مشكلة الأديان هي أنها تسقط نفس صفات الإنسان وتصرفاته على الله، يفرح لتوبة العبد ويغضب عند المعصية، وحبه لنا مشروط وعلاقتنا معه قائمة على الخوف من النار والطمع في الخير والجنة.
في سلسلة كتب محادثات مع الله، التي حصلت عليها من مترجمها محمد عبده، سنكتشف معا أن الحقيقة مختلفة ومعظمنا يعرفها مسبقا في أعماقه (روحه).
تبدأ هذه السلسلة بخيبة آمل الكاتب الأمريكي نيل دونالد والش، والذي عان على كافة المستويات، الشخصية والمهنية، ولجأ إلى الكتابة من أجل التحرر من غضبه والتمرد على وضعه والتعبير عن غضبه من خالق هذا الوجود.
بعد ذلك بدأ يأتيه الإلهام أو ما يسميه الوحي، أجوبة عن أسئلة نطرحها جميعا، وهي مختلفة عن الأجوبة التي قدمتها الديانات الإبراهيمية في نسختها الأصلية والأديان الأخرى.
يشكك نيل دونالد والش في البداية من أن الإلهام الذي يحصل عليه وهذا الصوت من عقله هو من غير الله، لكن مع تتابع الأسئلة وانهمار الأجوبة التي لم يكن يعرفها يدرك أن الأمر أكبر من مجرد كتابة نصوص مبعثرة على الأوراق.
تكشف سلسلة كتب محادثات مع الله، الخالق الحقيقي، الذي خلقنا أحرار وهو يراقبنا فقط، ونعيش من خلال ذاته تجاربنا، ولا يوجد لديه في قاموسه الخطأ والصواب، العقاب والثواب.
الإنسان هو من صنع الملوك ثم تخيل أن الله مثل ملك جالس على العرش يراقبنا من بعيد، والإنسان هو الذي يعاقب أعدائه ويعذبهم ويعتقد أن هذا منطق الله أيضا.
إقرأ أيضا:خرافة الإلحاد من أجل الشهوات التي يرددها رجال الدينوإذا كنا جميعا أرواحا قادمة من الله، أليس من خلال معاقبتنا هو يعاقب ذاته؟ تذهب الديانات المختلفة إلى الحديث عن الجحيم الأبدي وعذاب القبر وتصور لنا إلها غاضبا خلقنا ليعذبنا.
الأسوأ عندما نقرأ في النصوص الدينية المختلفة أنه لو شاء الله لآمن الناس جميعا، لكنه هو الذي رفض ذلك، إلا أن المعنى الحقيقي لذلك هو أن الخالق حسم أمرنا منذ زمن طويل، وحاضرنا هو بالنسبة له الماضي، وهو الذي حدد مسبقا أن أغلب خلقه سينتهي بهم المطاف إلى الجحيم، وببساطة نعيش في ماتريكس ونحن مبرمجون سلفا.
حتى الآن وجدت في أول كتاب من هذه السلسلة الكثير من الأفكار الموجودة لدي منذ مدة، وكلما تقدمت في الصفحات وجدت المزيد منها، وهي أفكار إذا تحولت إلى معتقدات سينتهي غضبي من الإله وشكي وسيتغير تفكيري من سلبي إلى إيجابي.
من الأمور التي تطرق إليها في أولى صفحات الكتاب الأول، نجد تبريرا لرفض الله الظهور كما هو بالنسبة لنا، حيث يقول أن بإمكانه الظهور في أشكال مختلفة ومخلوقات متنوعة لكن ما أن يظهر لك في شكل معين سيربط الناس ذلك الشكل أو المظهر به وسيجسدونه.
كما أن الله في حقيقته غير قابل للتجسيد، فهو بداخلنا ونحن أيضا نعيش بداخله وهو الملكوت وعالم الوجود، وليس كما تتصوره بعض الأديان والفرق الدينية أنه مثل الإنسان وهو جالس على العرش في السماء.
إقرأ أيضا:أهمية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء وتأثيره الدوليوتصنف سلسلة كتب محادثات مع الله من كتب العصر الجديد وهي حركة روحية تنويرية ظهرت في القرن الماضي وهي امتداد لمذاهب الباطنية (الغنوصية) وتلتقي في بعض أفكارها مع الفلسفات خصوصا البوذية والأفلطونية.
ولطالما تعرضت هذه الحركة للهجوم والنقد سواء من الكنيسة أو من المؤسسات الإسلامية ويتم ربطها مع الكفر والسحر والدجل والإلحاد من خلال سياسة التشويه التي تمارسها المؤسسات الدينية.
إن الكثير من الأفكار التي جاءت بها هذه السلسلة من الكتب الروحية الأكثر مبيعا في آخر 100 عاما، تقدم لنا أجوبة نعرف بعضها سابقا ونجهل أخرى وتدفعنا لإعادة النظر في أفكارنا وطريقة تفكيرنا وعقيدتنا اجمالا.
إقرأ أيضا:الصحابة وأبناؤهم وراء تدنيس أرض الحرمين وليس آل سعودفي عصر الشك وتنامي الإلحاد وفشل الخطاب الديني التقليدي أصبح ضروريا لنا التفكير خارج القالب الديني والإجتماعي التقليدي والبحث عن الله الحقيقي، الخالق الذي يفهمنا ويتفهمنا وليس الدين الذي يحكم علينا ويكفرنا ويسيء إلى صورة الله في قلوبنا.
إقرأ أيضا:
نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع الله
كيف تؤكد فتنة المسيح الدجال أن الله شرير؟
أهم الديانات والفلسفات في الهند أو أرض الروحانيات
قوة الفلسفة الهندية وسر ازدهار الأفكار الهندوسية
الهند هي المستقبل وليس الصين
مبادئ البوذية في الإستثمار وتحقيق الحرية المالية
تجربة مسلم بوذي جمع بين الإسلام والفلسفة البوذية
الإسلام ينتشر بالجهاد عكس الفلسفة البوذية
كيف انتشرت اليوغا عالميا وغيرت البوذية كافة الديانات؟