علوم

لماذا لا تحارب داعش إسرائيل؟ الجواب في كتب السلفية

لطالما تساءل الناس لماذا لا تحارب داعش الإرهابية إسرائيل؟ أين هي التيارات الجهادية السلفية في ما يحدث بغزة؟ والجواب الصحيح موجود عند السلفية نفسها.

لا يختلف العقلاء في أن داعش من أهل السنة والجماعة وقد رفض شيخ الأزهر تكفيرهم، وهم يطبقون فتاوى تقي الدين أحمد بن تيمية، وقد حاربوا في سوريا الطوائف الأخطر على الإسلام من اليهود في فكرهم.

ويقوم الفكر السلفي على ضرورة محاربة المنافقين والزنادقة والمحسوبين على الإسلام، وفي مقدمتهم الشيعة أشد أعداء الإسلام والمسلمين في هذا الفكر، ثم الصوفية وهدم أضرحتهم، وفرض توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.

الشيعة العدو الأول في العقل السلفي

قال الشيخ ابن تيمية: “إِنَّ أَصلَ كُل فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ هُم الشِّيْعَةُ، وَمَنْ انْضَوَى إِلَيْهِمْ، وَكَثِيْرُ مِنْ السُّيُوْفِ الَّتِي فِي الإِسْلاَمِ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَتِهِم، وَبِهِم تَسْتَرت الزّنَادقَةُ”- “مِنْهَاجِ السُّنَّةِ (3/243)”.

ويضيف في وصف الشيعة وخطرهم: ” فَقَدْ رَأَيْنَا وَرَأَى المُسْلِمُوْنَ أَنَّهُ إِذَا ابْتُلِيَ المُسْلِمُوْنَ بَعَدُوِّ كَافِرٍ كَانُوا مَعَهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ”.

ومما جاء أيضا في كتاباته: ” وَقَدْ رَآهُم المُسْلِمُوْنَ بِسَواحِلِ الشَّامِ وَغَيْرِهَا إِذَا اقْتَتَلَ المُسْلِمُوْنَ وَالنَّصَارَى هَوَاهُمْ مَعَ النَّصَارَى يَنْصُرُونَهُم بِحَسَبِ الإِمْكَانِ، وَيَكرَهُوْنَ فَتَحَ مدائِنهمْ كَمَا كَرِهُوا فَتَحَ عكّا وَغَيْرِهَا، وَيَختَارُونَ إِدَالَتَهُم عَلَى المُسْلِمِيْنَ حَتَّى إِنَّهُمْ لَمَّا انْكَسَرَ المُسْلِمُوْنَ سَنَةَ غَازَان سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسَمائَة، وَخَلَتْ الشَّامُ مِنْ جَيْشِ المُسْلِمِيْنَ عَاثُوا فِي البِلاَدِ ، وَسَعَوْا فِي أَنْوَاعٍ مِنَ الفسَادِ مِنَ القَتْلِ وَأَخَذِ الأَمْوَالِ، وَحَمَلِ رَايَةِ الصَّلِيْبِ، وَتَفْضِيْلِ النَّصَارَى عَلَى المُسْلِمِيْنَ، وَحَمَلِ السَّبْيِ وَالأَمْوَالِ وَالسِّلاَحِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ إِلَى النَّصَارَى بقُبْرُص وَغَيْرِهَا، فَهَذَا وَأَمثَالُهُ قَدْ عَايَنَهُ النَّاسُ، وَتوَاتَر عِنْدَ مَنْ لَم يُعايِنُه”.

إقرأ أيضا:عودة سوريا إلى الجامعة العربية لكن ليس بعد إلى الحضن العربي

ويعتبر ما يعتبره المسلمين شيخ الإسلام أن الروافض هم الأخطر على الإسلام من اليهود والنصارى والكفار الواضحين، لأنهم يتسترون تحث حب آل بيت ويوجهون ضربات قاتلة للدين.

ولا يختلف عنه رجال السنة العصريون مثل الشيخ المغربي عبد الباري الزمزمي، عضو الاتحاد العالمي للمسلمين، الذي قال في عام 2013: “إن الشيعة أضر على المسلمين من اليهود والنصارى، وفي هذا القول لا توجد أدنى مبالغة، فاليهود والنصارى معروفون وأهدافهم غير مخفية، بينما الشيعة يأتون إلى المسلمين بصورة محبي الرسول، فيحدث الانسياق إلى كلامهم وشعاراتهم وطروحاتهم، وهنا يبدأ خطر التشيع دون أن يشعر المرء بذلك”.

