السنوات الأخيرة لسببين وهما انتشار الصحافة الإلكترونية الصفراء والسبب الثاني نجاحها في حصد الشهرة والسيطرة على عقول الملايين من مستخدمي فيس بوك.
عندما يخبرني أحدهم بخبر جديد، يكفي أن أسأله عن مصدر النبأ ليجيبني أنه يتم تداوله بفيس بوك، للأسف هو صدق الخبر ويتداوله حتى بلسانه ولم يكلف نفسه عناء البحث قليلا في جوجل ليتحقق إن كان رائجا أيضا على المواقع الصحفية أم أن هناك نفيا من المواقع الإخبارية ووكالات الأخبار ذات المصداقية العالية.
وما أكثر الأخبار المزيفة الشائعة على هذه الشبكة الإجتماعية، وما أكثر المعلومات المغلوطة والمقولات المنسوبة لغير أهلها، الكثير من التزييف تعيشه هذه الفقاعة الزرقاء الكبيرة والتي اتضح في الآونة الأخيرة أنه بهذا الشكل لن تستمر طويلا وستلحق بالكثير من الأسماء العملاقة التي أصبحت الآن في خبر كان.
وليست الأخبار فقط هي المزيفة بهذا الموقع، بل إن الأصدقاء والعلاقات غير صادقة وغير واقعية ويتخللها الكثير من المشكلات وتباعد وجهات النظر.
إقرأ أيضا:حملة “Freedom From Facebook” لتفتيت وتقسيم فيس بوكيكفي أن تطل على صفحة الخلاصة لترى كمية المنشورات التي تعبر عن جرح العلاقات الفاشلة وغدر الأصدقاء لتعرف أن ضحايا الحب الإلكتروني والعلاقات الإلكترونية أكبر من ضحايا الحرب العالمية الثانية، وأن فيس بوك بطريقة أو أخرى قد تسبب في هذه المجزرة المستمرة.
من السهل إنشاء علاقة على هذه الشبكة الإجتماعية والتعرف على اشخاص جدد، لكن يكفي “ازالة من الأصدقاء” أو “حظر” لينتهي كل شيء ويصبح في خبر كان.
إنها شبكة إجتماعية مليئة بالوهم وكل ركن من أركانها يؤكد على أنها غير واقعية، والمعاملات مبنية فيها على المجاملة والنفاق والتصنع، وكل شيء يدور حول الوهم.
فيس بوك سيجعلك تكره التنمية البشرية وأقوال التفاؤل ليس لأنها سيئة بل لأنها لا تناسب صفحات هذه الشبكة الإجتماعية البائسة والتعيسة.
هذه الشبكة صنعت من التافهين والفاشلين على أرض الواقع ناجحين ومشاهير يضرب بهم المثل في مجالات مختلفة، ينشرون الأكاذيب والمعلومات المغلوطة ويتحدثون في ما لا يعنيهم، وكم من قضية تطرقوا إليها بطريقة مقلوبة فزادوا الجهل قوة والعلم ضعفا.
وعن المعارضين السياسيين والمنتقدين للأوضاع في بلدانهم، ليس هؤلاء الشرفاء الذين يلتزمون بالموضوعية ولا يلفقون الأخبار لإثارة الإنتباه وتشويه سمعة الخصوم بظلم، بل هؤلاء الذين يفعلون العكس وحولوا حساباتهم وصفحاتهم إلى منابر للتحريض على العنف والطائفية و الإنقسام المجتمعي.
إقرأ أيضا:قراءة في استحواذ جوجل على خدمة الصور المتحركة Tenorولا ننسى بالطبع الصفحات المزورة والتي تتكلم بإسم الشخصيات السياسية المشهورة والشخصيات الأخرى، للسخرية منها والمؤسف أن كثيرون يصدقون منشوراتها فيعتقدون أنها تصريحات رسمية من أشخاص حقيقيين ونفس الأمر يستهدف الشركات والعلامات التجارية بشكل ظالم وهمجي.
وبالطبع علينا أن لا ننسى هرج صفحات السخرية والتي تلفق أحيانا قصصا غير واقعية وتستهدف أشخاصا أو دولا أو رموزا بمناسبة وبدون مناسبة.
وغير بعيد عن هذه الفوضى هناك جرائم أخرى تحدث على هذه الشبكة ولا تحتاج إلى الولوج نحو مواقع سرية والويب العميق للإطلاع عليها، نتحدث عن المتاجرة بالأطفال حيث اكتشفت الإذاعة البريطانية BBC مجموعات سرية متخصصة في هذا النشاط وتتبعت حسابات متورطة لا تزال قائمة رغم علم الشركة الأمريكية بهذه الأنشطة، بل إنها ترفض حذف صور تحرش بالقاصرين ويمكنك أن تقرأ القضية الكاملة: فيس بوك يشجع على التجارة الجنسية بالأطفال ويلجأ للشرطة ضد BBC
إقرأ أيضا:رابط منصة كيك للبثوث Kick live التسجيل وتسجيل الدخولولا ننسى الأضرار النفسية التي يسببها الموقع للمستخدمين وأثار الإدمان عليه، والتي تظهر بصورة بشعة على المراهقين والشباب، والمشاعر السيئة التي يمكن لتعليق واحد أن يسببها لك، أو تفاعل تراه مستفزا.
لدي مليون سبب لحذف الحساب نهائيا ولا أملك سببا واحدا للبقاء في هذه القذارة، هذه هي خلاصة 4 سنوات قضيتها على هذه الشبكة الإجتماعية حاولت فيها من حسابي الشخصي نشر الوعي وترك بصمة جيدة والإستفادة من إمكانيات هذه الشبكة في الجانب الجيد، لكن مع تنامي مشكلة الأخبار المزيفة وانهيار المستوى الأخلاقي والمعرفي في هذا الموقع قررت أن أضع حدا لحسابي إلى الآبد.