ترغب جوجل في القضاء على ملفات تعريف الارتباط أو الكوكيز، وهي الملفات التي تزرعها على أجهزة المستخدمين لتتبعهم وعرض الإعلانات الملائمة لهم.
قدمت الشركة الأمريكية تقنية FLoC بديلا منذ شهر يناير الماضي، وهي تعمل حاليا على المزيد من الإختبارات والتحسينات على أن يعتمدها كروم بداية من العام القادم، وتأمل في أن يعتمد البقية هذه التقنية.
نظرًا لأن جوجل هي أيضًا أكبر شركة إعلانية في العالم، فإنها لا تقتل ملفات تعريف الارتباط للتتبع دون وضع شيء آخر في مكانها.
ما هي تقنية FLoC
تتمثل خطة محرك البحث في جعل متصفح كروم يُنشئ محليًا ملفًا شخصيًا لاهتماماتك الإعلانية، عبر نظام يسمى “FLoC” (التعلم الموحد للمجموعات).
بدلاً من أن يقوم المعلنون بتجميع سجل التصفح الخاص بك لإنشاء ملف تعريف فردي لك على خوادمهم، تريد جوجل الاحتفاظ بهذه البيانات محليًا وجعل المتصفح يقدم قائمة اهتماماتك للمعلنين متى طلبوا ذلك عبر واجهة برمجة تطبيقات حتى تبقى سياسة عرض الإعلانات ذات الصلة باهتمامات المستخدمين قائمة.
تجادل جوجل بأن تجنيد المتصفح لتتبع اهتمامات الإعلانات يعد مكسبًا للخصوصية، لأنه يحافظ على سجل التصفح الدقيق محليًا ولا يقدم سوى قوائم الاهتمامات مجهولة المصدر، ومع ذلك تعارض الكثير من الشركات ومجتمع المطورين في الويب هذه الخطوة.
المعارضون لتقنية FLoC ودوافعهم:
واحدة من أوائل الذين عارضوا هذه الخطة كانت EFF، التي كتبت في مارس مدونة بعنوان “FLoC من Google هي فكرة سيئة“.
إقرأ أيضا:فضيحة فيلم مينيون على نتفليكس … الأطفال في خطريبدو أن EFF تعارض تتبع المستخدم للإعلانات تمامًا، قائلة إن تأطير جوجل للمشكلة “يستند إلى فرضية خاطئة مفادها أنه يتعين علينا الاختيار بين “التتبع القديم” و “التتبع الجديد”.
تخشى EFF من أن FLoC لن يمنع المعلنين من تحديد الأشخاص شخصيًا وأن واجهة برمجة التطبيقات ستقدم بيانات الملف الشخصي الكاملة عند الاتصال الأول بالموقع، مما يحفظ شركات التتبع من الاضطرار إلى القيام بعمل إنشاء ملف تعريف بأنفسهم بمرور الوقت، كما يجادل بأن “آلية الإعلان المستهدف كثيرًا ما تستخدم للاستغلال والتمييز والإيذاء”.
لقد خرج منافسو متصفح جوجل أيضًا ضد FLoC صرحت موزيلا لـ The Verge، “نحن نقوم حاليًا بتقييم العديد من مقترحات الإعلانات للحفاظ على الخصوصية بما في ذلك تلك التي قدمتها جوجل ولكن ليس لدينا خطط حالية لتنفيذ أي منها في الوقت الحالي”.
وتابعت المنظمة: “نحن لا نؤيد الافتراض بأن الصناعة تحتاج إلى مليارات من نقاط البيانات حول الأشخاص، والتي يتم جمعها ومشاركتها دون فهمهم، لخدمة الإعلانات ذات الصلة”.
بالنسبة لشركة آبل التي تتحكم في سفاري فيبدو انها ليست مع هذه التقنية هي الأخرى، وهي التي تتبع سياسة مناهضة للإعلانات منذ فترة ليست بالقصيرة.
