أتركوا تويتر تنزف ستقبل بأي عرض مستقبلا
تويتر في مأزق حقيقي، ليس فقط بسبب الأزمة التي تهدد استمراريته في ظل النمو المتباطئ للمستخدمين الجدد والنشيطين وأيضا عائدات الإعلانات التي لا تزال أقل من الخسائر التشغيلية لهذه الخدمة واستمرار مسلسل النزيف في تداولات البورصة.
قبيل أيام قليلة فقط كانت القيمة السوقية لشركة تويتر محددة على 13.3 مليار دولار والآن أضحت 12 مليار دولار، والسبب أن المستثمرين قاموا ببيع المزيد من أسهم هذه الشركة والتخلص منها بعد أن تأكد بأن كل الشركات المهتمة بالإستحواذ عليها انسحبت بشكل مفاجئ وغير متوقع.
هذه الشركات هي جوجل و ديزني وأيضا Salesforce فيما لا حديث عن مايكروسوفت التي لا تزال تعمل على اجراءات استكمال صفقة الإستحواذ على LinkedIn، ولا ننسى أيضا verizon التي تفكر في الإنسحاب من صفقة الإستحواذ على ياهو لأسباب تطرقنا إليها أمس في مقال “الملايين من الناس يتركون ياهو يوميا و Verizon قد تتخلى عنها“.
- السبب الحقيقي وراء انسحاب جوجل و ديزني و Salesforce من صفقة الإستحواذ على تويتر
الشركات الثلاثة جد مهتمة بالإستحواذ في الحقيقة على تويتر، وهي ستحقق فوائد وعائدات من ذلك لكن بشرطين من وجهة نظري، الأول هو الاستحواذ على هذه الشركة بأقل ثمن ممكن لتفادي المساءلة من المستثمرين الذين سيبحثون على العائد من انفاق الأموال على شراء هذه الشبكة وهذا منطقي، والثاني هو القدرة على إنجاح هذه الشبكة من طرف الإدارة الجديدة وجعلها منافسة قوية لفيس بوك والشبكات الإجتماعية الأخرى.
إقرأ أيضا:تويتر متضرر من لعبة Pokémon Go وتطبيقات الدردشة وفيس بوك أيضاإنهما فقط شرطين لا ثالث لهما، لكن الحقيقة والواقع يؤكدان ان هذا صعب للغاية، لا توجد أي ضمانة على قدرة جوجل و ديزني و Salesforce على إنجاح تويتر وبالتالي عقد صفقة مفيدة لهم، فيما الشركة الأمريكية لا تريد القبول بأقل من 30 مليار دولار على الأقل.
يقال أن مايكروسوفت مستعدة لدفع هذا الثمن وأنا اقول أن لدى جوجل أيضا القدرة المادية على عقد صفقة بهذا الحجم، لكن أي مؤسسة ستقدم على هذه الخطوة ستعرض نفسها لخطر كبير، شراء تويتر بهذا الثمن الباهض هي خطوة انتحارية، وهي الشعلة التي ستجعل المستثمرين في الشركة المستحوذة ينتظرون نتائج ايجابية سواء المزيد من العائدات والتوسع لهذه الشبكة ونمو المستخدمين، وفي حالة لم يتحقق هذا فإن الأزمة ستتمدد لتشمل مايكروسوفت أو جوجل أو أية شركة أخرى تنفق هذا الثمن على شراء شبكة اجتماعية مشكوك في قدرتها على النجاح.
أعتقد أن جوجل و ديزني و Salesforce يفكرون من هذا المبدأ، حتى وهم يملكون سيولة مالية قوية فهم غير مستعدين لإنفاقها في صفقة عالية المخاطر، وأنا أحييهم على الإنسحاب من مفاوضات الإستحواذ على تويتر.
- قد يكون انسحابا للضغط على تويتر واقناعها بقيمة أقل
في ظل الأخبار التي تؤكد أن هذه الشركات لم تعد مهتمة بالإستحواذ على تويتر فقد خسر سهم الشركة قيمته من 24 دولار إلى 18 دولار في ظرف أيام قليلة ما قلل أيضا من قيمة الشركة إلى 12 مليار دولار عوض 13.3 مليار دولار وهذا يعني أن الاستحواذ على الشركة سيكون بثمن أقل من 15 مليار دولار.
إقرأ أيضا:مارك زوكربيرغ يخسر 3.3 مليار دولار ولقبا مهما بسبب خوارزمية فيس بوك 2018أعتقد أن انسحاب الشركات من المنافسة على هذه الصفقة قد يكون بمثابة ضغط على الشركة من أجل القبول بعرض أقل ثمنا، وقد تكون فرصة ضائعة بالنسبة لهذه الشركة التي أصرت على سعر لا يعبر عن قيمتها السوقية.
لكن في كل الأحوال أنا متأكد أنه سيتم الاستحواذ عليها لكن يبدو أن هذا لن يحدث نهاية هذا العام كما قال بعض المراقبين.
نهاية المقال:
أحيي جوجل و ديزني و Salesforce الذين انسحبوا من مفاوضات الإستحواذ على تويتر والتي تطالبهم بقيمة 30 مليار دولار، وأحذر بقية الشركات ومنها مايكروسوفت من الإقدام على عقد صفقة عالية المخاطر … أتركوا تويتر تنزف وتخسر قيمتها السوقية وأنا متأكد أنها ستقبل الاستحواذ عليها بقيمة 13 مليار دولار أو حتى أقل.