علوم

ما هي الصحوة الإسلامية الحركة التي تحتضر حاليا؟

الصحوة الإسلامية هي حركة اجتماعية وثقافية ودينية ظهرت في العالم الإسلامي في القرن العشرين، وتهدف إلى إعادة الاهتمام بالإسلام وتطبيقه على نحو أكبر في الحياة اليومية، وتعتبر جزءًا من حركة النهضة الإسلامية الأوسع التي بدأت في القرن التاسع عشر.

تشمل أهداف الصحوة الإسلامية تعزيز الوعي الإسلامي والاهتمام بالتعاليم الإسلامية وتطبيقها على نحو أفضل في الحياة اليومية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتعزيز الهوية الإسلامية والتضامن بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وقد أدت الصحوة الإسلامية إلى ظهور مختلف الحركات الإسلامية والسياسية والثقافية في العالم الإسلامي، بما في ذلك الإخوان المسلمون وحركة التجديد والوهابية وغيرها، وقد تسببت في صدامات وتوترات في بعض الأحيان مع الحكومات والسلطات الحاكمة في بعض الدول الإسلامية.

ومع ذلك، فإن الصحوة الإسلامية لا تمثل تيارًا واحدًا، بل تشمل مجموعة متنوعة من الحركات والتيارات والأفكار والمنظمات، وتختلف في طبيعتها وأهدافها وطرقها في التعامل مع الأمور المختلفة.

تختلف الصحوة الإسلامية من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، وتحمل تداعيات وأبعادًا مختلفة في العالم الإسلامي. ومن بين الحركات الإسلامية المعروفة عالميًا هي حركة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في العام 1928، وانتشرت فيما بعد في العديد من الدول الإسلامية.

وتعتبر حركة الإخوان المسلمين من أبرز الحركات الإسلامية المثيرة للجدل، وتهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتعزيز الوعي الإسلامي والتربية على المسؤولية والعمل الدعوي، وتعتمد الحركة على الدعوة والتبليغ والعمل الاجتماعي والخيري والسياسي وهي تتبنى مفهوم الديمقراطية ولكن أساءت استخدامها في مصر وتونس.

إقرأ أيضا:بث مباشر: تتبع الصاروخ الصيني على الخريطة ومكان سقوطه

ومن جانب آخر، تنتمي حركة التجديد إلى التيار الإسلامي الإصلاحي، وهي حركة تهدف إلى تجديد الفكر الإسلامي وتطويره ليتناسب مع العصر الحديث وتحقيق الانفتاح على العالم والاستجابة لحاجات المجتمعات المسلمة المختلفة.

وتعتبر الصحوة الإسلامية أيضًا تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا ودينيًا، حيث بدأت في القرن العشرين كحركة تطالب بتشجيع الاهتمام بالشريعة الإسلامية وتطبيقها على نحو أفضل، وباتت فيما بعد تشمل مجالات أخرى مثل السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية والإعلام والفن والرياضة وغيرها.

ورغم شعاراتها الوردية والبراقة إلا أن الصحوة الإسلامية أنتجت التيارات المتطرفة التي تتبنى أفكاراً وأساليب عنيفة في التعامل مع الآخرين، وتستخدم العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها، وكانت داعش والنصرة والإخوان المسلمين وعدد من التيارات الأخرى أبرزها.

ومن جهة أخرى تسببت الصحوة الإسلامية في الانقسامات والتشدد في المجتمعات الإسلامية، حيث تنتشر الانتماءات الدينية الضيقة والتي تؤدي إلى التحزب والتصادم بين المجموعات المختلفة، اليوم هناك الكثير من الأحزاب والمذاهب والتيارات الإسلامية التي تختلف فيما بينها ويصل بها أحيانا الحد إلى التكفير والخصومة.

وأدى التركيز الزائد على الفكر الديني إلى التعصب والتحيز في التعامل مع الآخرين، كما أنه تم محاربة الفلسفة والعلوم والشطرنج وتراجعت الأمة الإسلامية كثيرا في ريادتها بهذه المجالات ولم تنجح الصحوة في إعادة الأمجاد الإسلامية بالرغم من عقود طويلة من استقلال الدول الإسلامية والعربية.

إقرأ أيضا:أقوى دولة في الشرق الأوسط عسكريا في الواقع وليس المواقع

كما شجعت الصحوة انتهاك حقوق الإنسان والقمع والاضطهاد باسم الدين وهذا في الدول التي تفرض نظمًا دينية صارمة وتحاول قمع الحريات الدينية والسياسية والإجتماعية وكانت النساء العربيات والمسلمات في صدارة الضحايا.

تعرض الكثير من المفكرين الليبراليين والعقلانيين والقرآنيين والعلمانيين للإقصاء في المجتمعات التي اعتمدت الصحوة الإسلامية بل وتم التحريض على قتل عدد منهم وأشهرهم المفكر المصري الراحل فرج فودة.

اليوم تراجعت الصحوة الإسلامية كثيرا خصوصا مع تخلي السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان عن الخطاب الديني الذي كان سائدا في المملكة معلنا عهدا من التحديث وإعادة النظر في مواقف المملكة من قضايا كثيرا ومنها قضايا النساء وتحررهن.

كما أن السعودية لم تعد تمول الحركات الوهابية كما كانت تفعل حتى سنوات قليلة، خصوصا وأن تمويلها وصل إلى جماعات إرهابية مثل داعش ووضع المملكة في موقف محرج للغاية مع شركائها وحلفائها الدوليين.

من جهة أخرى تخلت تركيا عن الإخوان المسلمين وبدأت هي الأخرى مراجعة لحساباتها، وتخلت انقرة على ما يبدو عن مشروع الخلافة الإسلامية التي تكون تركيا زعيمة لها، خصوصا بعد فشلها في ليبيا وسوريا ومصر وتونس.

في هذا الوقت لا تزال ايران تتاجر بالقضايا الإسلامية لكنها تعرضت في السنوات الأخيرة لأكثر من احتجاجات وتحركات شعبية ترفض فرض الحجاب والفكر الديني الشيعي وتريد العودة إلى نظام ملكي ليبرالي، ما يهدد جهود طهران في المنطقة بشكل عام لنشر التشيع والصحوة الإسلامية الشيعية.

إقرأ أيضا:حظر التنقيب عن النفط والغاز عالميا والبداية من جرينلاند

ورغم أن التطرف الديني لا يزال حاضرا وهناك الكثير من المنابر والقنوات على يوتيوب والإنترنت التي لا تزال تدافع عن الوهابية والفكر السلفي إلا أنها فقدت سطوتها على المشهد العام حيث الحكومات العربية أدارت ظهرها لهذه التيارات التي لجأت إلى العنف مع أول تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في المنطقة.

إقرأ أيضا:

تركيا أردوغان تتخلى عن مشروع الإسلام السياسي الفاشل

الهند والدول العربية: شراكة اقتصادية ضد الإسلام السياسي

عن الإسلام الذي ينشره أندرو تيت بين المراهقين والشباب

تركيا دولة علمانية يرفض شعبها الدستور الإسلامي

أعداء الديمقراطية والعلمانية في الهند وإسرائيل والعالم العربي والإسلامي

الديمقراطيات في خطر من قبل الشيوعيين والإسلاميين

السابق
3 دروس من حذف قناة Toy Freaks ذات 8.5 مليون مشترك على يوتيوب
التالي
“الفنادق لا تستقبلهم”.. الإسرائيليون منبوذون وغير مرغوب بهم في أوروبا