علوم

ماذا يعني اعتبار حرائق الغابات في الجزائر مؤامرة صهيونية؟

صيف آخر تعاني فيه الجزائر من سلسلة حرائق الغابات التي أودت بحياة العشرات واصابة المئات ومقتل العسكريين، ويلجأ فيها الإعلام إلى أسطوانة المؤامرة الصهيونية لتبرير العجز والفشل المتكرر.

على موقع رأي اليوم ذات الإتجاه القومي اليساري العربي الذي يرأسه الإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان، نشر صالح الشقباوي، وهو فلسطيني وأستاذ الدراسات العليا بجامعة بومرداس، كلية الحقوق والعلوم السياسية، مقالة سخيفة يتحدث فيها عن مؤامرة صهيونية ضد الجزائر بدون أن يقدم دليلا واحدا على صحة كلامه.

المقالة التي جاءت بعنوان: “من يستهدف الجزائر الصهيونية الفرنسية ام الصهيونية الامريكية ام كلاهما معا؟!” لم تأتي بدليل واكتفت بالحديث على أن حرائق الغابات في الجزائر مؤامرة صهيونية.

في هذا الوقت تبحث السلطات الجزائرية عن متهمين، فهي تؤمن أن هناك مؤامرة وتزعم أن هناك مخطط لحرق الغابات في هذه الدولة الأفريقية.

وإذا افترضنا صحة ذلك، وأنها مؤامرة صهيونية وخارجية بأيدي داخلية فهذا يحيلنا إلى استنتاجات خطيرة لا تصب في صالح صورة الجزائر القوية والمتماسكة التي تروج لها وسائل الإعلام الجزائرية وأبواقها على مدار الساعة.

هذه ليست أول مرة تتعرض فيه الجزائر للحرائق ومرة أخرى خلال يوليو وأغسطس، وبالتالي من المفروض أن تكون الحكومة والسلطات مستعدة لهذا الحدث وجاهزة لمواجهة الحرائق، لكن انتشارها على نطاق واسع ومقتل العشرات بما فيهم أكثر من 10 جنود يؤكد لامحالة أن السلطات لم تكن جاهزة لهذا الحدث الذي تشهده أيضا في نفس الوقت اليونان وكندا وتركيا وإيطاليا ودول كثيرة حول العالم بما فيها إسرائيل ولبنان وسوريا.

إقرأ أيضا:الماسونية تجدد تأكيدها على حظر اختلاط الرجال والنساء

أول استنتاج تقودنا إليه نظرية المؤامرة في حال كانت صحيحة، هي أن الصهيونية وأعداء الجزائر لديهم مخابرات ونفوذ قوي بداخل الجزائر وقد اخترقوا الدولة الجزائرية والمجتمع المدني، وهذا يحيلنا إلى استنتاج أكبر وهي فشل المخابرات الجزائرية في حماية البلد من المؤامرات الخارجية المزعومة.

الإستنتاج الثاني هو أن السلطات الجزائرية تعرف جيدا أن ظاهرة الحرائق متكررة وغالبا ستحدث خلال الصيف، وبالضبط خلال أواخر يوليو والنصف الأول من أغسطس، وبالتالي فهي قد تهاونت وفشلت في مواجهة المشكلة.

الإستنتاج الثالث هو أن الجزائر كدولة هشة للغاية، ليس فقط تنظيميا بل نفسيا، حيث اللجوء إلى اتهام جهات أجنبية عند الفشل هو سلوك يعبر عن العجز الداخلي.

الحقيقة المرة التي لا يريد الإعلام الجزائري أن يتحدث عنها ويواجه بها الشعب الجزائري هي أن البلد الذي يصدر النفط والغاز لا يملك أسطولا من طائرات اخماد الحرائق ولا يستخدم الطائرات بدون طيار لمراقبة الغابات ورصد أي حرائق ناشئة للقضاء عليها في التو والحين.

تفتخر الجزائر في الفترة الأخيرة على ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي وصادراتها بفضل ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري لكن ما الفائدة من ذلك إذا لم تنفق بضعة مليارات دولار على شراء أسطول من طائرات اخماد الحرائق خصوصا وأن الجزائر بلد كبير بغابات على مساحات كبيرة.

إذا سلمنا بأن حرائق الغابات في الجزائر مؤامرة صهيونية فإن المتآمرين أقوى من الجزائر واخترقوها مرات عديدة وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه الدولة لنفس الضربة ومن الجهة نفسها.

إقرأ أيضا:حقيقة الماسونية بين الماسونيين الأخيار وقصص الشر

إقرأ أيضا:

التغير المناخي: حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وارتفاع الحرارة

ما هي حرائق الغابات أسبابها وعلاقتها مع الصواعق؟

عشرات القتلى بسبب حرائق الغابات في الجزائر

ستستمر حرائق الغابات حتى لو قتلنا كافة طيور الحدأة

إجراءات المغرب لمنع تكرار حرائق غابات الجزائر

السابق
يمكن للحكومات الإطلاع على رسائل واتساب سريا ودون تصريحك
التالي
إحصائيات مرض السكري في العالم 2024