لا شك أن هناك تزايد في تدفق المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى شمال أفريقيا وهذا للعبور إلى أوروبا بينما يفضل الكثير منهم تونس والمغرب للإستقرار والعمل.
ومن الواضح أن هذا التدفق الكبير قد أزعج الرئيس التونسي، الذي طالب بإيقاف الاستبدال العظيم، وقد وجه تعليماته إلى مجلس الأمن القومي لمواجهة ما يصفه بالمؤامرة ضد بلاده.
العنصري قيس سعيد
وخرج الرئيس التونسي بعدد من التصريحات الصادمة ومنها قوله: “هذا الوضع غير طبيعي، وهناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس، وهناك جهات تلقت أموالا طائلة بعد سنة 2011، لتوطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس”.
وأضاف: “الهدف غير المعلن لهذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية، اعتبار تونس دولة أفريقية فقط، ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية”.
وتصب هذه التصريحات في إطار هجمة شعبية وإعلامية عنيفة تشهدها بعض دول شمال أفريقيا هذه الأيام ضد المهاجرين الأفارقة.
تعريف نظرية الاستبدال العظيم
هذه التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية أثارت إعجاب المتطرف الفرنسي إيريك زمور، الذي قال إن “البلدان المغاربية نفسها بدأت في دق ناقوس الخطر في مواجهة تصاعد الهجرة، تونس تريد اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شعبها، ما الذي ننتظره لمحاربة الاستبدال العظيم؟”.
إقرأ أيضا:هل روسيا دولة ديمقراطية وهل تختلف عن الإتحاد السوفيتي؟تعود جذور فكرة أن المهاجرين غير البيض يمكن أن يزيحوا الأوروبيين البيض المولودين في البلاد في نهاية المطاف إلى القومية العرقية الفرنسية في القرن العشرين، لكن المصطلح نفسه صاغه وشاعه المؤلف الفرنسي القومي الأبيض رينو كامو في كتاب شهير له حول الاستبدال العظيم (لا علاقة له بألبير كامو).
على الرغم من أن الكتاب لم يُترجم إلى الإنجليزية أبدًا، فقد ساعد الكتاب في تحفيز إطلاق شبكة يمينية متطرفة عبر أوروبا لها صلات بالمتطرفين في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته ويندي فيا، المؤسس المشارك ورئيس المشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف.
وتعد نظرية الاستبدال الكبرى من نظريات المؤامرة الشهيرة، وتقول إن البيض يتم استبدالهم عمداً بالمهاجرين والمهاجرين والمسلمين واللاجئين في جميع أنحاء العالم، وهو ما يؤثر بشكل أساسي على دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
نظرية الاستبدال العظيم في شمال أفريقيا
وعلى ما يبدو فإن النظرية وجدت لها أتباع من المسلمين والعرب وهم شريحة كبرى من سكان شكال أفريقيا الذين ينظرون بخوف وحقد وغضب إلى جحافل المهاجرين الأفارقة.
ودائما ما تفتخر شعوب شمال أفريقيا بالعروبة والإسلام والأمازيغ والفراعنة، لكنها لا تفتخر بانتمائها إلى أفريقيا، ومن شأن التصريحات التي أطلقها الرئيس التونسي أن تشجع المتطرفين في شمال أفريقيا إلى تنظيم حملات تستهدف المهاجرين.
وقد شهد المغرب خلال الساعات الماضية بالفعل حملات ضد الزواج بالمهاجرين الأفارقة وذلك كي يستمر تفوق البيض على السود في المملكة من حيث العدد.
إقرأ أيضا:حقائق وأرقام عن المغرب ممول وراعي الصوفية والإسلام الصوفيويخشى هؤلاء بالفعل من أن يتحول شعب المغرب والشعوب المجاورة إلى شعوب ذات بشرة سمراء إلى سوداء ويختفي البيض تماما من المشهد المستقبلي.
إقرأ أيضا:الحياة قصة كتبها الله ونحن والشياطين شخصيات بلا إرادةوليس كل المهاجرين الأفارقة يأتون إلى المغرب على سبيل المثال من أجل البحث عن عمل، فقد تزايدت البعثات التعليمية ويرسل الأثرياء الافارقة أبنائهم للدراسة في المملكة، وينجح عدد منهم في وقت لاحق بالحصول على وظائف مرموقة أو انشاء مشاريع وشركات ناشئة.
وفيما يختار هؤلاء الاستقرار والاندماج في المجتمع المغربي يبحثون عن الزواج بالمغاربة والمغربيات لبناء عائلات والإنتماء إلى بلدهم الجديد، وهو أمر يستفز المؤمنين بنظرية الاستبدال العظيم واتباع العنصري المتطرف الفرنسي إيريك زمور.
إقرأ أيضا:
يجب أن نساعد تونس اقتصاديا إذا أردنا المغرب الكبير
موقف تونس من الصحراء المغربية يجعلها ولاية جزائرية
ينبغي القلق على اقتصاد تونس وليس ديمقراطيتها الفاشلة
الهجرة إلى تركيا فكرة جيدة إذا كنت تريد العيش في الخراب
لماذا الهجرة إلى تركيا للعمل قرار خاطئ وستندم عليه؟