تواجه قطر حملة إعلامية إسرائيلية غربية هذه المرة بسبب استضافتها قادة حماس ودعم الإرهاب، وهي التهمة التي واجهتها من قبل من تحالف السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
حاليا تلك الحرب الخليجية انتهت، ووسائل الإعلام الخليجية العربية في هدنة مع بعضها البعض، لا تنشر الجزيرة فضائح جيرانها وهم بدورهم لا يتحدثون عن فضائح قطر.
غير أن وسائل الإعلام الغربية حاليا تشهد مواقعها الإلكترونية حديثا متزايدا عن دور قطر في هجوم 7 أكتوبر، حيث تستضيف قادة حماس الذين خططوا للهجوم العسكري الذي أودى بحياة أكثر من 1400 إسرائيلي مدني.
قطر متهمة بدعم الإرهاب
تستضيف دولة قطر مقر القيادة المركزية الأمريكية والمكتب السياسي لمنظمة إرهابية وحشية حسب وسائل اعلام غربية وهي “تعيد إلى الأذهان أسوأ أعمال العنف التي قام بها داعش”، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.
وفي ضوء المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والتي راح ضحيتها 1400 إسرائيلي، بما في ذلك العديد من المواطنين الأميركيين، ينبغي على الولايات المتحدة أن تغير نهجها وسياستها تجاه قطر.
وتقول احدى تلك المقالات والتي نشرت على موقع ذا هيل: “إذا كانت قطر غير قادرة أو غير راغبة في تحقيق الإفراج السريع عن أكثر من 200 طفل وامرأة ورجل محتجزين كرهائن لدى حماس؛ طرد قادة حماس، وإنهاء دعمها للمنظمة الإرهابية، يجب أن تفقد مكانتها كحليف رئيسي لأمريكا”.
إقرأ أيضا:قائمة الدول العربية التي تعاني من الفقر المائيويضيف المقال أن قطر كانت الراعي الرئيسي لحركة حماس، وهي منظمة إرهابية أجنبية مصنفة من قبل الولايات المتحدة، منذ عام 2012 على الأقل، وتستضيف كبار قادتها ومكاتبها في عاصمتها الدوحة.
في 18 أكتوبر فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أحد عناصر حماس المقيم في قطر والمتورط في “تحويل عشرات الملايين من الدولارات إلى حماس، بما في ذلك الجناح العسكري لحماس”.
حملة يقودها منتدى الشرق الأوسط ضد قطر
بالنسبة لإسرائيل لم يعد مقبولا استمرار حماس على أرض الواقع، بعد العملية الغادرة والنوايا الواضحة برغبتها في إبادة اليهود والتأكيد على أن فلسطين هي من النهر إلى البحر، لم تعد تل أبيب تريد الثقة بالحركة الإسلامية في غزة واعتبارها مكونا فلسطينيا.
لهذا السبب لا تريد إسرائيل هذه المرة التوقف عن الحرب حتى تنهي شرعية حماس في غزة ووجودها أيضا، وحينها واحد من الخيارات المتاحة هي عودة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس إلى غزة.
وبناء على ذلك يعمل منتدى الشرق الأوسط على الترويج لحملة ضد داعمي حماس وعلى رأسهم قطر، الدولة الخليجية التي لديها علاقات جيدة مع كل من حماس وإسرائيل وتلعب دور الوساطة في أزمة الرهائن.
ويضيف المقال المشار إليه سابقا: (كما تقدم قطر دعمًا كبيرًا لحماس من خلال شبكة تلفزيون الجزيرة، التي توفر منصة مركزية لقادة حماس والتحريض ضد إسرائيل. وكما كان متوقعاً، وبينما كان هياج حماس ضد المدنيين الإسرائيليين مستمراً، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً قالت فيه إن إسرائيل وحدها هي المسؤولة عن العنف).
إقرأ أيضا:سيتمكن الهندوس من غزو مكة في عصر الهند العظمىمصالح قطر مع الولايات المتحدة في خطر
وفي يناير 2022، أعلن الرئيس بايدن أنه سيتم تصنيف قطر “كحليف رئيسي من خارج الناتو”، ما يجعلها أهم دولة بالنسبة للولايات المتحدة مقارنة بالسعودية والإمارات.
لكن على ما يبدو فإن الحملة الإعلامية القوية التي يديرها المنتدى وحتى كتاب وصحفيين إسرائيليين وأمريكيين وآخرين غربيين تهدد مصالح قطر سواء مع الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي.
لدى الدولة الخليجية استثمارات مالية في الرياضة سواء بالإتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ويقال أيضا أنه تم إلغاء صفقتين في الفترة الأخيرة وهي استحواذ جهاز الإستثمار القطري على مانشستر يونايتد، إضافة إلى إلغاء صفقة قطرية بقيمة 4.05 مليار دولار للحصول على حصة 5 في المئة في المجموعة الرياضية التي تمتلك فرق الهوكي وكرة السلة المحترفة في واشنطن.
العديد من الشركات الامريكية الأخرى بدأت مراجعة استثمارات قطر في أسهمها، وقد عبر الملياردير الأمريكي بيل أكمان من إمكانية أن توظف بيرشينغ عن غير قصد طلابا مؤيدين لحماس بسبب استثمارات تلقتها الشركة من قطر.
ضغوط من أجل تصنيف قطر كدولة راعية للإرهاب
ويبدو أن الأسوأ لم يحدث بعد، فهناك ضغوط في الكونغرس الأمريكي من أجل تصنيف قطر كواحدة من الدول الراعية للإرهاب ما قد يعيق مصالحها المالية والتجارية مع الغرب وربما أيضا مع جيرانها الذين قد يعتبرونها فرصة لتصفية الحسابات القديمة.
إقرأ أيضا:هل ماكدونالدز تدعم إسرائيل؟وعلى ما يبدو فإن قطر مستعدة لإعادة النظر في علاقتها مع حماس بعد الحرب، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية القطري مؤخرا في لقائه بوزير الخارجية الأمريكي.
قد تلجأ الدولة الخليجية في النهاية إلى طرد القيادات الحمساوية ودعوتها للعودة إلى غزة أو البحث عن دولة أخرى لهم، فيما قد ترحب بهم ايران.
إقرأ أيضا:
من باع القضية الفلسطينية؟ حماس وفتح برعاية قطر الممولة لنتنياهو
لماذا تمول قطر حملات بنيامين نتنياهو الانتخابية في إسرائيل؟
رابط فحص 100 دولار المنحة القطرية – اللجنة القطرية
نصرة الإسلام من تدمير سوريا إلى كأس العالم بقطر
خطر الشعبوية اليسارية والإسلام السياسي في حرب غزة