إنترنت

ليس حبا فيكم ستنشر جوجل و فيس بوك الإنترنت مجانا

ستنشر جوجل و فيس بوك الإنترنت مجانا … لأجل المصلحة وليس حبا فيكم

بعد الشهرة والشعبية التي حققها كل من فيس بوك و جوجل وتحقيقهما لأرقام كبيرة لم يسبقهما بها أي منافس آخر في الإنترنت، لا يزال العملاقين يسعيان إلى حصد المزيد من الأرقام الكبيرة 1.71 مليار مستخدم لمنصة فيس بوك ليست أقصى طموحات مارك زوكربيرغ فيما 1 مليار مستخدم لخدمة جي ميل ليست نهاية طموح جوجل.

طموح العملاقين ببساطة أكبر بكثير مما نعتقد وكما قال مارك زوكربيرغ بعد الإعلان عن النتائج المالية للربع الثاني من هذا العام والتي كانت مذهلة، “لم تروا شيئا بعد!”.

ليس هدف فيس بوك الوصول إلى 3,424 مليار مستخدم للإنترنت وتحويلهم إلى مستخدمين يشاركون المنشورات على فيس بوك و يتواصلون على ماسنجر ولما لا يستخدمون أيضا واتساب وبقية خدمات الشركة على الموبايل.

الهدف أكبر بكثير وهو الوصول إلى 4 مليارات نسمة لا يستخدمون حاليا الإنترنت ويعيشون بدونها وهي الفئة التي تريد جوجل أيضا الوصول إليها بينما تتمدد على الويب وتستقطب معظم الباحثين والمستخدمين لخدماتها ومنها يوتيوب الذي يستخدمه مليار مستخدم فعلي ولديه زيارات تتعدى هذا الرقم.

لهذا السبب تحركت الشركتين بالأساس لنشر الإنترنت مجانا في العالم وتوفيره في الدول التي لا يتوفر بها اتصال الإنترنت فيما الشركات الصينية والعالمية تركز على اصدار هواتف جيدة بأسعار منخفضة وتطلقها في المزيد من الأسواق لتنتشر أيضا ويتم من خلالها الولوج إلى الشبكة العنكبوتية.

إقرأ أيضا:قذارة وفضائح فيس بوك في 4000 وثيقة مسربة

وبمعنى آخر فإن المشاريع التي أعلنت عنها جوجل و فيس بوك ليست حبا فيكم أو في غيركم، الأمر يتعلق بالمصلحة ومصلحة هذه الشركات تقتضي الوصول إلى المليارات الغير المتصلة حاليا، ما يعني مليارات اضافية من مشاهدات الإعلانات والنقرات والمزيد من المعلنين وبالتالي عائدات أكبر بكثير مما وصلت إليه.

لهذا السبب قال مارك زوكربيرغ “لم تروا شيئا بعد!” فهو يعرف جيدا أن كل هذه الثورة التي نعيشها حاليا ليست إلا شرارة في الواقع لثورة أكبر ستغير واقع المعمورة للأبد.

تخيل معي انضمام 4 مليارات نسمة أخرى من البشر إلى الويب ماذا يعني ذلك؟ للشركات العاملة في هذا المجال يعني المزيد من الفرص والمزيد من العائدات والأرباح وللأفراد يعني المزيد من التطور والتقدم والمعرفة.

الفوائد التي يحصل عليها الأفراد من انتشار الإنترنت وكونهم على اتصال هي ما تروج لها فيس بوك و جوجل بالأساس لكن بينها وبين نفسها تعرف جيدا أن هذا الطموح لن يكون لولا معرفتها المسبقة بالعائدات والأموال الطائلة التي ستجنيها من انضمام هذا العدد من البشر إلى الإنترنت، لهذا فهي تنفق المليارات من الدولارات حاليا على مشاريع نشر الإنترنت تنجح في تحقيق هذا الهدف.

في هذا الصدد ابتكرت الشركتين طائرات بدون طيار وتعمل على منتجات وأفكار جديدة تساعدها على الوصول إلى الهدف المحدد مهما كلفها من أموال لأنها في النهاية ستعوض هذه النفقات سريعا وهي تعلم ذلك جيدا.

إقرأ أيضا:حظر تيك توك مع تنامي احتجاجات أسعار الوقود في الأردن

وبالنسبة لهؤلاء الذين يروجون لفكرة أن جوجل و فيس بوك يعملان على هذه المشاريع حبا في الإنسانية وأنهما يريدان المزيد من التقدم للبشرية فكلامهم هذا مبني على العاطفة ولا أساس له من الصحة، فعالم الأعمال ببساطة مبني على المصلحة وليس على الحب والعواطف.

السابق
لماذا سورة الفاتحة مكية
التالي
عبارات عن التنمر