إنترنت

معاناتي مع شبكة Ello القاتلة للحياة و ليس للفيس بوك

صورة مأساوية هذا ما يروج له Ello بشجاعة

 

خلال أواخر العام المنصرم سمعنا عن ولادة شبكة إجتماعية ستنافس بقوة الفيس بوك بل و لقبت بأنها الشبكة القاتلة لشركة مارك إنها Ello التي حملت في شعارها الرئيسي قيما سامية و منها عدم بيع معلومات المستخدمين و الإمتناع عن عرض الإعلانات لهم .

الشبكة شكلت فقاعة كبيرة خلال الأسابيع الماضية و قد إنضم الكثيرين من المستخدمين حول العالم إليها ، و هناك رهانات كبيرة على أنها ستنهي مجد فيس بوك .

إنها محاولة أخرى من المحاولات البشرية للإطاحة بالشبكة الزرقاء التي أصبح الجميع يكره سياستها في العديد من الجوانب و منها الخصوصية .

في نظري شبكة Ello ليست إلا محاولة أخرى بائسة و قاتلة للحياة بداخلي و بداخل المستخدمين و قبل أن تعتقد أن هذا تعصب أو حقد دعني أتحدث عن أسباب قيامي بتبني هذا الرأي المنافي لما انتشر على الويب العربي .

 

  • البساطة أكثر من المقبول سذاجة

يتفق الجميع على أن شبكة Ello بسيطة إلى حد كبير ، إستكشفتها لمدة كافية لأدرك أنها بالغت كثيرا في بساطتها لحد السذاجة .

عندما تتصفح الشبكة ستحس بأنها تعيدك إلى بدايات الويب حيث الصفحات بيضاء و عليها الكتابة باللون الأسود ، بتعبير أوضح فإن Ello تعيدني إلى منتصف القرن الماضي حيث التلفزيون لا يدعم الألوان و الجرائد تغلب عليها العناوين و النصوص مع قليل من الصور التي تجمع بين الأبيض و الأسود .

إقرأ أيضا:تحميل تطبيق lensa لتحويل صور السيلفي إلى كرتون ورسوم فنية

ببساطة لم أحتمل البقاء فيها طويلا عكس شبكات أخرى جربتها و أصبحث أخشى عمى الألوان !

 

  • مهما كان المحتوى مميزا فسيصيبك الملل و الإكتئاب

شعار Ello باللون الأسود و عليه ابتسامة بيضاء و بعض المساحات الملونة بالرمادي الناتج عن إختلاط الأبيض بالأسود ينتج عنه الملل و الإكتئاب .

هذه الألوان القاتمة و الضبابية ترادف في علم النفس الإحباط و الإكتئاب و الشعور بنقص ما بل و بالنظر إلى هذه الحياة على أنها مملة ، هذه هي النتيجة التي استخلصتها من تجربة هذه الشبكة .

كان من الأحسن أن تلعب على ألوان أخرى تنبع منها إشراقة الحياة بما فيها السعادة و الإرتياح ليبقى المستخدم طويلا دون أن يتضايق و لو للحظة .

 

  • صعب أن تتأقلم مع Ello … إنها بدائية معقدة

إحترت في تفكير من قام بتصميم هذه الشبكة هل يعاملني كمستخدم راشد بعقله أم كمستخدم معاق ؟ و للعلم لست الوحيد الذي واجه مشاكل في التأقلم مع Ello ، هناك من جربها لمدة دقائق ثم قرر الخروج أتعرف لماذا ؟  لا أحد سيجلس لساعات في موقعك كي يفهم ألية التعامل معه فأنت ففي الأخير هناك منافسين بكثرة في هذا الميدان .

إقرأ أيضا:حقيقة بيل غيتس هل هو عبقري أم شرير أم ماذا؟

 

  • نظام الدعوات تعيد إلى ذهني بداية جوجل بلس … إنها حركة تسويقية

عند إطلاق جوجل بلس صيف العام 2011 كنت متحمسا لتلك الشبكة كوني غير متواجد على الفيس بوك ! حوالي 100 دعوة أتيحت لي حينها وزعتها في أحد المنتديات و كنت أحسب أن شبكة جوجل الجديدة ستحطم سريعا فيس بوك .

النتيجة ؟ لا يزال هناك فرق كبير بينهما و رغم أن جوجل بلس ناجح مقارنة بتجارب جوجل الفاشلة في هذا الميدان إلا أنه يبقى هو الأخر فاشلا أمام تويتر فما بالك بالرقم 1 !

