إنترنت

مشاكل وخلافات الصحافة الإلكترونية مع جوجل فيس بوك آبل تويتر

من شأن مشروع قانون الحزبين الذي تم تقديمه مؤخرًا في مجلسي النواب والشيوخ أن يمنح صناعة الأخبار مجالًا للرد على شركات التكنولوجيا.

سيخلق “قانون المنافسة والمحافظة على الصحافة” نافذة مدتها أربع سنوات للناشرين للتجمع مع بعضهم البعض للتفاوض بشكل جماعي مع منصات التكنولوجيا دون التهديد باتخاذ إجراءات لمكافحة الاحتكار.

وقد تتساءل عن السبب الذي أوصلنا إلى الوضع الحالي، ولماذا تتحرك الصحافة الإلكترونية حول العالم ضد هذه الشركات؟

  • جوجل وفيس بوك مصدرين مهمين للزيارات إلى المواقع الإخبارية

تبدأ القصة مع نجاح كل من جوجل و فيس بوك في احتكار الزيارات التي تكسبها المواقع الإخبارية ومواقع الصحافة الإلكترونية.

في الماضي كان لكل صحيفة اسم معروف ويتم الولوج إليها مباشرة من خلال مفضلة المتصفحات أو الصفحة الرئيسية، لكن مع تنامي المنافسة وكثرة المواقع والخيارات أمام القارئ وانتشار الشبكات الإجتماعية والبحث الإلكتروني وجدت الصحافة في هذه المنصات أماكن جيدة لتوزيع المحتوى الذي تنشره.

تتمتع كل من جوجل و فيس بوك بشعبية كبيرة وشهرة عالمية، ولم يكن ليحدث ذلك دون تحالف مع وسائل الإعلام والصحافة الإلكترونية التي فتحت لها الباب ووفرت لمحتوياتها الظهور للمستخدمين.

وهكذا تغير سلوك مستهلكي الأخبار حيث يمكنهم الوصول إليها من نتائج بحث جوجل ومن خدمة جوجل نيوز وكذلك من فيس بوك وتويتر وحتى تطبيقات الأخبار مثل Apple News.

إقرأ أيضا:رابط تنزيل تانجو مهكر Tango Live بريميوم من ميديا فاير

80 في المئة من الزيارات التي تتلقاها هذه المواقع قادمة من جوجل وفيس بوك ويمكن أن تصل النسبة لبعض المواقع إلى 100 في المئة، رغم وجود خيارات متعددة أخرى مثل القائمة البريدية وتنبيهات المتصفحات.

  • جوجل لا يدفع جيدا للناشرين

بالنسبة لشركة جوجل فإن أسعار الإعلانات وإن تحسنت بشكل عام عالميا وحتى عربيا، وتنامت العائدات من أدسنس والشبكة الإعلانية لهذه الشركة إلا أن معظم الأموال التي ينفقها المعلنين تذهب إلى جيبها.

قدمت جوجل تفاصيل حول أهمية الأخبار مرة واحدة فقط في عام 2008، عندما قدرت ماريسا ماير، وهي مديرة تنفيذية في الشركة، أن الأخبار تجلب حوالي 100 مليون دولار سنويًا.

باستخدام هذا الرقم وبافتراض أن كل شيء آخر بقي ثابتًا، تقدر News Media Alliance أن الأخبار تولد 4.7 مليار دولار للشركة اليوم.

بين عامي 2007 و 2017، تقلصت عائدات الإعلانات في الصحف من 45 مليار دولار إلى 16 مليار دولار سنويًا، بينما زادت عائدات الإعلانات لشركة جوجل ستة أضعاف، من أقل قليلاً من 9 مليارات دولار إلى 52 مليار دولار

  • الزيارات من فيس بوك أرخص من زيارات جوجل

على الجهة الأخرى فإن العلاقة مع فيس بوك التي تنافس هي الأخرى لاستضافة المحررين والمدونين على منصتها والناشرين لتوفير الأخبار رغم مشكلتها المزمنة مع الأخبار المزيفة ليست جيدة.

