علوم

لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟

هل لاحظت أن مواقف اليسار العلماني والإسلام السياسي متطابقة؟ بداية من مظاهرات النسويات في الولايات المتحدة عام 2016، ثم في دعم النقاب في الهند وفرنسا وأخيرا في حرب غزة عربيا وعالميا.

الأمر غريب ومربك، لأن اليسار العلماني عادة ما يتم تقديمه على أنه خصم الإسلام السياسي واليمين المسيحي.

لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟ ولماذا مواقفه متطابقة إلى حد كبير مع الإسلام السياسي؟

مظاهرات الولايات المتحدة اليسارية النسوية

في عام 2016، كانت هناك مسيرة في واشنطن العاصمة وُصفت بأنها “مسيرة نسائية” خرجت خلالها ملايين النساء في الشوارع باسم حقوق المرأة وحملت بعضهن ملصقات لامرأة محجبة.

ومن المعلوم أن الحجاب هو رمز مهين للمرأة في الفكر المتحرر حيث لا تلبسه مقتنعة به بل مفروض عليهن منذ الصغر، ويرافقه عادة الفكر الديني الإسلامي أو حتى اليهودي الذي يؤكد أن جسد المرأة عورة ومن العار اظهار شعرها ووجهها وبقية جسدها.

لكن اليسار العلماني لا ينظر إلى الحجاب من هذه الزاوية، بل من زاوية أن المحجبات في الولايات المتحدة هن أقلية، ومن حقهن التمسك بهذه الأزياء واحترام هذه الملابس بغض النظر عن مصدرها ومعناها.

يميل اليسار العلماني في الولايات المتحدة إلى الدفاع بقوة عن الأقليات، السود والمسلمين والمثليين والمتحولين جنسيا، وأغلب أنصاره هم من الحزب الديمقراطي الذي يملك نوابا مسلمين ومثليين في الكونغرس الأمريكي.

إقرأ أيضا:أسباب المثلية الجنسية والتحول الجنسي في عقيدة التناسخ

اليسار العلماني يدعم النقاب في الهند

في الهند التي تعيش استقطابا دينيا بين الهندوس والمسلمين كان اليسار العلماني حاضرا، حيث إذا أكد المسلم هويته ودعا إلى الشريعة، فإنه يُصفق له باسم التعددية.

عندما ترغب الفتيات المسلمات في دخول المدارس مرتديات البرقع (معظم المتظاهرين المؤيدين للحجاب يظهرون في الواقع وهم يرتدون البرقع)، فإن اليساريين بما فيهم النسويات، يصفقون “لشجاعتهن” ويدافعون عن حقهن في ارتداء هذا الثوب من خلال وصفه بأنه ‘خيار’.

لقد دعم اليسار العلماني الإسلاميين خلال احتجاجات شاهين باغ التي تم خلالها إغلاق الطرق لعدة أشهر وانتهى الأمر بالعنف، ودعموا صلاة المسلمين في الأماكن العامة، بل إنهم عارضوا مشروع قانون الطلاق الثلاثي الذي يهدف إلى إنصاف المرأة المسلمة، وبطريقة ما، فإنهم يلعبون دورًا ثانويًا لرجال الدين الإسلامي ويعارضون أي تحرك لإحداث إصلاحات في الإسلام.

اليسار العلماني متعاطف مع النقاب في فرنسا

مرة أخرى لاحظنا وقوف اليسار العلماني في صراع حول ارتداء النقاب في المدارس إلى جانب الجالية المسلمة لفرض ذلك، من خلال أحزابه التي لا تأخذ الفوضى الإسلامية على محمل الجد.

ويعتبر اليساريون أن حظر الحجاب أو النقاب هي إهانة لقيم العلمانية وأهمها حرية الأفراد في الملبس وتبني الأفكار وما إلى ذلك.

ولا يختلف حال الإسلاميين في فرنسا الذين يرفضون قانون حظر النقاب في المدارس والذي أصبح رسميا وتم تمريره، وقيل أنه مهين لحرية الافراد.

إقرأ أيضا:3 أسباب وراء رفض الصين التحالف مع روسيا

اليسار العلماني مع حماس ظالمة أو مظلومة

يعشق اليساريين قصص التمرد ضد الظالم ومنها تمرد الشيطان على الله وثورة علي بن أبي طالب على معاوية وكان دورهم قويا في الثورة الفرنسية والنضال لأجل الحرية والكرامة والعدالة.

في قصة حماس وإسرائيل من وجهة نظر يسارية، الأولى هي المتمردة والثانية هي الظالمة المستبدة، وما حدث في 7 أكتوبر كان مبررا، هذا رد فعل فلسطين على القمع الإسرائيلي لسنوات طويلة.

وبدلاً من إدانة هذا اليوم الأكثر دموية بالنسبة لليهود منذ تأسيس إسرائيل والحداد عليه، بدا أن فصائل اليسار العلماني تحتفل بالهجوم باعتباره عملاً من أعمال البطولة الفلسطينية.

وصف الفرع الوطني لمنظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين هجوم حماس على إسرائيل بأنه “انتصار تاريخي للمقاومة الفلسطينية”، وأصدر ائتلاف يضم 34 منظمة طلابية بجامعة هارفارد بيانا قال فيه إنهم “يحملون النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف التي تتكشف”.

روج الاشتراكيون الديمقراطيون في أمريكا لمسيرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك حيث ورد أن الحاضرين هتفوا “المقاومة مبررة عندما يكون الناس محتلين”.

إقرأ أيضا:السبب الحقيقي وراء الصراع بين الهندوس والمسلمين في الهند

وأعلنت نقابة عمال ستاربكس اليسارية أيضا دعمها لحماس وفلسطين وهو ما أغضب الشركة الأم وورطها في صراع مكلف بين المتعاطفين مع إسرائيل ومساندي فلسطين.

لقد كشفت حرب غزة بشكل كامل موقف هذا التيار الذي يميل لدعم المقاومة وحركات التحرر والثورات ويقف إلى جانب المتمردين في أي مكان.

إقرأ أيضا:

الملوك والمهرجين والعبيد في الشرق الأوسط

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين

هجمات الحوثيين على إسرائيل أم ضرب لاقتصاد مصر والسعودية؟

دور تيك توك في حرب غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مشروع علماني لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل

لماذا تدعم ايرلندا انشاء دولة فلسطين وتعادي اسرائيل؟

السابق
ياهو اليابان ستوجه ضربة قوية لشركة أمازون
التالي
عدد سكان بريطانيا 2024