نظام الدعوات يجعل الجميع يظن أن المشروع الجديد مهم للغاية و عليك أن تحصل على دعوة لتجربته من أجل إستكشافه و عندما تنضم إليه تكتشف أنها مجرد حركة تسويقية حتى و إن نال إعجابك .

 

  • شبكة بدون إعلانات …شماعة لجذب المستخدمين ليس إلا !

القائمين على Ello مصرين على تمويل شبكتهم الإجتماعية الواعدة من خلال التمويلات الضخمة التي يتلقونها من حين لأخر و ذلك من جمعيات و جهات تدعم مبدأ محاربة الإعلانات و عدم بيع بيانات المستخدمين للمعلنين .

الفكرة في الحقيقة جميلة غير أنها على المدى البعيد لن تكون قابلة للتطبيق ، التكاليف التشغيلية للشبكة ستزداد مع مرور الأيام و في حالة افترضنا أنها وصلت لمستوى فيس بوك اليوم أظن أن هؤلاء سيطمعون في إظهار الإعلانات كما أن الجهات الممولة لها الأن لن تكون جاهزة للدفع دائما.

إقرأ أيضا:كيف قتلت الأخبار المزيفة على واتساب أكثر من 30 شخصا؟

في عالم الأعمال لا يوجد الإنفاق دون ربح ، إذا أرادت Ello أن تستمر و تنافس عليها أن تتحول إلى مشروع تجاري يعرض الإعلانات مع إحترام خصوصيات المستخدمين و إلا فستختفي لسبب واحد و هي تحولها إلى ثقل على كهل المؤسسين و الداعمين لها .

 

  • من اليسار إلى اليمين أريد العكس لأني عربي !

الشبكة تدعم عرض من اليسار إلى اليمين بينما من يكتب باللغة العربية أو يستعرض المشاركات المكتوبة بلغة الضاد سيحس بأنه في موقع يتناقض كليا مع هذه اللغة الجميلة .

لا تبدوا العربية جميلة على Ello فيما الخط الخاص بالنصوص هناك بمختلف اللغات يشعرك بأنك تقرأ تقارير خاصة بالحكومة و ليس منشورات أصدقائك !

 

  • مربع كتابة منشور جديد ليس مشجع للكتابة

الكتابة على مربع رمادي و الضغط على زر أسود للمشاركة لم يشجعني قط كي أستمر في التفاعل ، نفس الأمر بالنسبة للتعليق الغير المتاح إلا بعد الضغط على عدد التعليقات لترى نفس المربع بنفس التصميم و الألوان التي جعلتني أحس أنني في مكان مأساوي للغاية يقدس فيه الجميع ألوان السلبية .

 

  • ما أكثر الصور بالأبيض و الأسود

ينعكس التصميم العام لشبكة Ello على المستخدمين فيلجأون لمشاركة الصور بالأبيض و الأسود أكثر من الصور الملونة، و قد وجدت أن البعض خصص ملفه الشخصي لعرضها مع بعض الكلام المكتوب بالأسود على الخلفية البيضاء و هنا أدركت حقيقة السطور السابقة .

نحن اعتدنا في هذه الحياة على الألوان و الصور الواقعية ، سيكون من الصعب علينا أن نتعايش مع الواقع القديم في قالب جديد و الذي يحلم به القائمين على هذا المشروع !

 

  • حاليا لن تنفع المسوقين و أصحاب الأعمال

ببساطة أرى أن الشبكة لن تنفع أصحاب الأعمال و المشاريع إضافة إلى المسوقين كونها لا تتيح لهم الإعلان فيها إلى جانب قلة التفاعل عليها و صعوبة القيام بحملة تسويقية مجانية عليها .

الشبكة تفتقد للمجموعات و الصفحات و المساحات التي تجمع بين المستخدمين الذين تجمعهم نفس الإهتمامات من أجل استهدافهم بسهولة .

 

نهاية المقال :

البساطة حتى السذاجة و خلو الشبكة الإجتماعية من الإعلانات ليس كافيا لأكون مستخدما وفيا لها ، الميزة الأولى تحسسني بأتني شخص غبي و الثانية في صالحي كمستخدم و ضد مشروعي كمعلن ، أما طغيان اللون الأسود و الأبيض يجعلان الشبكة تكتسي اللون الرمادي ما يشعرني بمزيج من المشاعر السلبية لتزيد صور الأبيض و الاسود و خط الكتابة البئيس من معاناتي .

أبحث عن إمكانيات جيدة لأكتشف أن Ello شبكة بدائية للإنسان البدائي على الويب !

السابق
كيف يحقق المسلم الانقياد لله باداء الصلاة
التالي
خطة عمل موقع ألعاب فلاش ناجح في ظل فشل العربية منها