اوبس صدمة!
لا يكاد فيس بوك يخرج من فضيحة حتى يقع في أخرى، وكأن لعنة ما قد حلت بهذه الشركة، لكنها لعنة مستحقة بالنظر إلى أنها كانت راضية وسعيدة بالتسويق للأخبار المزيفة على منصتها وكان لها يد فيما حدث بالعالم من فوضى، بداية من الربيع العربي إلى الإنتخابات الأمريكية مرورا باضطهاد مسلمي ميانمار.
هذه ليست مزحة ولكن كل هذه التهم تلاحقها، حاولت لأشهر طويلة النأي بالنفس عن ذلك ثم أقرت في النهاية بأنها ارتكبت أخطاء ويجب اصلاحها.
لفترة طويلة اعتقد المستخدمون بأن فيس بوك منصة آمنة ولا يمكن اختراقها أو تسريب البيانات منها، لكن هذا الإعتقاد احترق وأصبح ركاما هذا العام، بداية من فضيحة كامبريدج أناليتيكا إلى اختراق فيس بوك خلال سبتمبر الماضي.
الآن الفضيحة الكبرى أن بي بي سي البريطانية أزالت الستار عن تجارة جديدة ومتنامية لرسائل ومحادثات مستخدمي فيس بوك.
تقول مجموعة القراصنة أنه لديهم كميات هائلة من بيانات المستخدمين على المنصة ويرغبون في بيعها، وقد قاموا بعرضها على بعض المنتديات المتخصصة ومواقع الإختراق.
وليس واضحا كيف جمع هؤلاء البيانات وهل لديهم علاقة بالإختراق الأخير الذي قالت فيس بوك أن عدد المستخدمين المتضررين منه لم يتجاوز 30 مليون مستخدم.
وعرض هؤلاء رسائل خاصة ومحادثات من 81 ألف حساب مبدئيا، وبعد أن تحققت بي بي سي من ذلك تأكد لها أنها حقيقية وتواصلت مع بعض المستخدمين الروس المتضررين ليؤكدوا لهم أنها بالفعل رسائلهم مستغربين من سبب تسريبها.
إقرأ أيضا:كيف تربح عملة بيتكوين مجانا من خلال التسوق على الإنترنت-
رسائل ومحادثات 120 مليون حساب فيس بوك للبيع بسعر 0.10 دولار لكل رسالة
حسب Digital Shadows المتخصصة في الأمن المعلوماتي فإن مجموعة القراصنة التي تقف وراء هذه العملية عرضت رسائل ومحادثات خاصة من 81 ألف حسابا للبيع، كما تم إتاحة بيانات من 176 ألف حساب إضافي استعداداً لطرحها للبيع.
يعمل هؤلاء على رفع المزيد من الرسائل الخاصة والمحادثات لعرضها للبيع الفترة المقبلة، ولن يكون من السهل بالنسبة عرض رسائل ومحادثات 120 مليون مستخدم لكن كما نجحوا في تنزيل تلك المحادثات من فيس بوك لن يكون مستحيلا بالنسبة لهم عرضها على المنتديات والمواقع المتخصصة للبيع.
كل رسالة هي بسعر 0.10 دولار وهذا يعني أنه يمكن تحقيق أرباح جيدة من كل مستخدم يتم بيع كافة محادثاته للجهات التي ترغب في ذلك.
لا نعرف هل هناك سعر اكبر لبعض الشخصيات من الممثلين والفنانين والشخصيات السياسية والمشاهير الذين يستخدمون المنصة للتواصل؟
وسائل الإعلام ستكون مستعدة لتدفع آلاف الدولارات للحصول على محادثات خاصة لشخصيات معينة ونشرها للرأي العام.
الحكومات وأجهزة الإستخبارات في عدد من الدول يمكن ان يكون لها مصلحة في الوصول إلى تلك البيانات، هذا إن لم تكن تلك البيانات متاحة لهم بشكل سري.
إقرأ أيضا:تحالف فيس بوك جوجل آبل لإيقاف زحف دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا-
التشفير مجرد كذبة على خدمات فيس بوك
تقول فيس بوك أن المحادثات والرسائل على منصتها مشفرة بالكامل، لكن الوصول إلى هذه البيانات يؤكد لنا أن تلك البيانات قابلة للقراءة.
وتشبه هذه الواقعة إلى حد ما، تلك التي تعرضت لها ياهو منذ سنوات حيث وصل المخترقين إلى رسائل 3 مليارات مستخدم لخدمة بريد ياهو.
تشك فيس بوك في أن إضافات خبيثة متوفرة على متاجر المتصفحات هي التي تمكن من خلالها المخترقين بالوصول إلى هذه البيانات ولم يتضح بعد صحة هذه الفرضية.
-
الدردشة على فيس بوك خطر على أصحاب الأعمال
بالنسبة للأشخاص الذين يتبادلون الرسائل الخاصة على فيس بوك حول الاعمال والخطط ويتشاركون أيضا كلمات المرور وروابط لوحة التحكم أو يوفرونها للعملاء من خلال محادثات فيس بوك، فسيكون من الخطير جدا الإستمرار على هذه السياسة.
إقرأ أيضا:نجاح فيس بوك في تشويه صورة مصر وإغراقها في وحل الهزيمة النفسيةمن غير المستبعد أن يكون ضمن 120 مليون مستخدم المتضرر في تسريب رسائلهم الكثير من الناس والمؤسسات التي سقطت في هذا الخطأ.
-
محادثاتك ورسائلك وبياناتك على فيس بوك ليست آمنة
تحولت هذه المنصة إلى بنك عملاق لبيانات المستخدمين ومعلوماتهم وحياتهم الشخصية وعلاقاتهم، وقد اتضح أن هذا خطير للغاية حيث أن الشركة تتيح الكثير من تلك البيانات بأشكال مختلفة للمطورين والمعلنين، ليتأكد أيضا ان المخترقين والجهات الخبثة يمكنها أن تتجاوز طبقات الحماية في المنصة وتصل إلى مرادها.
قد تستخدم كلمة مرور صعبة ومختلفة عن كل كلمات المرور على الخدمات الأخرى، وتفعل ايضا ميزة التحقق بخطوتين، لكن من غير المستبعد أن يتم الوصول إلى بياناتك من خلال استهداف قواعد بيانات الشركة.