ماسنجر جاسوس!
لا يزال فيس بوك يواجه أزمته الراهنة باعتذارات واعترافات ووعود وتطمينات من أن ما حدث لن يتكرر مجددا.
في لقاء صحفي لمؤسس فيس بوك مع Vox كشف عن الكثير من الأمور المستورة بطريقة مباشرة وغير مباشرة وهذا من أجل طمأنت الرأي العام والتقليل من الانتقادات التي تتعرض لها الشركة.
وبخصوص مساهمة الشركة في مجازر ميانمار، أكد على أن شبكته الإجتماعية تتحمل المسؤولية وتعمل من أجل منع تكرار هذه المشاكل.
وتنتشر على المنصة المجموعات والصفحات التي تحرض على قتل الآخرين، وهي الجهات التي لعبت دورا مهما في تعميق أزمة بورما.
-
اعتراف بطريقة غير مباشرة بالإطلاع على رسائل ماسنجر
حول القضية قال مارك زوكربيرغ بأنه ذات صباح تلقى مكالمة هاتفية من الشركة يخبرونه فيها بأن هناك تبادل لرسائل تحرض ضد المسلمين في بورما، وأخرى يتبادلها المسلمون أيضا تحرض على قتل البوذيين والتصدي لهم.
وأضاف بأنه أمر حينها بإيقاف تلك الرسائل ومنع تبادلها بين المستخدمين، بالتالي أوقفوا تلك الموجة بنجاح على المنصة.
بقدر ما يعد هذا قرارا جيدا في صالح السلم الأهلي بذلك البلد وتصرف مسؤول من فيس بوك، فهو اعتراف من مارك بأن شركته تملك الصلاحية للإطلاع على الرسائل والمحادثات وقراءتها.
إقرأ أيضا:رد يوتيوب على فيس بوك: من منصة فيديوهات إلى شبكة إجتماعية منافسة!
-
أين التشفير؟ أم أنها كذبة كبيرة!
عودة إلى أكتوبر من عام 2016 عندما أقدمت فيس بوك على تفعيل الدردشات والمحادثات لكافة المستخدمين على حد زعمها.
تناقلت المواقع التقنية الخبر وشجعت على تداوله وكان كل شيء على ما يرام بالنسبة لتطبيق يملك حاليا أكثر من 1 مليار مستخدم ويعد من أكبر تطبيقات الدردشة.
مبدأ عمل تشفير End-to-end-encryption واضح ومعروف، وهو منع أي طرف ثالث من الإطلاع على محادثات تجمع طرفين أو اكثر.
تصبح المحادثات والرسائل والمكالمات والملفات والرموز في هذا الوضع كلها مشفرة غير قابلة للقراءة، وبالتالي لا يعمل اي نظام للبحث عن الرسائل في الشركة أو تعقبها أو رصدها وتحليلها.
لكن قدرة فيس بوك على الوصول إلى الرسائل وتعقب المحادثات والقدرة على قراءتها وتحليلها يدل على أن التشفير وهم كبير وكذبة كبيرة على ما يبدو.
-
ليس غريبا أن تكون هذه هي الحقيقة
سبق أن حذرت من فيس بوك ماسنجر وحتى واتساب بالإشارة إلى أن التشفير المزعوم قد لا يمنع الشركة من الوصول إلى المحادثات واستخدامها لأغراض تجارية وأمنية ولإجراء الدراسات وبيعها للشركات المتخصصة أو حتى لأغراض التجسس، رغم أن التشفير في حقيقته يجب أن يحمي المستخدمين من كل هذه الحالات.
إقرأ أيضا:كيفية تسريع موقع ووردبريس وإصلاح مشاكل Core Web Vitalsوالحقيقة أنني قرأت مؤخرا مقالا على صحيفة الجارديان نشره شخص أقدم على حذف حسابه من فيس بوك ما بين عامي 2015 و 2016 لأنه كان يلاحظ ظهور إعلانات ذات صلة بالمحادثات التي يجريها على التطبيق دون أن يتابع شركات ذات صلة على فيس بوك.
لطالما كانت هناك شكوك من ان الشركة تجري فحصا لمحادثات المستخدمين وتظهر لهم إعلانات ذات صلة بمحتوى المحادثات.
في النهاية تطمح فيس بوك إلى زيادة عائداتها وهي شركة رائدة في استغلال البيانات، حتى أنه تم مؤخرا اكتشافها وهي تجمع معلومات المكالمات الهاتفية ورسائل SMS من هواتف أندرويد مستغلة الصلاحيات التي تحصل عليها.
إقرأ أيضا:مستقبل صراع فيس بوك و يوتيوب على المحتوى المرئي
-
ماذا عن محادثات واتساب؟
قد تفكر في الإنتقال إلى استخدام تطبيق واتساب باعتباره أفضل بديل في الوقت الحالي لتطبيق ماسنجر، لكن الحقيقة ان هذا التطبيق مملوك لنفس الشركة.
هناك تقارير منذ أسابيع تتحدث عن أن الشركة تفحص محادثات واتساب بحثا عن الأخبار المزيفة من أجل منع مشاركتها.
كما أنها تعمل على تجربة ظهور تنبيها تلقائيا للمستخدمين عند محاولة مشاركة خبر مزيف على واتساب، وهي بالتأكيد لا يمكن أن تعمل إن كانت الشركة لا تتوفر على صلاحية قراءة الرسائل والمحادثات.
نهاية المقال:
المقابلة الصحفية التي أجراها مارك مع Vox كشفت لنا عن الكثير من الحقائق وأكدت صخة واحدة من أهم الشكوك التي تراودنا منذ فترة، ألا وهي أن تشفير ماسنجر وحتى واتساب مجرد كذبة.