حملة نشيطة للغاية منذ أيام قليلة
لدى فيس بوك الملايين من الأنصار والمحبين الذين يتمنون أن تنجح هذه الشركة وتتجاوز الأزمة الراهنة وتتفادى أي سقوط مأساوي.
هؤلاء أغلبهم يتابعون هذه القضية في صمت، ومنقسمون إلى قسمين، القسم الأول يرى أن هذه مجرد سحابة صيف أو مؤامرة وستمر ولا داعي للقلق عن الشركة فهي قوية ماديا ولن تفوز الأزمة.
القسم الثاني أكثر عقلانية، إذ يرون أن ما يحصل يتطلب من الشركة إصلاح المنصة وهم يقرون بأن الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم تعاني من مشاكل عدة.
حسنا الفئة الثانية قررت أن تتحرك وتطالب الشركة بصوت عالي بإصلاح في بوك لتفادي الإنهيار وتجاوز المشاكل الحالية.
على منصة Avaaz.org طالب أكثر من 600 ألف مستخدم بإصلاح المنصة والتخلص من المشاكل الراهنة، والعدد في طريقه إلى مليون مستخدم على الأقل.
-
ما هي مطالبهم؟
يطالب هؤلاء أولا بأن تعمل فيس بوك على إبراز الأخبار الصحيحة وتقضي على مشكلة الأخبار المزيفة التي حولت المنصة إلى مصدر للشائعات والتقارير المغرضة التي تستهدف عادة ضرب الديمقراطية والتعايش والإضرار بالأفراد والمجتمعات والشركات.
المطلب الثاني هو ضرورة حذف الحسابات الوهمية وما أكثرها على هذه المنصة وهي التي تشكل عادة مصدرا للرسائل التي تتضمن روابط ملغومة والفيروسات.
إقرأ أيضا:رابط استرجاع حسابات فيسبوك المسروقة والمفقودةالمطلب الثالث هو حماية المستخدمين من المحتوى المزيف والمشبوه وأي محتويات أخرى تتضمن روابط تؤدي إلى اخبار مزيفة أو صفحات ويب لسرقة معلومات المستخدمين.
المطلب الرابع هو التعاون مع هيئات مكافحة الأخبار المزيفة من أجل العمل على منع انتشار أي اخبار مزيفة على المنصة خصوصا في أوقات الانتخابات.
وبشكل عام يطالبون بأن تتحرك الشركة بسرعة وبشكل جدي من أجل إصلاح المشاكل العديدة، في إشارة إلى خطاب الكراهية وجمع البيانات عن المستخدمين ومنحها لأطراف أخرى وهو ما يعد مسيئا للغاية.
لم تتضمن الرسالة التي يواصل الآلاف من الناس التوقيع عنها ولقيت انتشارا كبيرا ومشاركة من مختلف الدول منها المستخدمين من الدول العربية أي تهديد أو إشارة لرد فعل الجمهور.
لكن تضمنت تنبيه بأنه يجب إصلاح هذه المشاكل قبل الانتخابات والعمل بسرعة من أجل الحفاظ على الديمقراطية.
هؤلاء يدركون أن بقاء المنصة بهذا الشكل سيجعلها تعرقل الديمقراطية وتلفق أراء الرأي العام وتدنس الحقائق وقد تتدخل الحكومات لحظرها ومحاربتها بصورة أسوأ.
ويتحدث المراقبون عن أزمة هي الأخطر في تاريخ فيس بوك إذ انها يمكن أن تكون بوابة لنهايتها بصورة اسرع من المتوقع.
ولا يزال بإمكان فيس بوك السيطرة عن الوضع الحالي رغم أنه من غير السهل إصلاح المشاكل الراهنة وهذا باعتراف القائمين عليها.
إقرأ أيضا:آبل وفرصة شراء بيتكوين وإنشاء منصة تداول العملات الرقمية
-
لا مكان للاستهتار
ومنذ الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية سلطت وسائل الإعلام الضوء على دور فيس بوك في توجيه الرأي العام، واكتشف الخبراء أن الأخبار المزيفة سلاح رئيسي بين طرفي المنافسة في الاستحقاق الرئاسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومن حينها بدأت الأزمة تتشكل وبرزت بصورة أوضح العام الماضي مع تسلطنا الضوء على قضية الأخبار المزيفة وقضية خطاب الكراهية وفوضى يوتيوب ثم حذف حسابي الشخصي من فيس بوك احتجاجا على الفوضى التي أصادفها يوميا على المنصة ليصبح الوضع أسوأ خلال الأسابيع الأخيرة.
إقرأ أيضا:وول مارت تخسر 30 مليار دولار وأمازون بطلة أسوأ يوم منذ 1988ومن المعلوم أن الأزمات تتنامى بشكل تدريجي، وفيما نجحت أزمة فيس بوك حاليا على ضرب سمعة الشركة لدى شرائح كبيرة من المستخدمين حول العالم فإن الخطوات القادمة تتجه نحو المزيد من التصعيد.
لذا لا مجال لمارك ورفاقه للاستهتار بما يجري حاليا وهم يتحدثون عن إدراكهم بخطورة الوضع ويحاولون السيطرة على الوضع.
نهاية المقال:
أنصار فيس بوك العقلانيين يطالبون الشركة بإصلاح سريع للمشاكل التي تعاني منها الشبكة الإجتماعية وهم يدركون خطورة الأزمة الراهنة التي تستخدم سلاح التدريج وتتنامى بصورة مخيفة.
إقرأ المزيد من المقالات حول أزمة فيس بوك لتفهم أكثر هذه القضية.