تعد مقولة “الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون أطفالا” من الأقوال التي يتم ترديدها بشكل كبير هذه الأيام سواء في المجتمع المناهض للتوالد (اللاإنجابية) أو حتى خارجه لوصف حالة الفقراء.
والحقيقة أنه يمكن أن يظهر وجود علاقة طردية بين الثروة ومعدل النمو السكاني، وبمعنى آخر، يعني هذا التصريح أن الأشخاص الأغنياء عادة ما يكونون لديهم معدلات أقل للإنجاب بينما الأشخاص الفقراء يميلون إلى أن يكون لديهم معدلات أعلى للإنجاب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة في المجتمع.
يمكن أيضا تفسير التصريح بمعنى آخر، وهو أن الأغنياء يتمتعون بمزيد من الفرص والامتيازات التي تسمح لهم بتحقيق المزيد من الثروة، بينما الفقراء قد يواجهون صعوبات في الوصول إلى فرص مماثلة وبالتالي قد يجدون صعوبة في تحسين أوضاعهم المادية، وبناءً على ذلك، فإن الفقراء قد يواجهون ضغوطًا اجتماعية أو اقتصادية تدفعهم إلى الإنجاب بشكل متكرر دون أن يتمتعوا بالموارد اللازمة لتوفير رعاية جيدة للأطفال.
هناك عوامل مختلفة يمكن أن تسهم في ترابط الإنجاب والفقر في بعض الحالات، هذه العوامل تشمل:
نقص الوصول إلى التعليم: قد يكون لدى الأفراد الفقراء وصولًا محدودًا إلى فرص التعليم الجيد، وهذا يمكن أن يؤثر على فهمهم للتخطيط العائلي واستخدام وسائل منع الحمل الفعالة، قد ينتج عن ذلك معدلات أعلى للإنجاب بين الأسر الفقيرة، ويكرس الفقر من جيل لآخر.
إقرأ أيضا:الدول العربية لن تسقط في فخ الحرب ضد إسرائيل لأجل حماسنقص الفرص الاقتصادية: في بعض الحالات، يمكن أن يكون لدى الأفراد الفقراء فرص اقتصادية محدودة وظروف عمل غير مستقرة أو عدم توافر فرص عمل جيدة، قد يعني هذا أن لديهم دخلاً منخفضًا وصعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يجعلهم أكثر عرضة للفقر.
نقص الدعم الاجتماعي والحكومي: قد يواجه الأفراد الفقراء صعوبة في الحصول على الدعم الاجتماعي والخدمات الحكومية الأساسية مثل الرعاية الصحية والإسكان والرعاية الاجتماعية، يمكن أن تكون هذه الخدمات ضعيفة في بعض المناطق أو أنها غير متاحة للأفراد ذوي الدخل المنخفض، مما يؤثر على قدرتهم على تلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.
هناك تأثير مرتبط بين معدلات التوالد ومتوسط الدخل الفردي في البلدان. على النحو العام تشير الأبحاث إلى وجود علاقة عكسية بين التوالد ومستوى الدخل الفردي.
في الدول الفقيرة والتي تعاني من ضعف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يمكن أن تكون معدلات التوالد مرتفعة نسبياً، وذلك يمكن أن يعزز الفقر ويؤثر سلبًا على مستوى الدخل الفردي.
عندما يكون هناك أعداد كبيرة من الأفراد ينافسون على فرص العمل المحدودة والموارد المحدودة، يصبح من الصعب تحقيق دخل مرتفع للأفراد، كما يمكن أن يكون للأسرة الكبيرة نفقات متزايدة لتلبية احتياجات الأفراد مثل الغذاء والإسكان والتعليم والرعاية الصحية.
على الجانب الآخر، في الدول الغنية والتي تتمتع بمستويات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، غالبًا ما تكون معدلات التوالد منخفضة نسبياً، يمكن لذلك أن يؤدي إلى تحسين مستوى الدخل الفردي، حيث يتاح للأفراد فرص أكبر للتعليم والتدريب والحصول على وظائف جيدة، تقل الضغوط على الموارد والخدمات العامة، مما يؤدي إلى توفير فرص أفضل للتنمية الاقتصادية وتحسين مستوى الدخل للأفراد.
إقرأ أيضا:8 أسباب مجنونة وراء رغبة هتلر في إبادة اليهود وقتلهملذا يجب الاهتمام بتحقيق التوازن بين النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وذلك يتضمن توفير فرص التعليم الجيد والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية وتوفير فرص العمل اللائقة والمساواة في فرص الحصول على الدخل والثروة.
كما يتطلب التشجيع على توفير وسائل منع الحمل الفعالة وتثقيف الأفراد بشأن التخطيط العائلي وتأثير النمو السكاني على التنمية.
بشكل عام، من المهم أن نتعامل مع قضية الفقر والنمو السكاني بشكل شامل، وأن نعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين فرص الحياة لجميع أفراد المجتمع.
إقرأ أيضا:3 أسباب وراء رفض الصين التحالف مع روسياالإنجاب بشكل كبير وعشوائي لا يؤدي فقط إلى انتاج المزيد من الفقراء والمشردين بل أيضا المزيد من الضحايا على مستويات تعليمية ونفسية وتربوية.
يهتم عادة الأغنياء بالجودة أكثر من الكم، ويريدون من خلال الإنجاب بناء شخص قادر وواعي ولديه المسؤولية وتوفير الظروف الملائمة للتنشئة، وهي أمور يجهلها الفقراء الذين ينظرون إلى أن التوالد باب من أبواب الرزق، وأن كل مولود يأتي ومعه رزقه، وهو فكر تواكلي غير عقلاني بالمرة.
إقرأ أيضا:
عربيا ChatGPT فاشل في الفلسفة اللاإنجابية ويعتبرها عجزا جنسيا
ما سبب انخفاض عدد سكان السعودية وبالأخص عدد السعوديين؟
ثورة شباب الصين: اللاإنجابية للأحرار والتوالد لعبيد الشيوعية
اللاإنجابية وانهيار الخصوبة كابوس الإقتصاد العالمي
كيف سنواجه خطر تجاوز عدد سكان العالم 8 مليار نسمة؟