أما المتصفحات الأخرى التي تعتمد على Chromium فربما قد تضطر إلى تعديل شفرتها لتتميز عن كروم من خلال تعطيل FLoC.
إقرأ أيضا:كل ما نعرفه عن جيميناي جوجل و Gemini Advancedمايكروسوفت لا تزال مترددة، فهي لم تحدد الرفض ولم تصرح بالموافقة، مع العلم أن مصلحتها كبيرة في مجال الإعلانات ولديها منصة تجمع بين المعلنين والناشرين.
لدى متصفح Brave منشور كامل حول سبب تعطيله لـ FLoC، قائلاً إنه ضار للمستخدمين و “خطوة في الاتجاه الخاطئ” ، مستشهدين بالعديد من نفس المخاوف التي لدى EFF.
كذلك متصفح Vivaldi يرفض التقنية الجديدة قائلا أن “مشروع جوجل الجديد لجمع البيانات سيئ” و “خطوة خطيرة تضر بخصوصية المستخدم”.
كانت هناك بعض التقارير التي تفيد بأن ووردبريس، الذي يشغل ما يقرب من 34 بالمائة من جميع مواقع الويب على الإنترنت سوف يحظر FLoC، لكن هذا مجرد اقتراح مقدم من أحد المساهمين فيه.
محرك البحث DuckDuckGo، أحد منافسي محرك بحث جوجل يقف ضد FLoC، بالإضافة إلى تعطيله في صفحات البحث، فقد أصدر إضافة لمتصفحات كروم الذي يحظر تتبع FLoC عبر الويب.
هل تفشل تقنية FLoC؟
لا يتعين على جوجل الاستماع إلى أي شخص، فهي تسيطر على 70 في المئة من سوق المتصفحات حول العالم، لكن إذا عارض المستخدمون التقنية الجديدة فقد تخسر حصة سوقية مهمة.
أنا لا أعارض فكرة الإعلانات، لقد اكتشفت الكثير من الأشياء الرائعة من الإعلانات وهي تدعم الكثير من الأشياء التي أحبها، لكنني متأكد من أننا جميعًا نكره الإعلانات الثقيلة والمتضخمة والمشتتة للانتباه.
إقرأ أيضا:عودة دونالد ترامب إلى تويتر واردة بفضل إيلون ماسكينبغي أن تساعد التقنية الجديدة في تحميل الإعلانات بسرعة على المتصفحات ولا تسبب أي مشاكل في الواقع لأصحاب المواقع الذين يحاولون الموازنة بين الكسب المادي وتوفير تجربة تصفح جيدة.
تعمل الشركة حاليا على تجربة التقنية الجديدة ولا يبدو انها مستعدة لتقديم تنازلات أو تعديل خطتها حاليا، لذا من غير المستبعد أن تعتمد تقنية FLoC بعد أن تجري المزيد من التحسينات عليها.
جوجل التي حققت العام الماضي 146 مليار دولار أمريكي من عائدات الإعلانات، ليست مستعدة للتخلي عن الإعلانات المستهدفة وعرض المحتوى الإعلاني ذات الصلة لأنه الأكثر جذبا للنقرات والتفاعل من قبل القراء والمستخدمين، لذا لا تأتي تقنية FLoC لتقتل التتبع بل فقط تجعله أكثر أمانا وتمنع المعلنين من الحصول على معلومات كثيرة عن المستخدمين خصوصا التعرف على هوية الأفراد التي أصبحت مزعجة للمدافعين عن الخصوصية.
3 اختراقات أكدت انهيار الخصوصية والحماية على فيس بوك
عمل سياسة الخصوصية متوافقة مع GDPR و CalOPPA وقوانين أخرى
الإعلانات الرقمية ستستفيد من انهيار إعلانات التلفزيون بسبب كورونا
لهذه الأسباب ستعرض جوجل الكثير من الإعلانات لك