إقرأ أيضا:هذا مصير مقاطع فيديو القتل والتحريض على الإرهاب في يوتيوب

المشكلة الأولى هي أن المواقع التي تعتمد كثيرا على زيارات فيس بوك تعاني على مستوى العائدات مقارنة مع المواقع التي تحصل على الزيارات من فيس بوك.

أما المشكلة الثانية فإن الصحف والمؤسسات التي تنفق المال على الإعلانات تجد نفسها في وضع سيء ماديا، وتسرح المدونين عوض أن تقوم بخفض ميزانية الإعلانات على هذه المنصة التي تتعمد تقليص الزيارات المجانية لدفع الناشرين نحو الترويج المدفوع للمواد التي ينشرونها.

كان عام 2018 الأسوأ في تاريخ العلاقة بين الجانبين، وتعمل حاليا المؤسسات الناجحة على تقديم المحتوى العالي الجودة للتركيز على جوجل فهو أقل الضررين.

تتهم الصحافة الإلكترونية شركة فيس بوك أنها تحاول احتكار الأخبار من خلال منتجاتها وخدماتها “المشبوهة” والتي تكسب منها الشركة كثيرا ولا تعطي سوى الفتات للناشرين.

  • تويتر لا يقوم بالكثير لصالح الصحافة الإلكترونية

تحولت تويتر إلى شركة ربحية خلال الأشهر الماضية، واستفادت من تواجد السياسيين ووسائل الإعلام على موقعها وقد وسعت برنامجها الإعلاني ليرحب بالناشرين أيضا.

وتستفيد تويتر من وجود الروابط الإخبارية على منصتها والكم الهائل من المحتوى الذي تنشره الصحافة الإلكترونية ما بين الفيديوهات والنصوص والصور والروابط.

ولا تبذل الشركة الكثير من الجهود لمساعدة الصحافة الإلكترونية على التقدم رغم أنها محور المنصة وسبب ازدهارها مؤخرا.

إقرأ أيضا:ما الذي يحدد سعر بتكوين Bitcoin؟ وهل هي معرضة للتراجع والأزمات؟
  • تاريخ آبل مع التطبيقات ينطبق على الأخبار

أطلقت الشركة تطبيق آبل نيوز حديثا وقد توسعت إلى إطلاق نسخة بلس منها، وتقول أن الهدف من ذلك هو مساعدة الصحافة الإلكترونية.

غير أن الواقع يقول أنه ليس هناك مساعدة بدون أرباح من وراء ذلك وهذا بالنسبة لهذه الشركات، خصوصا آبل التي تبحث عن زيادة عائداتها وأرباحها مع تراجع مبيعات آيفون.

ممارسات آبل مع مطوري التطبيقات معروفة وهي التي تربح الكثير من التطبيقات، فهي لا تفرض جميع الشروط والأحكام الخاصة بكل تطبيق في متجرها فحسب، بل إنها تمسك أيضًا بعلاقة العملاء، وتحتفظ ببيانات العميل القيمة، وتصر على استخدام نظام الدفع الخاص بها فقط، وتفرض عمولة قدرها 30 في المائة من الرسوم تدفع من قبل المستهلكين.

وهي تستخدم متجرها لضرب المنافسين والتضييق عليهم خصوصا في مجال المدفوعات وحلول الدفع، لهذا فليس من المنتظر منها أن تفعل الكثير لأجل الصحافة الإلكترونية.

 

نهاية المقال:

وضحنا في هذا المقال كيف تستفيد كل واحدة من الصحافة الإلكترونية والممارسات السيئة التي تقوم بها اتجاه الناشرين، بالطبع آبل جديدة في هذا المجال لكن ممارساتها السيئة في متجر التطبيقات تعطينا صورة لما ستقوم به معنا أيضا.

السابق
رابط حسناء سعيد فيسبوك وحساب انستقرام
التالي
11 سبتمبر وداعش و7 أكتوبر: هل الإسلام دين الإرهاب؟