وقد رأينا حماسة الشباب السلفي الذي انضم إلى داعش والنصرة وتيارات السلفية الجهادية لمواجهة قوات حزب الله اللبناني وقوات بشار الأسد والميليشيات الإيرانية والتي يجمعها الإنتماء للشيعة والعلوية والنصيرية.

وقد أعلنها صراحة هؤلاء أنه من خلال القضاء على بشار الأسد والوجود الإيراني في سوريا والوصول إلى السلطة سيكون بإمكانهم بناء دولة إسلامية حقيقية والأهم مواجهة إسرائيل لاحقا.

الصوفية العدو الثاني في العقل السلفي

وإلى جانب حماسة السلفيين للقضاء على الشيعة وكرههم لفكرة التعايش السني الشيعي ورفضه، لديهم عدو آخر يعتقدون أنهم حصون الشيعة في بلاد المسلمين وهم الصوفية.

ونتحدث عن الفرق التي لديها أضرحة وتناجي برموزها عند الدعاء وتقدس علي بن ابي طالب، وكذلك الفرق الباطنية المختلفة التي تدخل في هذا الباب أيضا.

إقرأ أيضا:نهاية الحرب بين ايران وإسرائيل بالإتفاق حول غزو رفح

يعتقد السلفيين وكذلك داعش أن هناك خرجوا من الملة، وتركوا الإسلام الحقيقي من خلال نقد صفات الله وكذلك نقد توحيد الألوهية والربوبية.

وقد رأينا داعش في مواجهة مباشرة مع الصوفية وتدمير أضرحتهم الكثيرة المنتشرة على الأراضي السورية، كما استهدفوا المساجد التي توجد بها أضرحة وذلك في مصر وسوريا والمناطق التي زحفوا إليها.

الإخوان وبقية الفرق أعداء السلفيين

كان الخلاف بين الإخوان وداعش واضحا في مصر، حيث تفضل الجماعة السيطرة على الحكم من خلال قواعد الإنتخابات والسيطرة بعناصرهم على الشرطة والجيش، في المقابل يفضل داعش مهاجمة القوات المصرية في سيناء والمدن المصرية وضربها.

في هذا الصدد نجد موقف السلفيين واضحا في مواجهة الإخوان تحديدا، وهو ما يختصره الشيخ أبو عبد الله النجدي بقوله: “الشيعة الشنيعة حصون اليهود في الأرض، والإخوان والصوفية حصون الشيعة في بلاد المسلمين، فمن دك حصون الإخوان، فقد دك حصون الشيعة، ومن دك حصون الشيعة فقد دك لليهود الحصون”.

والحقيقة هذا هو تفكير داعش ومنهجيتهم على أرض الواقع، لماذا سيحاربون إسرائيل وهم لم يدمروا حصون اليهود الموجودة في العالم الإسلامي؟

لماذا لا تحارب داعش إسرائيل؟ سؤال له هدف خبيث

الذين يطرحون أسئلة لماذا لا يهاجم داعش إسرائيل، ربما لا يتابعون الأخبار بالتفصيل، حيث بدأ التنظيم هجمات متفرقة على إسرائيل منذ 2022 لكنهم منشغلون أكثر بمحاربة الجيش السوري وخصومهم على الأراضي السورية.

إقرأ أيضا:الدعاية الروسية في أفريقيا: من الإتحاد السوفياتي إلى روسيا الحديثة

هذا السؤال الذي يطرحه الناس يريدون من خلال التأكيد على صحة نظرية المؤامرة التي تقول أن داعش صناعة أمريكية صهيونية لتشويه الإسلام.

وكان الشيخ عادل الكلباني دقيقا عندما قال أن داعش نبتة سلفية، فهي تطبق النهج السلفي الحقيقي، أو ما يعتقد السلفيون أنه الإسلام الحقيقي.

إقرأ أيضا:

داعش ليست صناعة أمريكية بل إسلامية سنية سلفية وهابية

ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا

ممارسة ومشاهدة كرة القدم حرام في الإسلام للنساء والرجال

عن تحرر محمد عبد الوهاب رفيقي من الفكر السلفي الوهابي

كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟

مشكلة السلفية الوهابية واقتصاد السعودية

الإسلام ينتشر بالجهاد عكس الفلسفة البوذية

السابق
كل شيء عن احتراق مركز بيانات OVHcloud الفرنسية
التالي
خطورة لعبة الوشاح أو تحدي التعتيم على تيك توك