جاء هجوم 7 أكتوبر 2023 على المدنيين والسياح في إسرائيل والذي سمي بطوفان الأقصى، ليشكل ضربة لاتفاقيات إبراهيم التي بدأت مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وكان ستتوسع لتشمل السعودية وموريتانيا واندونيسيا وتونس.
هذه الإتفاقيات كان هدفها واضح، انهاء الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي ودفع المنطقة إلى سلام حقيقي وتنمية اقتصادية عظيمة بمباركة أمريكية حيث ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في التخلص من مشاكل الشرق الأوسط.
هذا التوجه لا تريده ايران والصين اللتان ترفضان الممر الإقتصادي الجديد من الهند لأوروبا والذي يمر عبر السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل، أضف إلى ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي خسرت وتريد استعادة بريقها وتقوض الدول العربية من الداخل.
منذ بدء الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة، كانت التغطية الإعلامية العربية قوية ومتعاطفة مع القطاع ومساندة أيضا لحركة حماس، وهذا صنع ضغطا هائلا على الحكومات المطبعة مع إسرائيل.
وجدت مصر والأردن والمغرب والإمارات والبحرين والسودان نفسها في موقف محرج للغاية، حيث راجت الدعاية الإخوانية بأنها دول يحكمها الطاغوت والخونة.
وبينما غرقت السودان في الحرب الأهلية بنفس الفترة، إلا أن بقية الدول تتعرض يوميا للتنكيل والتخوين من الشعوب العربية التي ترى أنها بلدان خائنة للقضية الفلسطينية.
وكان المغرب والأردن أكثر الدول التي شهدت مظاهرات كبرى لإدانة ما يحدث في غزة إضافة إلى المطالبة بإلغاء التطبيع مع إسرائيل.
إقرأ أيضا:منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين وضم الضفة الغربية ثم غزةويشتد الخطاب الشعبوي مع مشاركة السياسيين من الإسلاميين واليساريين فيه ممن يرفضون التطبيع مع إسرائيل، وهو ما رأيناه في المغرب حيث يطالب الحزب الإشتراكي الموحد بإلغاء الإتفاقية وطرد السفير الإسرائيلي.
وكانت خرجة بنكيران الإعلامية الأخيرة في نفس السياق، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، الحزب الحاكم عندما تم عقد الإتفاقية.
هذا الخطاب الشعبوي طفولي ولا يأخذ مصلحة البلاد بعين الإعتبار، ويريد منا ارسال الجيش المغربي للقتال في غزة مع عصابات اخوانية لا تمثل فلسطين وليست ضمن الحكومة والأهم لا وجود لاتفاقية دفاعية مشتركة.
خطاب لا يفهم أصحابه أن عصر الحروب العربية الإسرائيلية قد انتهى، وقد رفض الفلسطينيون بانقسامهم وتشرذمهم حل الدولتين، وضيعوا الفرص لإيمانهم بأن قضيتهم أكثر من مجرد تحرير الأرض، بل هي قضية دينية لكل المسلمين وهذا مضلل.
من جهة أخرى لا يأخذ أصحاب هذا الخطاب من اليساريين والإسلاميين بعين الإعتبار مصالح المغرب مع إسرائيل، التي يحصل منها على الأسلحة والتكنولوجيا التي ستساعده في أي حرب حول سيادته على الصحراء.
وبفضل التطبيع مع إسرائيل والإعتراف الأمريكي بالصحراء جاء الإعتراف الإسباني ومن الفرنسي أخيرا بمغربية الصحراء والبقية في الطريق وعلى رأسهم بريطانيا وألمانيا.
سحب الإعتراف بإسرائيل سيكون عودة إلى الوراء وحماقة غير محسوبة العواقب، في وقت يستعد فيه المغرب لكأس العالم 2030 ولديه مشاريع تنموية ضخمة ويواجه تحديات كبرى.
إقرأ أيضا:اندلاع الحرب بين الصين والهند مسألة وقت فحسبمن جهة أخرى إلغاء التطيع مع إسرائيل هو تحقيق لرغبة الجمهورية الإسلامية في ايران والتي تحرض الدول العربية على التورط في فوضى الشرق الأوسط، مع العلم أن ايران لديها وجود في غرب أفريقيا وتعادي المغرب في سيادته على الصحراء.
إقرأ أيضا:هجوم ايران على إسرائيل في صالح العبقري بنيامين نتنياهووفي النهاية نجد أن المظاهرات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل لا تحظى بمشاركة هائلة من المغاربة، وأكبر المظاهرات على الإطلاق شهدت مشاركة آلاف المتأثرين بالإيديولوجية الإسلامية واليسارية، بينما الملايين من المغاربة لديهم مشاكل واهتمامات محلية واقتصادية أخرى أهم.
إقرأ أيضا:
ماذا يستفيد المغرب من التطبيع مع إسرائيل؟
هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟
مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي بعد حرب غزة
مميزات قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 وأهميته لمخابرات المغرب
مكاسب صناعة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في المغرب
إسرائيل ستجعل الفلاحة المغربية أعظم وصحراء المغرب خضراء