تاريخياً، كانت هناك حركتان تحريريتان في الجزائر: حركة التحرير الوطني، التي نجحت في النضال ضد الاستعمار الفرنسي والتي أسفرت عن استقلال الجزائر في 1962، وحركة تحرير جنوب الجزائر (بالفرنسية: Mouvement pour la libération du Sud de l’Algérie) والمعروفة باسم “حركة البيض الكبير” (Grande Kabylie)، والتي نشأت في السبعينيات والتي تسعى إلى الحصول على حكم ذاتي لمنطقة البيض والدوائر المجاورة لها.
تأسست حركة تحرير جنوب الجزائر في منطقة البيض في جنوب الجزائر في السبعينيات، وتنادي بالحصول على حكم ذاتي للمنطقة.
وقد نفذت الحركة عدة هجمات وأعمال عنف في سبيل تحقيق أهدافها وكان آخرها عندما قتلت 20 جنديا جزائريا، ولكنها لم تحقق نجاحاً كبيراً في جذب الدعم الشعبي أو الدعم الدولي.
بعد استقلال الجزائر، تعرضت منطقة البيض والمناطق المجاورة لها للتهميش الاقتصادي والاجتماعي، مما أدى إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وزادت مطالب الحركة بالحصول على الإستقلال، وما زالت الحركة قائمة حتى اليوم، وتواصل نشاطاتها في المنطقة، ولكنها لم تحقق أي تقدم كبير في تحقيق أهدافها.
في البداية كانت هناك مطالب للحصول على الحكم الذاتي، لكن اليوم تحول الأمر إلى السعي نحو التحرير والإستقلال عن الجزائر لبناء دولة جديدة على الحدود مع مالي والنيجر.
ولجأت حركة تحرير جنوب الجزائر إلى الكفاح المسلح في الأشهر الأخيرة حيث اعتقلت أفرادا من الجيش الجزائري وقتلتهم كما أنها تنفذ هجمات على مراكز الجيش بالقرب من الحدود مع مالي تحديدا.
إقرأ أيضا:ما المانع الإلحادي؟ الرد على الجاهل بالأخلاق العلمانيةويتزايد نشاط هذه الحركة الإنفصالية بالتوازي مع الإضطرابات في مالي خلال الأشهر الماضية، حيث توسعت فاغنر الروسية إلى جانب مجموعات داعش والتيارات الإسلامية المسلحة في المنطقة التي غادرتها فرنسا.
ويتم تهريب الأسلحة من مالي إلى الجزائر، مما يزيد من تسلح المجموعات الإنفصالية مثل حركة تحرير جنوب الجزائر، وهو ما يزيد من الضغوط على الحكومة الجزائرية في مكافحة الإرهاب.
وتواجه الجزائر ضغوطًا أمنية لحماية حدودها من تهديدات الإرهاب والتهريب، وهذا يتطلب تكاليف إضافية للجزائر وضغوطًا على جيشها وقوات الأمن.
ويعد الطوارق هم أحد الشعوب الأمازيغية الذين يعيشون في منطقة الصحراء الكبرى بالجزائر والدول المجاورة، وهم يتميزون بثقافتهم ولغتهم الخاصة، وقد تعرض الطوارق للتمييز والإقصاء من قبل الحكومات المتعاقبة في الجزائر والدول المجاورة، الأمر الذي دفعهم إلى انشاء العديد من الحركات الإنفصالية.
ومن هذه الحركات نجد حركة الأزواد وهي حركة انفصالية تأسست في سنة 2012، تطالب بإقامة دولة مستقلة في منطقة الأزواد التي تضم أجزاء من الجزائر ومالي والنيجر، وتستخدم الحركة العنف والتمرد لتحقيق أهدافها، وتواجه مواجهات عنيفة مع الحكومة الجزائرية والجيش الوطني الشعبي.
أيضا هناك حركة التحرير والعدالة وهي حركة سياسية ومسلحة تأسست في سنة 1999، تطالب بحقوق الطوارق وتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وتستخدم الحركة العنف بشكل محدود في تحقيق أهدافها، ولديها أيضاً مواجهات مع الحكومة الجزائرية.
إقرأ أيضا:تأثير الماسونية على تاريخ إيران الحديثتنشط هذه الحركات الثلاثة في الجنوب الجزائري وهي كلها تبحث عن الإنفصال وتأسيس دولة خاصة بهم، وهذا بالإنفصال عن الجزائر وأيضا شمال مالي والنيجر.
ومن المعلوم أن الدولة الجزائرية تدعم البوليساريو وهي حركة انفصالية تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المغرب، لكنها موجودة على الأراضي الجزائرية فيما يسيطر المغرب بالكامل على صحرائه منذ تحريرها عام 1975.
إقرأ أيضا:سر ضوء أزرق في سماء الإسكندرية بالتوازي مع زلزال تركيا ومصرودائما ما ينصح المراقبون المغاربة الدولة الجزائرية بتفادي دعم الحركة الإنفصالية البوليساريو خصوصا وأن لديها حركات عديدة سواء في الجنوب أو الشمال وعدد منهم مسلحة وتبحث عن الإستقلال بالقوة، لكن الحكومة الجزائرية تتصرف بشكل غبي في هذا الملف ما يعرضها مستقبلا لحروب أهلية أو مواجهات دامية مع تلك الحركات على نطاق واسع.
إقرأ أيضا:
الجزائر مع الصين الواحدة ومع تقسيم المغرب في نفس الوقت
ماذا يعني اعتبار حرائق الغابات في الجزائر مؤامرة صهيونية؟
الجزائر الشريك العربي الأول لجمهورية الصين الشعبية الشيوعية
معنى الرقم 106 في مجتمع المثلية الجنسية بدولة الجزائر
فرنسا تحترق بسبب ماكرون واليمين المتطرف وجالية الجزائر
انتاج البطيخ: الجزائر في الصدارة عربيا والسعودية تتجاوز المغرب
هل الجزائر دولة فقيرة ولماذا هي أقل من المغرب وتونس؟